مصرع 51 وإصابة المئات في مواجهات دار الحرس الجمهوري في القاهرة
وقعت اشتباكات عنيفة، فجر أمس، بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وقوات الجيش والأمن في محيط دار الحرس الجمهوري في طريق صالح سالم، أسفر عن مقتل 51 من مؤيدي مرسي، ومقتل ضابط وجرح المئات من الطرفين . وفيما أكدت القوات المسلحة تماسكها، وعدم صحة ما يتردد بشأن حدوث انقسام داخلها جراء انحيازها لثورة 30 يونيو، أعلنت الرئاسة عن تشكيل لجنة قضائية للتحقيق .
وقامت النيابة العامة بمعاينة موقع الأحداث والتحفظ على بعض الأسلحة، التي تم العثور عليها، كما تحفظت على بعض المتعلقات الشخصية للمعتصمين، وتضمنت أوراقاً من بطاقات تحقيق الشخصية وجوازات سفر .
وقامت المباحث الجنائية بالتحفظ على أكثر من 10 دراجات بخارية خاصة بمؤيدي مرسي، إضافة إلى عدد من أسلحة الخرطوش والأسلحة البيضاء والعصي التي تم ضبطها في موقع الأحداث، لتسليمها للنيابة العامة، فيما حلقت طائرات القوات المسلحة فوق موقع الحادث لرصد بعض التظاهرات التي نظمها مؤيدو مرسي . وقامت أجهزة الأمن بتوقيف عدد من المتظاهرين . وأغلقت قوات الجيش والشرطة جميع الشوارع المؤدية إلى دار الحرس الجمهوري بالأسلاك الشائكة، وقامت بغلق طريق صلاح سالم بالمدرعات وتحول محيط الدار إلى ثكنة عسكرية، حيث تمركز مئات الجنود وضباط الجيش أمام الدار وفي جميع الشوارع الجانبية المحيطة، ومنعت قوات الجيش والشرطة السيارات والمارة من المرور بمحيط الحرس .
وتباينت شهادات شهود العيان حول أسباب المصادمات . وقال عبدالله عبدالعزيز، إمام مسجد التقوى، الذي يقع على بعد أمتار قليلة من دار الحرس، إنه عقب صلاة الفجر مباشرة فوجئ المصلون في المسجد بدخول أعداد كبيرة من مؤيدي مرسي للمسجد هرباً من رائحة الغاز المسيلة للدموع، التي كانت انتشرت في جميع أرجاء المنطقة، “وبعدها خرجنا لنشاهد ماذا يحدث ووجدنا اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والمعتصمين أمام دار الحرس الجمهوري” . وأضاف “خرجنا لمنازلنا للاختباء من رائحة الغاز، وخوفا من أن تطولنا الأحداث، لأنه كان هناك رصاص حي يطلق بكثافة، وفوجئنا بأنصار مرسي يقتحمون بعض العقارات السكنية للهروب من قوات الجيش التي لاحقتهم أيضاً داخل تلك العقارات وقامت بتوقيف عدد كبير منهم” .
وتابع “خلال اشتعال الأحداث شكل شباب المنطقة لجاناً شعبية لحراسة العقارات السكنية، وتمكن شباب المنطقة من القبض على عدد من الأشخاص الذين عثر بحوزتهم على قنابل يدوية الصنع وزجاجات حارقة وبعض الأطعمة وتم تسليمهم لقوات الجيش والأمن” .
وقال حسام تركي، أحد سكان المنطقة، إن مؤيدي مرسي رددوا هتافات مناهضة لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي وقوات الجيش، وهو ما تصدت له عناصر الجيش والشرطة بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع .
وقال محمد عبدالله، أحد المعتصمين، إنه جاء من مدينة المنصورة للمشاركة في الاعتصام لعودة مرسي، وإنه أثناء صلاة الفجر فوجئ ضمن المعتصمين بقيام قوات الجيش بفض الاعتصام بالقوة من خلال إطلاق وابل من قنابل الغاز المسيلة للدموع في البداية ثم إطلاق قوات الجيش الرصاص الحي على المتظاهرين ما أدى إلى مصرع العشرات منهم في الحال، إضافة إلى إصابة مئات آخرين .
إلى ذلك، أصدر الرئيس المؤقت عدلي منصور أمراً بتشكيل لجنة قضائية للوقوف على ملابسات الأحداث . وأعربت الرئاسة عن “أسفها الشديد” لوقوع ضحايا، وشددت على ضرورة ضبط النفس لدى الجميع وإعلاء المصلحة الوطنية واعتبارات الأمن القومي للبلاد، مؤكدة حرمة الدم المصري وحق التظاهر السلمي للجميع وتحت حماية ورعاية الدولة بأجهزتها المختلفة من دون تمييز .
ودعت الرئاسة المتظاهرين إلى عدم الاقتراب من المراكز الحيوية والمنشآت العسكرية، وناشدت جميع الأطراف الاضطلاع بمسؤوليتها الوطنية في تنقية الأجواء وتحقيق المصالحة من أجل إنجاز المرحلة الانتقالية في أسرع وقت .