لا تزال الكلمات تنزف على صفحات الصحف السعودية على إثر واقعة اهتزت لها المملكة لطفلة في الرابعة من عمرها لم تمت جوعاً أو عطشاً بل قتلتها الخادمة.. بكاء وأنين ووجع ألمّ بالمجتمع السعودي برمته.. بل تخطت الواقعة لتفجع المجتمع الخليجي بأكمله.
ناعمة ومرهفة هي الكلمات التي تأن وتتوجع وتتألم وتصف الحدث في مجتمعنا الخليجي، لكنها تائهة وفاقدة لصوتها.. إذ ماذا يجني الأب عندما يقارن تلك الكلمات بمشهد يأبى وأن يفارق الذاكرة إلا ومزقت أظافره القلب، وماذا تفعل الأم عندما يدفعهاً شوق الأمومة إلى اشتمام زهرة قطعها سكين غادر لخادمة بينما كانت في بداية ريعانها.. ليت الكلمات تمسح دموعها.****
إنها الخادمة.. التي باتت مصدراً لأحداث مرعبة في بيوتنا.. ولكنها مظلومة أم ظالمة.. أين الحقيقة يا ترى؟.. لماذا قتلت الطفلة قبل رحيلها بأسبوع، وبعيد تلقيها رسالة ذكرت صحف سعودية أنها تلقتها فأعقبتها بالفاجعة.
هل ينطبق على هذه الخادمة، قول الشاعر: "إذا أكرمت اللئيم تمردا"، فبحسب أحد أقارب الضحية أن الخادمة****طالما جنت الثناء من أهل البيت وضيوفه، أم أن من الحب والتعلق بهم ما يدفع لقتلهم، إذ يؤكد ابن شقيق والد الضحية أنها كانت شديدة التعلق بالطفلة وربما شعورها بفراقها ما دفعها للقتل بحسب قوله على اعتبار أنها أصيبت بحالة نفسية جراء هذا الفراق.
يبدو أن المشكلة أكثر تعقيداً وتحتاج الكثير من البحث كما تقتضي قوانين تفلتر الخادمات والظروف المحيطة بهن قبل دخولهن بيوتنا وائتمانهم على فلذات كبدنا، في حين لا نقبل معاملة أي خادمة بأسلوب غير لا ئق ما يعكس ذلك الضرر على بيوتنا.
يذكر أن خادمة آسيوية أقدمت أول من أمس على قتل طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات، بعدما فصلت رأسها عن جسدها بواسطة «ساطور»، فيما شيّع، اليوم، جمع غفير من أهالي محافظة ينبع الطفلة المقتولة غدراً "تالا الشهري".
رسالة تسببت في قتل الطفلة السعودية
ذكرت مصادر قريبة من الحادث، أن الخادمة تلقت يوم ارتكبت جريمتها، رسالة جوال تسببت في تدهور حالتها وأدخلتها في حالة غضب عارمة، وشرعت في الانتحار، منهارة وسط كومة من القصاصات الورقية كتبتها بلغتها الإندونيسية.
وكانت الخادمة القاتلة، قد تجرعت كمية من مادة الكلور وأحيلت إلى سجن ينبع العام، حيث أقرت بقتل الطفلة، في انتظار تصديق أقوالها شرعاً في المحكمة الشرعية.