[align=justify]● وطني .. منك أشكو فأمر مأمورك أن يدون بعد التحية ، ليس من دواع الرسمية يا وطن وانما من دواع الذكرى ، اليوم سأستغل سعادتك ، سأمر بخفة من باب ميلادك الى عرشك ، دع الحراس جانبا فسلاحي الوحيد فضفضتي إليك يا وطني ،اليوم .. كيفما كنت ستقبلني ، بشعاثة منظري واهتراء ملابسي ، لا أطلب اذنا تسمعني يا وطن ، فيكفيني منظر الاذن ولا يعنيني العجين بداخلها.
● يخيّم الليل على مدنك الصاخبة ، تمتليء الشوارع بالعامة ، الكل ينبض بك اليوم ، كل شيء سيكون أخضرا يا وطني ، حتى قلمي المشؤوم ، ذلك الذي لا يلبث ان يرى فرحة الا عكرها بحزنه الذي غدا ثوبه الأخضر كذلك ، دعني استند اليوم الى بطاقتك وعَلمك المليء بالعزة والفخر ، اطلقني الى الأعداء ملجما افواههم ، ثم خذني إليك جرحا لم يندمل ، فأنت يا وطني بعد مرور ( 78 ) عاما ما زلت تنكرني...!
● وطني الحبيب , ما زلت أعاني قسوتك التي لم تكن في شعارك ، ما زالت وقائع يومي مهددة باسترجاع ما منحتني اياه يا وطني ، دعني اتلحفك لأبوح اليك فأنني في هذا اليوم مشطور الى نصفين ، نصف يبادر بجلب الفرحة من أجلك ، ونصف قيده الحزن ايضا من أجلك يا وطن ، غضب نصفي على نصفي وفي خضم الصراع كنت المستفيد يا وطني ، طرقت أبواب الفرح والحزن معا ، ولكنّ سكّان الحزن أغروني ، فاعذر طمعي واستمع الى فضفضتي
● اليوم ، وبعد مرور 7.8 من العقود ، ما زلت يا وطني تقبع تحت سقف العالم الثالث ، اليوم وبعد 78 دهرا من التناسل تحت ظلك الدافيء ما زال الخلف يطرقون أبواب العمل دونما فائدة ، إليك عن هذا فأنت لسوء الحظ يا وطني تملك مالم تحلم به دولة من الأيادي العاملة ، انت .. وانت فقط ايها الوطن العزيز تملك مالا يملك وطنا على الأرض من شعب ، ذلك الذي لا يتحدث الا حكما وامثالا ولا يفعل سوا التفكير يا وطني..!! ، انت يا وطني لك شعب تمثله القبائل بفتيانها الشجعان وبناتها العفاف ، انت من تملك كل ما يدفع دولة الى التقدم وغزو ابواب الحضارة يا وطن ، انت صاحب السبق الى الدين ، انت مهبط الرسالة والبلد الأمين ، انت يا وطني .. أخفقت في تقييم قدراتك...!!
● بعد هذه السنين يا وطني ، لا يجد ابناؤك سوا القحط المزخرف بالفقر وقلّة الحيلة ، بعد هذه السنين يا وطني ما زال ابناؤك ينظرون الى الأوطان بكل ما أوتيت اعينهم من غبطة .. وما أوتيت قلوبهم من أسى ، ما زلت حتى الآن يا وطني ترضخ للتلاعب والحرية المذمومة ، ولا زلنا نخاف الظلام ونشعل الشموع ، حتى اليوم نصارع وطأة الشمس على جباهنا التي تتصبب عرقا من اجلك يا وطن ، لم نتجرأ على طرد الخوف من انفسنا فنحن لا نعلم ان كان لنا مبيت بك غدا ، ورغم مرور تلك الدهور من التفاني والغرام ، ما زلنا نفرح بالقليل وينقصنا الكثير ، لم نتيقن حتى اليوم يا وطني بانك عارف لغرامنا ، واسمح لي وقاحتي أيها الوطن الحبيب فأنت لم تتعرف إلينا بعد...!!
● إليك يا وطني انقل صورة حية من حياتنا ، إليك يا وطني أسطر قصة الاصدقاء ، اجتمعوا على حبك يا وطني ، وفي يومك الموعود تزينوا بكل درجات الأخضر ، ونقشوا عليه ببياض حبك يا وطن ، ركبوا سيارتهم المستأجرة ، انطلقوا يجوبون كل شارع مرددين بملء افواههم " دام عزك يا وطن " ، ومع كل ذلك الدمار الذي تسببه الحفر في شوارعك العتيقة ، فهم يفضلون الحديث عن حبك اليوم ، ليعودون الى شقتهم المستأجرة مفرغين نشوة الغرام في شوارعك الرديئة ، كم استغربنا أيها العتيق ، فنحن نحبك في الليل ونلعنك باستهلاك عجيب للحبال الصوتية في النهار ، نمدحك في بيوتنا ونشتمك في دوائرك ، ربما لأنك لست سيئا ، ولكنك تولي المسؤولية للسيئين ، انت يا وطني لا تستحق كل تلك الشتائم لقاء خدماتك ، انت طيب الأصل مرتفع المكانة ولكنك اسأت الاختيار يا وطني...!![/align][/frame]