[ مصطفى يامصطفى ]

[ولد الصفح]

[مصطفى : شخصية خيالية ظريفة ساذجة .]

*
في الحقيقة لا أحد يعلم من هو مصطفى , كتب التاريخ والفلسفة وحتى كتب الطبخ تؤكد أن مصطفى هو في الحقيقة ظاهرة تحدث كل ألف سنة مرة واحدة , ذكر المنجمون أن مصطفى عبارة عن كوكب , ويقول الكيميائيون أنه مركب ناري , وقيل أنه الوسيم الذي يأتي الفتيات في أحلامهن , وقيل أنه الحظ السيء والحسن . أما جارنا العجوز عندما سألناه عن مصطفى طردنا من بيته وهو يستعيذ بالله ثلاثاً , وأخرج من جيبه مسدس وانتحر .
*
كيف ولد مصطفى ؟! والإجابة لدى قوقل : اشترى أعرابي طبق بيض من بندهـ , وحين وضعه في الثلاجة ,, سمع طارقاً يطرق من داخل الثلاجة .. استعجب الأعرابي قليلاً , ثم قال مين ؟! .. أجابه صوت من داخل الثلاجة قائلاً .. أنا مصطفى , يؤكد الأعرابي بعد ذلك أنه خرج من إحدى البيضات مكتمل النموّ .

فأنشد الأعرابي قائلاً :

ما لبيضك يا فقيه تغشنا
آدمي داخل البيض تبيعنا
ولعمري إن مصطفى أرعبني
فكم بيضة نشتريها ترعبنا
ما نخشى منك فساد لقمة
لكن خوفي مصطفى يقتلنا

*
ما كان مصطفى يحب المدرسة , كان يؤمن بمبدأ التفريك من المدرسة صباحاً .. لذلك كانت صورته منتشرة في كل أسياب المدرسة , ومكتوب تحتها مطلوب .! .... وفي إحدى المرات فرّك مصطفى من المدرسة وجلس تحت شجرة في القرية ,, وكان يدخن سيجاراً ,, فلما سقط الرماد على الأرض اشتعلت فوق رأسه لمبه , واخترع قانون الجاذبية الذي ينص على : حين يسقط الرماد على الأرض فهذا يعني أنه يجب أن يكون لديك طفاية دخان كي لا يحترق الزرع .! ...
مصطفى هو أول من أدخل الألعاب النارية في بداية الأربعينات , كان يجمع عيال الديرة ويفجرون أسطوانات الغاز .. وبرغم أنه كان يموت منهم القليل كل مرة , لكنهم يؤمنون بأن اللحظات الجميلة لها ضرائب دوماً .
*
حين حضر مصطفى لآخر يوم في المدرسة , نام في الحصة الأولى .. وسأله زميله لماذا تنام في الحصة الأولى ؟! .. أجاب مصطفى : بنام بدري عشان أصحى بدري ولا تفوتني الصرفة .! ... فصل مصطفى بعد هذه الحادثة من التعليم , فجلس مع نفسه يفكر كيف يعيش بعد ذلك , واهتدى فكره لأن يشتري تاكسي ويشتغل عليه.
اشترى مصطفى تاكسي يلائم حالته , وأصبح يقف كل يوم في شارع مليء بالبشر يمشون دوماً ,, واستغرب مصطفى كثيراً , برغم كثرة الناس .. لم يكن هناك أحد يركب معه .. واستمر هذا الحال لمدة شهر ... باع بعدها التاكسي , وذهب للشارع نفسه , فسأل أحدهم : ليش كل هالناس وما يركبون تاكسي ؟! ... أجابه الرجل : يا دلخ .. هذا ممشى للرياضيين !
*
كانت أمنية مصطفى أن ينحرف , عقد النية منذ أن كان في بطن أمه ,, فقط كان ينتظر صديق السوء الذي يعينه على الإنحراف ,, لكن ذلك لم يحصل .. فلم يكن هناك أسوأ منه , في المدرسة والشارع , كان ذلك الشيء الذي يهددون به أطفالهم ليناموا .. ويسبب الأرق للآباء على أولادهم , كان الحزن يملئ مصطفى , أمنيته الوحيدة لم تتحقق , لم ينحرف , ولم يجد صديق السوء .. :

أنا الذي حين أراد أن ينحرف
أقفلت ليَ الدنيا بابا مقفلاً
باغي الخير يستهويه الردى
وباغي الشر لا يلقى معسلاً
أين مني صديق السوء لا أراه
أفتح له أبواب قلبي مهللا ً

بينما كان إبليس يغوي أحد الشباب بمشاهدة سنوات الضياع , سمع إبليس مصطفى ينشد الأبيات السابقة ,, فترك إبليس هذا الشاب , وذهب إلى مصطفى .. بعد أن لبس شوكته الحمراء والبالطو الأحمر , وكان هذا اللبس يرتديه للمهمات الصعبة .. عاش إبليس مع مصطفى مدة طويلة , يحاول غوايته .. لكن مصطفى بسذاجته كان يقاوم هذه الغواية , وتملل منه إبليس .. فعقد العزم هذه المرة على إغوائه , فأظهر إبليس نفسه لمصطفى .. وصارحه بنية الإنحراف ...
هنا رحب مصطفى بإبليس .. وأجلسه بجواره , وشربا الشيشة سوية ً .. ودخنا الحشيش سوية ً , وتعاطى قليل من المخدرات , وأتبعاه ببعض السوبيا المخمرة , وحين أراد أن يغادر إبليس فرحاً .. استوقفه مصطفى قائلاً : تراني قرأت في السوبيا ورقيتها , .. ومضى مصطفى ضاحكاً مقهقهاً .!
*

سنتابع لاحقاً أشياء أكثر عن مصطفى , ولا تنسوا دوماً .. مصطفى يسكن في كلّ بيوتنا ويأكل معنا ..
يمشي في شوارعنا وينام مع فقرائنا , إن غضبنا منه يهرب , وإن أحببناه يأتي ..
إنه مجرد بسمة

سرحت بخيالي قليلا ,,,, اتمنى انها تعجبكم !!

[أديب]

روعه يا مصطفى .. !! أقصد يا " ولد الصفح "

شكراً

.

.

خدا حافظ <<< بالأردو

،،،

[ولد الصفح]

اهلين فيك يااديب مراحب

كي هال ايه << كشميري