كتاب جراح إمرأه من العيادة النفسيه//سليمان القحطاني

[المُهرهـ]

صدرمنذ عام تقريبااا للزميل / أخصائي العلاج النفسي . سليمان القحطاني كتاب : جراح امرأة من العيادة النفسية. من إصدارات دار الزهراء- الرياض. والكتاب يقع في 224صفحة ، وقد أحتوى على 104 جرحا .
الطبعة الأولى: 2010م-1431هـ
جراح نفسية كتبها في قالب أدبي بأسلوب شيق ، ومؤثر .

وقد قرأته وأعجبت به بما يحوي من جراح تعكس عنف يقع على المرأة في مجتمعنا .
من ميزة هذا الكتاب أنه واقعي ويلامس هموم المرأة ومعاناتها .كتبت تلك الجراح بأسلوبه الخاص .
وفيما يلي مقتطفات من الكتاب .


المقدمة :
أول الوهج ...
جراح امرأة من العيادة النفسية - دون عمر .. دون زمن ..دون مكان ، وانتماء - تقتاتُ من ألمها في دائرة الخوف استوطنت ، وتحت ظلال التوجس ما زالت تراوح في ترددها !!
تنتـظرُ الآتـي الذي قـد لا يأتي !!.
ربما تحلم أن يقودها القدر إلى مدائنها الأولي قبل مجيئها .
وسيبقـى ظلم القوي واستبداده على الضعيف كما في جراحات المرأة .. صورة مصغرة وكاملة المعالم ..
لظلم القوي واستبداده على الضعيف - للقدس و بغداد- وفي كلا الصورتين .. تخلى القانون عن إنصاف الضعيف .
في البدء كانت الكلمة و الكلمة حياة أو موت وبكلمة نكفر ...
ولأن الكلمة تحمل البعدين إيجابا و سلباً ... يكون الفرح ... يكون الألم كما في طيات تلك الجراح ليس لأني أرى أن ما وقع لهن لا شيء، أو لا أتصور فجيعته فهو جزء منهن ، ولا يمكن الفكاك منه ، فلم لا نبدل طريقة إدراكهن بالكلمة ، وبدل أن نلتفت إليه -أي الجرح- لماذا لا ندفعهن للوقوف عليه والهرب ليس منه بل إليه؟ ...
تواجِهْنَه ..
تُصاَرِعْنَه ..
رغم الوجع والألم للوصول إلى ولادة ذات جديدة ... ذات حقيقية .
عديدة هي الجراح .... بعض منها غائر .... وبعض ينزُّ بصمــت ... ورابع يأكل صاحبــه ...
وخامس مكبوت في الطفولة ..
وسادس مخبأ خلف الأضلع لا يدركه أحد ..

