![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1
|
||||
|
||||
![]()
الجــزء الأول في إحدى الليالي وقي تمام الساعة الحادية عشرة قبل منتصف الليل بساعة وإذا بجرس الباب يصيح بصوته المخيف : بالباب طارق ... بالباب طارق ؟! فقلت اللهم أجعله طارق خير لا طارق شـــر 0 فخرجــت إليه مـسرعا ً ، و أنا ارتـدي الملابس المتعارف عليها ، كما جرت به العادة في فصل الصيف ، وإذا به جــاري العزيز الذي لا نتزاور أنا و وإياه الا أيام الأعياد ، وأحيانا ً قطوف كلام بعد الخروج من فروض الصلاة 0 فرحبت وسهلت ... ودعوته " لشرب فنجال من القـهوة في هذي الساعة المتأخرة من الليل 0 فأعتذر و نحو ذلك من الكلمات المحفورة على الذاكرة والألسن ، و قال : أنا عندي إجازة ... و مسـافر غـــدا ً بعد العصر و !!! ؟ ، ولم اتركه يكمل جملته فسألته بكل شفقة ولقافة .. بالسيارة وإلا الطائرة 0 فقال : بـــر إن شاء الله ، الجمـس موجود والسواق ومعاونيه جاهزين ! 0فقلت في نفسـي أكيد جاري العزيز ينقص عليه مبلغ زهيـد من تكاليف السياحة الداخلية!!! و يبغى أقرضه مابقي من راتبي لهذا الشهر ( يستاهل) او لمعرفته انني من محبي السياحة الداخلية و يرغب في تزويده بخرائط المدن و الخطوط و إحداثيات المنتزهات وأسماء الاستراحات ، و أطيب مطعم....يغسـل القدور قبل وبعد الطبخ و لكن ...الله يعطيه العافية خيب الظن والخُيلاء0 بقطع شريط التداعيات الفكرية من راسي ، بـمــد يده نحـو عيني بقطعة حديدة يرافقها ، إبتسـامة رجاء ، و لم أكد أتبين تلك الحديدة جيدا ًلصغرها و تساوي أسنانها مع الضروس لطول عمرها و كثرة استعمالها ، إنها بل أنه مفتاح صندوق الجـرائد المثبت بجوار مدخل بيته العامر 0 و مع الابتسامة اتبع قائلاً : أنا مسافر ... وأبغاك تُمــر كل صباح على صندوق الجرائد وتأخذ ما يضع موزع الجرائد بداخله " و هاك المفتاح 0 فقلت أبشــر و لايهمك ... حاضرين ... بيض الله وجهك - - أستودع الله دينك و أمانتك و خواتيم أعمالك 0 مشى وكلا ً يلوح للأخربأكُف الوداع ، دخل منزله و أنا كذلك عدت أدراجي إلى خلوتي أفكر في هذا الجـارالمثقف الكريم كيف آثرني من بين جموع الجيران و شبكات أقاربه بهذا الكنز المعرفي و لمدة شهر ، أنمي حصيلتي الثقافية و أتزود بالأخبار العالمية و المحلية على حسابه 0 ولكن أتضح فيما بعد أنني في وادي الجيرة و الجمالة ، و جاري الذكي في وادي اللصوص والأمن الوقائي 0 فقلت لأبأس ... كلانا مـستفيد و حقوق الجار هي الأهم " و بدأت لعبة توم و جيري (القط و الفار) مع موزع الجرائد ومن حماسي يجدني أغلب الأيام أنتظره بجوار الصندوق الثقافي ، انتهى الأسبوع الأول ثم أعقبه الثاني وبدأ الملل يصيبني من هذا العبء اليومي من استلام .... ثم قراءه متأنية لما يُغسل قصدي ينشر على بياض هذى الأوراق التي كانت بالأمس رمزا ً للطهـر والعفاف و البياض 0 ضعفت شهيتي للقراءة والأكل و أصابني شيء من الحموضة و عودة صديقي القديم بعد ما انقطعت بيننا المراسيل وضاعت العناوين " القولون العصبي" من الجهد الذي بذلته في المرور على كل شاردة و واردة ورابضة في تلك الجرائد 0 ما تركوا بابا ً ولا علما ً ولا فنا ً الا طرقوه و في زواياه أدخلوني ثم