فضل شهر الله ..محرم

[ابو امجد]

فضل شهر الله الحرام

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فإن الليالي والأيام والشهور والأعوام تمضي سريعاً وتنقضي سريعاً هي محط أعمالنا ومقادير آجالنا.

نودع عاماً ونستقبل عاماً جديداً لذلك ينبغي على المسلم التالي :

التوبة :أن يقدم الإنسان لنفسه توبة ناصحة ورجعة صادقة يغسل بها ما مضى ويستقبل بها ما أتى قال تعالى : (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).وقال (وإني لغفار لمن تاب وامن.)

قطعت شهور العام لهوا وغفلة *** ولم تحترم فيما أتيت المحرما
فلا رجبا وافيت فيه بحقه *** ولا صمت شهر الصوم صوما متمما
ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي *** مضى كنت قواما ولا كنت محرما
فهل لك أن تمحو الذنوب بعبرة *** وتبكي عليها حسرة وتندما
وتستقبل العام الجديد بتوبة *** لعلك أن تمحو بها ما تقدما

الأشهر تتفاضل فيما بينها في الأعمال وتتضاعف في بعضها الأجور وتخص بعضها عبادات إما فريضة أو نافلة ومن ذلك شهر الله المحرم
و إليك بعض ما يخص هذا الشهر :
لماذا سمي محرم.
يقول المؤرخون إن أول من سمى الأشهر العربية بهذه الأسماء هو كلاب الجد الخامس لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وشهر محرم سمي بذلك لأنه شهر محرم فيه القتال وسمي بذلك تأكيداً لحرمته.
له فضائل وأحكام ومنها:
أولاً:أحد الأشهر الأربعة الحرم وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب
قال تعالى : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ
[الجزء: 10 | التوبة (9)| الآية: 36]
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات : ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان). رواه البخاري
ويقول القرطبي- رحمه الله-:خص الله تعالى الأربعة الأشهر الحرم بالذكر ونهى عن الظلم فيها تشريفاً لها
ثانيا : بداية السنة الهجرية التي سنّها عمر رضي الله عنه لكن النبي صلى الله وسلم لم يهاجر فيه بل هاجر في ربيع الأول
ثالثا : إضافة التشريف هو الشهر الوحيد الذي أضافه الله الى نفسه على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم حيث سماه شهر الله الحرام
قال الإمام ابن رجب –رحمه الله-: وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المحرم شهر الله وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله؛ فإن الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته).
رابعا؛ صيام شهر الله الحرام كاملاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الحرام
شهر الحرام مبارك ميمـون
والصوم فيه مضاعف مسنون
وثواب صائمـه لوجه إلهـه
في الخلـد عند مليكه مخزون
سادسا : صيام عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم حسب الدخول الشرعي بالرؤية وليس بالتقويم
( كان يومُ عاشوراءَ تصومُه قريشٌ في الجاهليةِ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصومُه، فلما قَدِمَ المدينةَ صامه وأمَر بصيامِه، فلما فُرِضَ رمضانُ ترك يومَ عاشوراءَ، فمَن شاء صامه ومَن شاء ترَكَه ).
قال ابن عباس رضي الله عنهما : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ما هذا ؟ قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. قال : فأنا أحق بموسى منكم. فصامه وأمر بصيامه. رواه البخاري.
وهذا يدل على فضله حيث كان يصومه اليهود كما في هذا الحديث بل في رواية أخرى حتى أهل الجاهلية كانوا يصومون هذا اليوم كما في البخاري ومسلم
وقد كان صيام عاشوراء فرضاً قبل فرض رمضان ثم نُسخ
قال ابن حجر –رحمه الله-: نقل ابن عبد البر –رحمه الله- الإجماع على أنه الآن ليس بفرض، والإجماع على أنه مستحب
وسئل الرسول عن صيام عاشوراء فقال: يكفر سنة ماضية
لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بصيامه.
سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن صيام يوم عاشوراء فقال: ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوما يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم ولا شهرا إلا هذا الشهر يعني رمضان) رواه البخاري ومسلم فهو على مراتب كما قال ابن القيم رحمه الله
صيام عاشوراء على مراتب:
أولها : صيام العاشر مع التاسع وهو الذي جاءت به السنة.
ثانيها :صيام العاشر مع الحادي عشر.
ثالثها : صيام العاشر وحده.
رابعا: صيام التاسع والعاشر والحادي عشر
ودليل صيام العاشر : فضل صيام اليوم العاشر مطلقاً دون ذكر لصيام يوم قبله أو بعده..
ودليل صيام التاسع والعاشر :قول النبي صلى اله عليه وسلم : (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع) رواه مسلم.
ودليل صيام التاسع والعاشر والحادي عشر (خالفوا اليهود صوموا يوما قبله ويوما بعده) رواه البيهقي وسنده ضعيف.
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله: وأما إفراد التاسع فمن نقص في فهم الآثار وعدم تتبع ألفاظها وطرقها وهو بعيد من اللغة والشرع
والافضل أن يبيت النية من الليل لأنه نافلة مقيدة كما قال الشيخ ابن عثيمين
الافضل صيام القضاء قبل عاشوراء
وإن صام عاشوراء وأخر القضاء
ويجوز صيام عاشوراء إذا وافق السبت أو الجمعة
فالسبت لعدم صحة النهي عن إفراده
والجمعة لأنه لم يتقصد تخصيصها
أقسام الناس في عاشوراء:
أهل السنة والجماعة :
يصومون عاشوراء شكرًا لله على نجاة موسى من فرعون
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم: ما هذا اليومُ الَّذي تصومونَهُ؟ فقالوا: هذا يومٌ عظيمٌ. أنجَى اللهُ فيه موسَى وقومَهُ. وغرَّقَ فرعونَ وقومَهُ. فصامَهُ موسَى شكرًا . فنحنُ نصومُهُ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فنحنُ أحقُّ وأوْلَى بموسَى منكمْ ، فصامَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. وأمرَ بصيامِهِ ).
الرافضة :
إقامة النياحة وضرب الصدور بالسلاسل والسيوف حزناً على قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما وهذا بدعة منكرة في عملها وما يقام فيها ولم يفعله أحد من السلف
الصوفية :
يجعلونه يوماً للتوسيع على العيال وتوزيع الحلوى فهذا من البدع
اليهود
يصومونه فقط
ورد في صحيح البخاري كان أهلُ خيبرَ يصومون يومَ عاشوراءَ . يتَّخِذونَه عيدًا. ويُلبسُون نساءَهم فيه حُلِيَّهُم وشارَتَهم. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فصوموه أنتُم ).
اهل الجاهلية
صح أن أهل الجاهلية كانوا يصومون هذا اليوم كما في البخاري ومسلم
هذا ما تيسر جمعه فإن وفقت فمن الله وإن أخطأت فمني والشيطان وأستغفر الله
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

