متحف الشارقة البحري حكايا الصيد والغوص والتجارة

[عذبة الاوصاف]

بسم الله الرحمن الرحيم


هناك، في قلب منطقة أثرية تفوح منها روائح الأصالة والماضي وعرق الأجداد، وفي موقع استراتيجي مُشاطئ لبحيرة الممزر، يشمخ متحف الشارقة البحري، شاهداً على حضارة دولة الإمارات وتراثها البحري، وراوياً لقصص أول من ركبوا البحر، واقتحموا جوفه، ونشلوا من بطنه أسرار الصيد والغوص، وصاغوا لغة التواصل مع أمواجه، رغم تواضع إمكانياتهم، وبساطة أدواتهم في ذاك الحين.







في ذاك المكان الذي يختزل عقوداً من الزمن في ساعة تجوال، يجد الزائر نفسه محاطاً بأسرار مهنة الآباء والأجداد، وشريكاً في حديث صامت مع أوائل البحارة والغواصين والصيادين، ومهندسي السفن والملاحة، فيشعر بأنه يبحر ويغوص معهم، ويقاسمهم خيرات البحر ولؤلؤه، ويصطاد دروس التحدي والقوة والتحدي والإصرار على ركوب موجة الحياة رغم عنفوانها.






يلتحم هذا المتحف الذي يجاور «مربى الشارقة للأحياء المائية»، مع «خمس عشرة» أخرى، لتكتب رؤية الإدارة العامة للمتاحف في الشارقة، الرامية إلى تقديم الخدمات الفضلى للزوار، من خلال ما تكنزه من مقتنيات وبرامج تعليمية، وقرائن، تعزز مفهوم السياحة المتحفية، وتعكس عمق تاريخ الإمارة، وأصالة هويتها الوطنية، وقيمة تراثها الثقافي والطبيعي، وترفع ألف إشارة قف في وجه النسيان.










كما يسرد أدبيات الحياة البحرية التي عاشها الآباء والأجداد، بصفتها مفصلاً أساسياً من مفاصل تراث المنطقة التي كان يعتمد أهلها على صناعة السفن، والصيد، والنقل البحري، بغية جمع التراث البحري الإماراتي، وحفظه، وعرضه على الجمهور بأسلوب جاذب، غني بالمعلومات والشواهد المادية الدالة على ثراء رصيد تراث الشارقة البحري.









داخل سبع صالات حُبْلى بأدق تفاصيل الحياة البحرية، يتجول الزائر بين أشهر السفن والقوارب وأدوات الصيد والغوص، مثلما يقتفي آثار تجار اللؤلؤ، والملاحين، والصيادين، والغواصين، الذين مخروا عباب البحر، ويرجع بالزمن إلى الفترة التي كان البحر فيها عماد حياة الناس ومصدر رزقهم الأوحد.











كما يقف الزائر على مراحل تطور القوارب الخشبية والسفن الشراعية التي استخدمت في منطقة الخليج، ويتعرف إلى حرفة صناعتها، وأدواتها الفريدة والدقيقة، والمهارات الفائقة التي تتطلبها، بجانب التعرف إلى عِدَّة الغوص والصيد، وصيد اللؤلؤ، والملاحة البحرية والمراسي، ومشاهدة صور أشهر البحارة وربابنة السفن (النواخذة).










ليس هذا فحسب ما يمكن مشاهدته في المتحف البحري، بل ثمة فرصة لاستكشاف الطرق التجارية القديمة التي كانت الشارقة مركزها ومحورها بحكم موقعها المميز بين الشرق والغرب، وتتبع التطور التجاري والانتقال من تجارة اللؤلؤ والتمور والأسماك التي كانت تحملها القوارب، إلى تجارة البترول الذي أصبحت ناقلات النفط العملاقة تحمله إلى كل أنحاء الأرض

[Mansour Al-zahrani]

مشكووووووور والله يعطيك العافيه على النقل الأكثر من رائع