العرب لا يقرؤون!!!

[حمزة الحسني]

[align=center]بسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/align]

[size=5]قال الشيخ القرني وهو عائض القرني-حفظه الله-:
إذا ركبت مع أوروبي وجدته خانساً منغمساً يقرأ في كتاب,وإذا ركبت مع عربي وجدته يبصبص كالذئب العاوي,
أو كالعاشق الهاوي,ويتعرف على الركاب,(ويسولف)مع الأصحاب والأحباب.
بيننا وبين الكتاب عقدة نفسية,ونحن أمة (اقرأ) ,ولكن ثقلت علينا المعرفة,وخف علينا القيل والقال,ولو سألت أكثر الشباب:
ماذا قرأت اليوم؟ وكم صفحة طالعت؟ لوجدت الجواب:صفر مكعب,مع العلم أن غالب الشباب بطين سمين ثخين بدين,
لأنه مجتهد في تناول الهنبرقر والبيتزا وكلما وقعت عليه العين,ووصل إلى اليدين:
سلوا الصحون التباسي عن معالينا
واستشهد البيض هل خاب الرجا فينا
كم(كبسة)شهدت أنا جحافلها
وكم خـروف نهـشـناه بأيـديـنايحتاج شبابنا إلى دورات تدريبية على القراءة,لأنهم وزعوا الأوقات على السمر مع الشاشات,
أو التحلق على الكبسات,أو متابعة آخر الموضوعات,الإنسان بلا قراءة قزم صغير,والأمة بلا كتاب
قطيع هائم,طالعت سير العظماء العباقرة فإذا الصفة اللازمة للجميع مصاحبتهم للحرف,وهيامهم بالمعرفة وعشقهم
للعلم,حتى مات الجاحظ تحت كتبه,وتفي مسلم صاحب الصحيح وهو يطالع كتاباً,وكان أبو الوفاء ابن العقيل يقرأ
وهو يمشي,وقال ابن الجوزي:قرأت في شبابي عشرين ألف مجلد.
وقال المتنبي:وخير جليس في الزمان كتاب,سألت شباباً عن مؤلفي كتب مشهورة فجاءت الإجابات مضحكة,قال صاحب
كتاب الفن الخطابة:العظمة هي قراءة الكتب بفهم.
وقال الروائي الروسي الشهير تولستوي:قراء الكتب تداوي جراحات الزمن.
وقال الطنطاوي:أنا من ستين سنة أقرأ كل يوم خمسين صفحة ألزمت نفسي بها:
جمال ذي الدارِ كانوا في الحياةِ وهمْ
بعد الممات جمالُ الكتبِ والسيرِصح النوم يا شباب فقد انقضى العمر,وتصرمت الساعات,وقتل الزمان بالهذيان وأماني الشيطان وأخبار فلان وعلان,
استيقضوا يا أصحاب الهمم والهوامد,والعزائم الخزامد,والذهن الجامد,والضمير الراقد:
ولو نار نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رمادَقاتل الله التسويف والإجراف,وسحقاً لمن زرع شجرة ليت لتثمر له سوف,لعل ليذوق الندامة:
ومشتَّت العزمات ينفق عمرهُ
حيران لا ظفرٌ ولا إخفاقحيّا الله الهمم الشماء,والعزيمة القعساء,التي جعلت أحمد بن حنبل يطوف الدنيا ليجمع أربعين ألف حديث في المسند,
وابن حجر يؤلف فتح الباري ثلاثين مجلداً,وابن عقيل الحنبلي يؤلف كتاب الفنون السبعمائة مجلد,وابن خلدون يسجل اسمه
في عواصم الدنيا,وابن رشد يجمع المعارف الإنسانية:
لولا لطائف صنع الله مانبتتْ
تلك المكارم في لحم ولا عصبِوددتُ أنَّ لنا يومياً في الأسبوع يخصص للقراءة,ويا ليتنا نبدأ بمشروع القراءة الحرة النافعة عشر صفحات كل يوم تقرأ
بفهم من كتاب مفيد لنحصد في الشهر كتاباً وفي السنة اثني عشر كتاباً,ولتكن قراءة منوعة فيما ينفع لتتضح أمامنا أبواب
المعرفة وتتسع آفاقنا,وتنار عقولنا.
فيا أمة (أقرأ) هيا إلى القراءة راشدة,واطلاع نافع,وثقافة حيّة,ومعرفة ربانية,وسوف تنتهي بكم التجارب إلى أن الكتاب
خير جليس,وشكراً للأمير بن صمادح حيث يقول:

وزهدني في الماس معرفتي بهم
وطول اختباري صاحباً بعد صاحبِ
فلم ترني الأيام خلاً تسرني
مباديه إلاّ ساءني في العواقبِ
ولا قلت أرجوه لكشف ملمةً
من الدهر إلا كان إحدى المصائبِ!
فليس معي إلاّ كتاب صحبته
يؤانسني في شرقها والمغاربِ
من كتاب سنابل وقنابل.
للشيخ:عائض القرني-حفظه الله-.[/size]

[شموخ ابها]

نقل رائع واختيارك لهذا الموضوع اكثر من رائع 000تحياتى

[صالح اللقطي]

[align=center]كم كنت رائعاً في نقل مثل هذا الموضوع وبالله التوفيق يالحسني[/align]

[حمزة الحسني]

جزاكم الله خير
وشكراً لمروركم
وإلى الأمام

[مطر أيلول]

فهل من مذكر .. ؟

للأسف أن نرى حالنا وصل لهذا المنحدر



تحياتي

[حمزة الحسني]

أخي (مطر أيلول)
شكراً لمرورك