تعاطي الخمور في المجتمع السعودي.. الواقع مؤلم

[محمد الساهر]

بسببه تزايدت حوادث المرور المميتة وكثرت السرقات والجرائم المروعة والاعتداءات





تعاطي "الخمور" في المجتمع السعودي.. الواقع مؤلم

- المصادر الرسمية تشير إلى أن المحاكم ومراكز الشرطة والهيئات تعج بآلاف القضايا المتعلقة بتهريب وصناعة وترويج وتعاطي الخمور.



- هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبضت خلال شهرين فقط على 50 مصنعاً للخمور جنوب الرياض وحدها.



- بائعون لـ"سبق":



- "العرق" منتشر بين الطبقات الفقيرة والمتوسطة والغنية والزبائن سعوديون وعمالة وافدة.



- بعض النساء المتعاطيات ترسل السائق ليشتريه لها.



- البيع يتم في بعض الأحياء البعيدة وبعض محطات الوقود والمطاعم المتناثرة على طرق السفر.



- الاستهلاك عالٍ والبعض يبيع 15 قارورة يومياً و48 قارورة في الإجازات ومدن "الرياض" و"جدة" و"أبها" الأعلى استهلاكاً.



- مختبر سعودي: العرق المحلي تركيز الكحول فيه أعلى من 70% وهو عالي الخطورة صحياً ويسبب العمى وتليف الكبد.




شقران الرشيدي- سبق- الرياض: مع تزايد حوادث السيارات المروعة التي يذهب ضحيتها أشخاص أبرياء كما حصل أخيراً عندما صدم سائق مخمور يقود بسرعة 180 كم سيارة عائلية ذهب ضحيتها خمسة أشخاص، وآخر مخمور صدم 26 سيارة دفعة واحدة، وسعودي سكران قتل أحد أصدقائه، وحاول إحراق الجثة، وغيرهم كثير..
ومع تزايد حالات الاعتداءات الجسدية، واللفظية في الشوارع، وكثرة السرقات بالإكراه، والجريمة الأخلاقية، والاغتصاب، وحالات الطلاق، والاشتباكات التي تتم تحت تأثير "المشروبات الكحولية"، تتكاثف الأسئلة لمعرفة واقع انتشار صناعة واستهلاك "الخمور" في المجتمع، وهل هي بهذا الحجم الكبير الذي يعكسه ارتفاع نسبة الحوادث المميتة، والجرائم المرعبة التي يرتكبها السكارى والمخمورون؟
وهل فعلاً مصانع "الخمر" و"العرق" انتشرت في أغلب الأحياء رغم جهود الجهات الأمنية، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ضبط القائمين عليها ومروجيها؟ وهل يقتصر الشرب على السعوديين أم أن هناك من الوافدين من يشاركهم فيها مما رفع نسبة الاستهلاك؟

تساؤلات نحاول الإجابة عليها من خلال التحقيق التالي..

رغم أن هناك من لا يزال ينكر في المجتمع السعودي وجود ظاهرة تصنيع وترويج وتعاطي الخمور واستهلاكها المفرط، توضح الأرقام والإحصاءات الرسمية التي تنشرها الجهات الأمنية تزايد الإقبال على تعاطي الخمور في المجتمع، خاصة في مدن الرياض، وجدة، وأبها،
كما تكشف إحصائية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في وقت سابق أنها قبضت خلال شهرين فقط على 50 مصنعاً للخمور جنوب الرياض وحدها، ووجد في هذه الخمور مواد سامة، وحشرات، وجرذان ميتة، ومواد من مياه المجاري.

كما تواصل الصحف المحلية نشر أخبار ضبط متعاطي الخمور، رجالاً ونساءً، في العديد من المدن والأماكن والاستراحات، ووجود مصانع الإنتاج في المستنقعات والمجاري ووسط الأشجار، ووجود حالات تسمم ووفاة سعوديين نتيجة شرب "العرق" المصنع محلياً، وضبط حالات تصنيع وترويج الخمور وسط الأحياء السكنية ببعض المدن والقرى.

كما تشير بعض الجهات المتخصصة إلى أن هذه الظاهرة ليست هامشية، بل آخذة في الانتشار رغم جهود الجهات الأمنية المكثفة لمواجهتها.

