ارتفاع الأسعار وضعف إمكانات الباعة يساهمان في انخفاض الطلب على الذهب
أكد مجلس الذهب العالمي أمس تراجع مبيعات الذهب في السعودية أكبر سوق للذهب في الشرق الأوسط بنسبة 24 بالمئة، وتراجع الطلب على الذهب في الشرق الأوسط 32 في المئة على أساس سنوي في الربع الأخير من العام الماضي مع استمرار تأثر مبيعات الحلي بارتفاع الأسعار والتباطؤ الاقتصادي العالمي. وتراجع إجمالي استهلاك الذهب في الشرق الأوسط 28 في المئة على مدار العام إلى 250.6 طنا.
وأعلن المجلس اعتزامه اطلاق منتجين للتحوط الاستثماري بالذهب بغية تشجيع المستثمرين الحذرين في المنطقة على الشراء هذا العام أحدهما في الإمارات والآخر في السعودية. ومن المرجح أن يكون المنتج السعودي متوافقا مع الشريعة لتشجيع المستثمرين الراغبين في أدوات إسلامية.
وأكد محمد بن سليمان المحيسن عضو لجنة الذهب والمجوهرات بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض أن التراجع الفعلي يتجاوز 24 بالمئة في السوق السعودية بقطاع التجزئة، نظير عدة عوامل يأتي في مقدمتها ارتفاع الأسعار وتغير توجهات المستهلك بشرائهم لمنتجات معادلة في القيمة كالاكسسوارات ولكن ليس لها قيمة حقيقية بعد البيع، وضعف خبرة البائعين وقلة تدريبهم بعد سعودة القطاع.
وقال المحيسن ان التوقعات رغم صعوبتها تشير لمزيد من الارتفاع في الفترة المقبلة مع تغير الانماط التجارية في ظل الأزمة المالية وضعف الدولار، مبينا أن مستثمرين مختلفين من العالم من بينهم سعوديون توجهوا لشراء الذهب "مداولة" خلال الاشهر القليلة الماضية، كما أن اطلاق منتجات للتحوط الاستثماري تهدف بالمقام الاول الى جذب مستثمرين في قطاعات أخرى للدخول في قطاع الذهب والمعادن النفيسة.
من جهته، قال مستثمر في قطاع الذهب والحلي ان ارتفاع الذهب خلال الفترة الماضية غيّر من سلوك المستهلكين وتحول الكثير منهم لشراء الألماس كبديل عن الذهب لمناسبة سعره في الفترة الماضية مقارنة بالذهب، واكد المستثمر خالد بن يوسف العويمر صحة هذه التقارير وتأثر القطاع بشكل عام نتيجة هذه الارتفاعات الكبيرة حيث تجاوز سعر الأوقية 1200 دولار.
وقال المجلس إن مصر والإمارات شهدتا أكبر انخفاض في الطلب على الحلي إذ تراجع 35 بالمئة في مصر و32 بالمئة في الإمارات.
وأكد العويمر ل "الرياض" أن خروج مستثمرين من أسواق الذهب في الفترة الماضية كان بمثابة جني أرباح وتحويل أموالهم لاستثمارات أخرى وأصول ثابتة، مضيفا أن التوقعات تشير إلى مزيد من الارتفاعات في الفترة المقبلة قد تصل بسعر الأوقية الى 1500 دولار، مبينا أن الارتفاعات لن تؤثر على ارباح المستثمرين.
وأبان العويمر أن محال مبيعات الذهب بدأت تتوجه في الآونة الأخيرة للتعاقد مع شركات عالمية ومصممين كبار لتلبية مطالب المستهلكين من تميز وتصاميم حديثة، وهو ما غيّر من وجه السوق التقليدية التي عملت بها طوال العقود الماضية.
وحذر العويمر من التعامل مع ما يعرفون ب "تجار الشنظة" والذين شوّهوا من سمعة القطاع، حيث لا مقار معروفة لهم للتعامل معهم.
كما تأثر الطلب جراء ارتفاع أسعار الذهب العالمية إلى مستويات قياسية بسبب اقبال المستثمرين على المعدن كملاذ آمن من التقلبات في الأسواق المالية الأخرى.
|