جراح ننساها دون أن نسامح وأخرى نصفح عن من أذانا دون نسيانها ... بعض الجروح رطبة ، وبعض منها قد تيبس ، وهنا يحلو الرقص على الألم ... قدم على شفاء جرح يابس تدكه ليتدفق النزف ، وقدم على جرح رطب تعاركه حتى يضمر أو تعتاد القدم السير عليه وإن كانت أرض الجراح متموجــة ، وثائرة .. ، فكم من واقع ظالم يحيط بهن واقع أشبـه بزنزانة انفرادية جدرانها جلودهن ، وسقفها هامتهن ، وأرضيتها مساحة أقدامهن . وهذه الجراح لا تسعى صاحبتها إلى العيادة إلا بعد أن تستنفذ طاقتها أو تصل إلى نقطة الانفجار ، وبعد أن قادها اليأس إلى مشعوذين أو رقاة ليسوا على بصيرة رغم الإدراك أحياناً أنهم ليسوا إلا ضرباً من الدجل والاحتيال .
جراح متناثرة بين دفتي هذا الكتاب تكشف زاوية من الفاجعة لحالات تعرضن ووقع عليهن الأذى بكافة أشكاله والأقسى منه ما يكون يومياً متمثلاً في مفردات جارحة أو تلميحا أو إيماءة تخفي عدوانية مبطنة بأسلوب متذاكي ينفث في كل موقف نقطة سوداء لا دليل عليها من الجارح ولا آثار واضحة لها في الآن نفسه لكن تراكمها وحصيلتها أعراض نفسية أو جسدية خفضا لصراعاتها وحلاً مؤقتا أو مخففا لمعاناتها حالات أسرفت في إذعانها ورضوخها واستسلامها دون أن تعي أنها تصل إلى الإعدام النفسي وهي من تنساق إليه .
وكتابتنا اليوم أو حديثنا عن ما نخافه ، لن يحل ما نعانيه ، لكن على الأقل يكسبنا آلية للتعامل مع أفكارنا ومن ثـمَّ مشاعرنا ، وما يجول بداخلنـا ، ونهاب التعبير عنه ،ويجعلنا ندرك ما نحن فيه من زاوية أخرى ، وفلسفة تلك الجراح لا تعدُ إلا تجسيدا للجرح والنزف، بالكلمـة تجسيداً للمعاناة وظروف الإخفاق ... أما العلاج فيحتاج أحياناً إلى دواء وجلسات نفسية ، ومجاهدة وإيمان بالعتق ..
وأعتقد أن المرأة التي لا تعاني جراحا من المؤكد أنها تحظى برجل أسطورة ومعجزة يحترمها ويمنحها الحقوق الكاملة التي فرضها الله لهـا .
لطالما آمنت أن الـدهشة هي الوجه الأخر للألــم ..
فـأروع الأشياء هي تلك التي يزين الألــم ثناياهــا ..
ويخيــم الحزن على نبضهـــا .. فالحــزن ..
هو العاطفة الإنسانيــة الوحيــدة .. التي تسقط معها كل الأقنعة !.
أحيــاناً نفقــد قدرتنا على التصرف حين يغمرنا اليأس فلا نجيد مبادئ المنطق في التعامل مع ما نعانيه وهذه الأحيان . . قد تأخذنـا معــها إلى مدن مليـئة بالتشـاؤم ..
بالحـزن . .
بفقد للأمـل ..
مــدن ٌ كل جدرانها مصبــوغة ٌ بالأســود في بصرنا وبصيرتنا ..
حـيث لا مكان للبيـاض !! وكأننا في لحد والروح بعد خافقة ..
أحيانا . . يكون اتشاحنا بالسواد ..
ضرورة ..
لعلنا ندرك قيمة البياض بحق ...
فلا معنى للبياض إلا في أرضيــة سوداء .
وربما الألم ....... يمنح " نضجاً " من نوع آخر لذواتنا ".
من أصوّب عليه رصاصي هو الجارح من الذكور .. لأن الرجال تأبى شيمهم أن يغلبوا امرأة !! هذا ما تعلمته ، وتعرفه جدتي التي عاشت بين الحقول والجبال فسقاها جدي من ماء المطر وفلح وزرع وقلع الأرض جنباً إلى جنب معها ..
المعادلة بسيطة على الأقل بالنسبة لي ( جرح ، وجارح ذكر ، ومجروحـة) ، وأتمنى أن تكون القراءة في إطار كل جرح ، وأصابعي هي من تمارس القتل - كما قد يسميه البعض - فنزفي لنوعية انحنت .. اعتقدت أن التنازل .. والصبر مفتاح الفرج ، ووصايا الجدات باستثناء جدتي لم تزدها إلا انكسارا .. فاعتادت الانحناء وأصبحت تجد ما تخافه وتخشاه جاثما أمامها.
ولو كان سيفها أي المجروحة خارج غمده لكان الحال غير الحال ، ولتحول شعورها بالقتيلة إلى نشوة المنتصر ..
واستنزافي لا يعدُ أن يكون سوى محاولة مستميتة لأنزع سيفها من غمدها.. لتعدو إحداهنّ دون أن تلتفت إلا لداخلها ، وفي يدها راية حريتها تعلن ولادتها الحقيقية .. لتعي أن الحياة لها طعم ، ونغم ، وإيقاع آخر .. وأن نزف الجرح نصنع منه فرح .. يوم جديد .. فجرا ينثر العطر ، ورذاذ المطر .. إنها قادرة على العيش دون حاجة إلا لمن خلقهـا .