حول ظاهرة انتشار الخمور في المجتمع السعودي يقول هاتفياً المواطن "أبو مهند" لـ"سبق" واصفاً نفسه بأنه من أعرق شاربي "العرق": "الخمر و"العرق" موجودان بكثرة، وبالإمكان الحصول عليهما بسهولة من خلال بعض العلاقات الخاصة، والعمالة التي توفر مشروب "العرق" المحلي، وتصنعه، وتبيعه بأسعار رخيصة بين 150 إلى 300 ريال للقارورة الواحدة، وهي سعة لتر "مياه معدنية"، حسب جودة الصنع".

وعن طرق البيع والترويج يقول "أبو مهند": تختلف حسب "البياع"، ومن خلال خبرتي فبعضهم يبيع في سيارته، ولا ينزل منها أبداً، ويدور في المواقف العامة أو السفلية تحت أرض المولات الكبيرة، أو في مواقف الملاعب الرياضية، وبعضهم يغير مكان باستمرار، خاصة يومي الخميس والجمعة، وهناك من تتصل به ويوصلها لك، وبعضهم يبيع في الحواري والأزقة الضيقة، وبعضهم يوزعها من خلال العمالة مقابل مبلغ معين".

ويقول: "إن أردت أن تعرف أكثر، وبشكل بسيط مدى انتشار "المشروبات" في المجتمع انظر إلى تزايد محلات بيع الثلج، ومحلات الأواني المنزلية، وستجد بكثرة حافظات الثلج من كل الأنواع التي تستخدم مع المشروبات الكحولية في السهرات، والجلسات الخاصة".

ويضيف "أبو مهند": "المشروبات الكحولية منتشرة، و"العرق" منتشر حتى في بعض الأوساط الاجتماعية الغنية"، متمنياً أن يشفيه الله من تعاطي الخمر؛ لما لحق به من أضرار مالية وعقلية، على حد وصفه.

ومن جانبه يقول المواطن "أبو كايد": "ألقي القبض عليَّ في قضية حيازة كمية تجارية من الخمر المصنع محلياً، وخرجت بعد قضاء مدة المحكومية، وعدم وجود عمل جعلني أتجه إلى تصنيع وبيع العرق، وبصراحة لقيت فيه ربحاً كبيراً، لكن دون بركة"، ويستغرب "أبو كايد" من الطلب المرتفع عليه في الأحياء الشعبية الفقيرة، ومن بعض المتعاطين الذين بدلاً من الصرف على أسرهم يبذرون أموالهم على الشراب المسكر؛ مما يسبب كثرة خلافات الجيران التي تنتهي في بعض الأحيان إلى اشتباكات بالأيدي، وكثرة حالات الطلاق.

وعن أماكن التوزيع المفضلة يقول "أبو كايد": "في بعض الأحياء البعيدة عن الأعين، وبعض محطات الوقود، والمطاعم المتناثرة على الطرق الطويلة"، ويشير إلى أن الصنعة لا تحتاج إلى جهد كثير في ظل ارتفاع حجم التعاطي، فهي تبدأ بتصنيع الكميات، ثم التوزيع بين الشباب، وأحياناً الشابات، لكن نهايتها غير سارة لأنها تقود للسجن مهما طال الزمن.

وهاتفياً يقول "البياع" راعي الكدلاك الرصاصي – هكذا يلقب نفسه بين الزبائن - "لا أتعاطي الشراب؛ لكنني أبيع من 15 إلى 18 قارورة في الأيام العادية؛ وترتفع إلى 48 قارورة في يومي الخميس والجمعة، والزبائن من السعوديين، كبار وصغار، ومن الأجانب"، وعن وجود زبائن من النساء قال: "يوجد لكن نسبة قليلة، وبعضهن ترسل السائق ليشتريه لها".

ويؤكد "خالد": "أن العرق منتشر بين الطبقات المتوسطة والفقيرة، وهو الأكثر والأوفر، والأرخص سعراً، أما الخمور المستوردة فهي للطبقات الغنية التي تستطيع توفير قيمة الزجاجة الواحدة التي تتجاوز 800 ريال، حسب النوع وشهرته".