كتبه :
د. راشد العدواني
جامعة طيبة

[البارود والبيردآن]

تمضيْ السنونُ كأنّها أحْلامُ
هاقدْ مضى عامٌ وأقبلَ عَامُ

يا أيُّها المغتـــرُّ بالدّنــيا أَلَا
يكفيكَ مِنْها غَفلةٌ وهِيَــامُ

قِفْ عِنْدَ عامِكَ وقفةً متأمِّلًا
فيما عملتَ وخطّتِ الأقلامُ

جدِّدْ حياتكَ بالصّلاحِ ولا تَقُل
سوفَ فتلكَ بها يَسُوءُ خِتَامُ

سامحْ وبادلْ بالمَحَبَّةِ مَن تَرَى
فالعمرُ يمْضِيْ كلُّهُ أيامُ
:

جزاك الله خير ونفع بك

[محمد الساهر]

الف شكر
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
جعله الله في موازين حسناتك
نتمنى منك المزيد

[شذى الريحان]

أيها العام الذي أقبلَ أهلاً
بك في ثوبٍ من العمر جديدِ
.
جئتنا والأرضُ حُبلى بالمآسي
تتحاشى صَرْخةَ البُؤسِ الوَليدِ
#العشماوي
بارك الله فيك واثابك على الموضوع القيم والمميز
خالص تحياتي

[ابو احمد العدواني]

موضوع جميل ورائع من الدكتور راشد بارك الله فيه
وشكراً لك على النقل

[نورالدين]

تسلم يديكم ع الطرح المذهل

وبوركت

وقبيلة زهران احفاد الصحابة جهودكم للرقي بالمنتدى

[Mansour Al-zahrani]

جزاك الله خيرا

[ال يتيم العلي الدوسي]