أخرجوني ولم أفهم شيئا ً أكثر من فهمي لعنوانه المبهم 0 فقلت لنفسي اللوامة أصبري ، فإنما العلم بالتعلـُم والحلم بالتحلـُم ، 0 و لكن طال الأمــد و جاري لم يعـد وفي الامثال يقولون ( لكل أمـر نهايه اما جميلٌ او قبيح ) فأوقفت أولا ً : القراءة حفاظا ً على صحتي النفسية و لسلامة مراكز الخلايا العصبية ، من هـذا الهدير الصاخب 0 ثانيا ً : لم أعــد أسابق ذلك الـزول الى الصندوق الثقافي - ولكن الكرم الذي جبلوا عليه أبناء النيل لم يتخلوا عنه في غربتهم - فأكرمني ... بإزعاجي بطرق الباب كل يوم قبل قيام الجـِراء من مرابضها ، لم يترك لي أي خيار بيض الله عمامته ذات السبعة الأمتار 0 ومن الطبيعي أن يتم الحفاظ على تلك الأعداد من الجرائد .... و كل أسبوع كانت تلك المؤسسة الصحفية تتحفني بمطبوعة تسمى المجــلة تحوي العديد من الصور التي لا يقرها العرف و لا المنطق ولا الفطرة السليمة فكنت أضعها في الصندوق الخلفي للسيارة ، حتى يعود جـاري فيستلم ما ابتلاني به ... 0 و في اليوم التاسع و العشرون راودتني فكرة يندى لها الجبين خجلا ً ، غــدا الجزء الثاني بقلم / عسـاف |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
مراقب عام ![]() |
![]() مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه ع القصة الرائعة وننتظر منك الجديد
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
كبار الشخصيات
مشرف القسم العام مشرف قسم الحوار ![]() |
![]() ياهلا وسهلا بأبن اخوي عساف وينك يا رجال لي فتره ما شاهدتك
لكن يقولون من طول الغيبات جا بالغنايم وها انت جبت لنا هذه المعاناه والتي شعرت بتعبها وانا اقرأها فيكف انت مع ذلك الزول والجار اللذي اشم رائحة لشئ ماء وراء السالفه هات الجزء الثاني ابو محمد |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
![]() |
![]() مرحباً بك أستاذي الغالي : عساف أينما أجد مداد قلمك أجد الإبداع امتاز طرحك بملكة فنية جمعت بين الإبداع والتشويق في قالب من الطرفة والفكاهة التي هي ماركة مسجلة باسم عساف منتظرين بارك الله فيك |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
![]() |
![]() يا مرحبا يا عساف
نورت المنتدى وامتعتنا بكتابك الجميل ... وننتظر الجزء القادم لنعرف نهاية هذه الجريدة ؟؟؟ تقبل شكري وتقديري |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 | ||||||||||||
.
![]() |
![]()
المهلي ما يولي الله يديم علينا وعليك الصحة و العافية ولا يرينا مكروه ولا يشغلنا إلا في طاعة و صلة قربى شيخي الغالي و عمي العزيز ، أن غابت العين فالقلب لك مطرح ،، نعم كانت معاناة وإمانة ولكن الحمدلله اللي قدرنا على الوفاء مع جاري ... وهذا ما تعرفه في الجزء الثاني ، وفالك الجيرة الطيبة |
||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8 | ||||||||||||
.
![]() |
![]()
مهلك يا رجل .. لقد قتلتني بمدحك المتكرر وأنت أهلا لما قلت يا قلم المنتدى الذهبي ، ولا نستغني عن نقدك وتقييمك .. فأخاك / هاوي ..طالب يا استاذ يا محترف ،، وفالك العلم الغانم هنا وفي كل دروبك |
||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9 | ||||||||||||
.