وعن طرق دخول المستورد رغم منعه قال: "وسائل التهريب كثيرة ومتعددة، وبعض العاملين في السفارات يبيعونه بمبالغ عالية، ووجود العمالة الفلبينية، والهندية، والإثيوبية، وبعض البنغاليين، وتزايد "الشريبة"، أدى إلى استغلال ذلك في التصنيع، والترويج للخمور محلياً، بل إن بعض السعوديين اتفق مع العمالة على إنشاء مصانع بدائية "مخفية" للإنتاج في بعض الأحياء، خاصة القديمة في الرياض وجنوبه، وبعض الاستراحات في المناطق البعيدة عن الأعين".

ولإيضاح أبعاد هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة على فئة الشباب ذكر عضو شرف نادي الهلال الأمير عبدالله بن مساعد في إحدى تصريحاته الإعلامية أن إحدى المشاكل الرياضية التي تواجه اللاعب السعودي أن الشهرة قادت بعض اللاعبين السعوديين إلى تعاطي الحشيش والخمور، حيث يمضون أوقاتهم في السهر حتى ساعات متأخرة من الليل،
موضحاً أن هذه الأمور هي المتسببة في تدهور مستوى اللاعبين، لافتاً إلى أن هذا الأمر يعتبر هو السائد بين بعض اللاعبين، ودعا إلى سرعة البحث عن الحلول والاستفادة من تجارب الآخرين قبل تفاقم المشكلة.

وبسؤال الطبيبة سهى الدوسري، تخصص أمراض باطنية، عن تأثيرات المشروبات الكحولية على صحة المتعاطي قالت:" يقود لأمراض كثيرة، جسمية، وعقلية، واجتماعية، كتليف الكبد، وأمراض القلب والشرايين، والفشل الكلوي، والشيخوخة المبكرة، والعمى، وتأثيره خطير على الأعصاب، وهناك العديد من الحالات التي تصل متأخرة نتيجة مضاعفات صحية من الإفراط في شرب الكحول".

وبعرض بعض العينات من "العرق" على أحد المختبرات السعودية جاءت نتائج التحليل مخيفة، حيث كشفت أن نسبة تركيز الكحول أعلى من 70%، مما يعني أنه عالي الخطورة صحياً بسبب التركيز الكحولي الشديد، ووجود مواد كيماوية تحتوى على السموم، ووجود تعفن مكثف نتيجة استخدام فواكه تعاني أصلاً من التعفن،
إضافة إلى عوامل سمية أخرى قد تتسبب بإصابة متعاطيه بالعمى، أو تسمم الدم، وتليف الكبد والكلى.

الجدير بالذكر أن عقوبة من ضبط وهو في حالة سكر عقوبة تعزيرية متعددة الدرجات، تبدأ بثمانين جلدة أمام الملأ، أما الجهات الأمنية فتقبض على "المخمور" حتى يفيق من سكرته ثم تطلق سراحه.

وتوضح بعض المصادر أن الدوريات الأمنية السعودية تضبط بشكل دوري بعض المنازل التي يتم تحويلها إلى أوكار لترويج الخمور،
كما تعج المحاكم الشرعية ومراكز الشرطة ومراكز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بآلاف القضايا المتعلقة بتهريب وصناعة وترويج وتعاطي الخمور،
مما يتطلب من الجهات المعنية وجود حل لهذه الظاهرة التي بدأت تطل برأسها على المجتمع، وتتسبب في كثير من التداعيات الاجتماعية السلبية الخطيرة.

[ابو عبد الرحمن]

شكرا محمد الساهر والله يعطيك العافية

[الدوسـي]

[ابو احمد العدواني]

شكرا لك على النقل والاعلام

[ال يتيم العلي الدوسي]

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

[محمد الساهر]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو عبد الرحمن      شكرا محمد الساهر والله يعطيك العافية

شكراً لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري اعتز به

[محمد الساهر]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدوسـي

شكراً لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري اعتز به

[محمد الساهر]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو احمد العدواني      شكرا لك على النقل والاعلام

شكراً لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري اعتز به

[محمد الساهر]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ال يتيم العلي الدوسي      مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

شكراً لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري اعتز به