مقتطف من وهج الجرح العاشر
لعبة النسيان
أمارس لعبة النسيان ، وأعيد أخر الليل ترتيب أوراقي فإذا غفيت ..
آه من تزاحم أفكاري !!
وصوت يأتي يطاردني .. يذكرني برطوبة البحر في أطرافي ..
في عمق نومي أقف لكن الخطى تتعثر في فراشي !!
عذابات طفولة تفجعني ، أحاول تناسيها فتزداد ضخامتها ، وتتراءى على ذاكرتي مجيء كهولتي المخضبة بأنفاس من رحل ولم يبالي !!



مقتطف من وهج الجرح الحادي عشر
كيف بالورد تطعنني
الوجع هنـا في قلبي ! الألم هنـا .. لا الذات ، وكل الجسد يوجعني .. يحرقني ، والحمى تعبثُ بأطرافي ارتعاشاً ووخزاً مدميا .. آه كم كانت لحظة مذهلة .. فاجعة حين قرأت النبأ فأشتعل الانهيار ، ولم أعِ إلا وأنا مُسجَّـاة على السرير الأبيض ، وهناك أنتَ تزهو ، وتراقص الأخرى !! بكل بساطة .. بكل سذاجة تغيب شهرا لتأتي تعايرني بانحناء كتفي .. خلق الرحمان، والله أحسن ُخلقي لكن أنت تجذَّر فيك الحقد ، والانتقام لتثبت أنك رجلا !!



وفي وهج الجرح الثامن بعد الثمانون كتب عن :
جراح فوق الجراح
يلفًِني الليل ، ويطويني سواده فأنكمش في مهجعي، أتجرع كآبتي، ودمعي
جرح يلاحق جرحاً ، والذات أجهدها لأخفي ما أخشى أن تفضحه رعشتي..
أنا ممدة ، والأرق يكابدني ..
وأنت هناك تعيد ما أسمعته إذني ..
آه لو شعرت بارتجافي ، وما تراه عيني في لوح قدري !!
منحتك أجمل عذوبة أنوثتي ، وسكبت صدقي في راحتيك فظننت أني مكسورة بدونك أنتهي ..
أتدري أني كل ليلة أنثر من جسدي كل أوردتي فإذا طرقت الباب انفجعت ألملم منها ما يبقيني نابضة حتى لا ينكشف ألمي !!
إذا أتيت تجيد إطلاق كلمات كالرصاص في أذني ..
في البدء كانت شعاراتك بأني الغمام أو رابعة العدوية في طهرها وفي الزهد!!
أكذبا كنت تمارس غدرك من أجل عفن جسدي لكن على من ؟
نحيب امرأة أشعلت أوردتها ناراً في ظلمة أيامك حين كنت ترتمي ، وتبكي كالرضيع على صدري .
أهكذا وفاء الذكورة في عرفك .. سقط القناع فابحث عن ضحية تمارس معها بطولة ضعفك ، وعجزك الذي خلفه تختبئ .. تلك حقيقتك أما أنا فقد وعيت ، وسأبقى شامخةً ، وسأخلع ثوبَ عشقي حتى لو بقيت عارية في الطرقات كراقصات متمردات الغجر !!
ما دمت بهذا الخنوع متردداً ما عدت تطربني .. أنا أريد رجلاً أفعاله تترجم ما يعتلج في وهجي !!



اتمنى للجميع متعة القراءة كما قرأته.

تحيتي

[السلطانة]

ذكـــرى
يعطيكـ العافيهـ

[ملاك زهران]

جزاك الله الخير وجعله في ميزان حسناتك

[محمد الساهر]

شـكـــــرا لك...
وبارك الله فيك ...
لك مني أجمل تحية ...

[ابو احمد العدواني]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية

[المُهرهـ]

شاكرة لحضووركم


تحيتي

[أبوعدي]

شكرا لك

[عبدالرحمن الخزمري]

شـكــ وبارك الله فيكِ ـــرا لكِ ... لكِ مني أجمل تحية .

[المُهرهـ]

شكرا لحضووركم


تحيتي

[عدنية حرة]

يعطيك العاافيهـ ع الطرح
ماننحرم أبد من مواضيعك الرائعه
بارك الله فيكـ