![]() |
![]()
أخي العزيز / الصقر المهاجر نثمن ونقدر ونشكر لك كل جهد وكل عمل وكل ترحيبه لك في هذا المنتدى الثري برجالاته وفي كل قسم انه ليسعد القلب و النظر بمشاهدة معرفاتكم الإدارية ومعرفات الأعضاء الذين هم مداد وعماد المنتدى إلى الامام .... وفالك بارك الله فيك ... وعلى دروب المحبة نلتقي |
||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10 |
.
![]() |
![]() الجـــزء الثـاني و في اليوم التاسع و العشرون راودتني فكرة يندى لها الجبين خجلا ً ، وهي ! لمــاذا لأ أقوم بوزن ما كان يلتهمه جاري العزيز من الورق شهريا ً ، ذهبت مسرعا ً إلى صندوق السيارة لإحضارذلك المـسخ الصحفي و أمسكته بيدي اليسرى و أدخلته في كيس ٍ أسـود كسواد تلك الصور و الكتابات المسمومة 0 جمعتها مع الجرائد وو ضعتها في كيس و احد ،وقمت بوزنها على النحو التالي " وزنت نفسي فوجدت المؤشر يقف عند( .....) كجم ،فقلت الحمد لله هذا وزني بما منحني ربي من صحة و عقل و أعصاب و أحساس ولحم وعظام " اللهم لك الحمد " فنزلت من الميزان ثم عدت الكره بالصعود مرة أخرى ،بعد حمل ذلك الكيس على ظهري (.. ولكنا حُملنا أوزارا ًمن زينة القوم .. ) الآية 0ولا حول ولاقوه إلا بالله فاذا بوزني يزيد بمقدار خمسة كيلو جرام ، فانزعجت على صحـة جاري ... و بدأت أحسب بحاسبة الجوال الكميات المتوقع قراءتها في عام واحد 5 × 12 = 60 كجم في السنة 60 ×3 = 180 كجم في 3 سنوات ولكم اكمال العمليات الحسابية على اعداد الصناديق او الكميات المطبوعة او عـدد القُراء ، بمعدل كل 9 جرائد تساوي كجم و احد تقريبا ً0 ومـرت يومين من عمـري بسلام مع تلك الأخشاب قصدي الجرائد و المجلات من جهة و الزول من جهة أخرى ، وفي اليوم الثالث رأيت سيارة جاري أمام بيته وكانت الساعة تقترب من الثانية عشره ليلاً0 فما كان مني الإ الهجوم على جرس بابه هجوم الشجاع الوفي مع كم رفسة للبـاب ، عندها سمعت خطوات هرولة و صوت جاري يطلب التمهل حتى تصل يده الى قبضة الباب ، فــتـح البـاب قائلا ً هــو أنت ؟! قلت نعم ومن يكون غير جارك الطيب الصداق ، رفعت قبضة يـدي نحـو عيناه التي لا زالت تعاني من عناء السفر وهي ممسكة بذلك المفتاح اللئيم وقلت خـذ مفتاحك يا جـار . . . ! والجرائد وباقي المطبوعات موجودة في شنطة السيارة 0 قال : شكراً تعبناك معنا اما الجرائد فخذها هديه من أخوك ، ثم اردف : طبعا آخر الليل وما حنا قائلين لك تفضل ، قلت : صحيح آخر الليل 0 ( قبل شهر لم يكن آخر الليل يا ذوق يا مؤدب !! رجعت إلى سيارتي وأنا أفكر فيما أهُـدي لي ، استقبلتها بــ لا حول و لا قوة إلا بالله و ألحقتها بــ إنا لله و إنا إليه راجــعــون ، هذي هدايا آخر الليل ماذا افعل و ماهي الطريقة المثلى لتخلص من هذي الجــثث الورقية في هذا الليل الدامس و الناس في غرفاتهم خامدون ، وكأن أمامي ثلاثة خيارات لتخلص من هذي الهدية المشئومة " الطريقة الاولى هي الرجوع بها الى البيت ثم الصعود بها الى السطح و دســها في إحـدى زواياه حتى وقت غير معلوم ، ولكن المشكلة وذهاب ماء الوجه إذا اكتُشف أمـرها من قبل من كنت قدوة حسنة لهم أو من كان يُحسن الظن بسلوكي الديني و القبلي من الجيران ، ماذا أقول لهم ؟ الطريقة الثانية أضعها على الرصيف أو في حاوية من حاويات البلدية المنتشرة عبر الأزقة و الشوارع ( حاويات الأوراق التي عند المساجد مكتوب عليها للأوراق والمجلات الدينية فقط لذا تم استبعادها ) إذا ً ارمي بها في قعر تلك الحاوية وأمضي الى بيتي وكأنني لم احرص ذات يوم على أستقبالها في الصباح الباكر أو إجلاسها بجانبي على سـفرة الإفطار ، و لكنني تذكرت أن بها آيات قرانية وأسماء تحمل لفظ الجلالة و أماكن غالية على القلوب فقلت هذي الطريقة فاشلة و لا يجوز حتى التفكير بها 0 ولم يبقى لي إلا الطريقة الثالثة وهي آخـر مابقي في جعبتي أمّ راسي لقد أشكل على الأمــر و شتت السهر ما كان مجتمعا ًمن فكري 0 أنها الطريقة الجاهلية والوسيلة الحمقاء والظلم المظلم وهو ماكان يفعله أهل الجاهلية لتخلص من العار (بزعمهم ) 0 مع فارق العقيدة بيني وبينهم إلا أننا اتفقنا في الأسلوب و الهـدف ، نعم الوأد .... سأدفنك أيتها الجرائد تحت الرمال و أتخلص من هذا العار الذي رزئت به من يــد جاري ، فأستحسنت الرأي وعدت الى بيتي وأنا في نشوة الفرح فغاب العقل – ابحث عن مسحاة لحفـر قبـور لتلك الجثامين البائدة ، فوجدت المسحاة بعد عناء وبحث مضني وخرجت من البيت مسرعا ً حاملا ً إياها على كتفي بعد ما شددت العمامة على راسي كما كان يفعل أجدادنا حين كانوا يباشرون الحرث او حفر القبور ، و ركبت سيارتي متجها ً الى خارج المدينة و عيوني تقدح سهرا ً وشـرا ً وغضبا ً على الصحافة و الجار و حسن الجوار 0 وقبل الخروج نهائيا ، عن شوارع المدينة و إشاراتها لمحــت إحدى الدوريات الأمنية تقف بجانبي عند إلاشارة الضوئية ، فارتعدت فرائصي مع شيء من الخفقان وارتعاش في الأطراف لم أعهده من قبل في نفسي ، وذلك لما حملته من نية ســـوداء لتلك الجــرائد و حيــازتي للمســـــــحاة و الــسير في آخر الليل ، والعزم على حـفر القبور في جنح الظلام 0 فأوقفت سيارتي على الفور بجانب الطريق ونظرت الى الساعة فإذا بها تجاوزت الثانية صباحا ً .... عادت بعض الخلايا العصبية و الفكرية للعمل من جـديد انطفأ ذلك التوهج والغضب من العيون ، تعوذت من الشيطان... . انزلت الزجاج .... رفعت يدي بالدعـــاء لجاري العزيز و للمؤسسات الصحفية 0 وقلت لنفسي وربما أحدهم سمعني لماذا لا تضع تلك المؤسسات بجوار صندوق تسليم الجرائد صندوق استـلام الجنائز وهم بدورهم ينهون هذي المعاناة للقُراء و لجيران القُراء فهم أولى باحترام ما يكتبونه واحترام الوجه الثقافي والحضاري لهذا الوطـن @ |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|