ليلة صراخ الموتى ,,

[tobaz-211]

ليــلة صــراخ الموتى ,,



كانت امه تحدثه عن الموتى ,الاشقياء والسعداء منهم , يستمع لها بانصات الخائف الوجل ,

عندما كانت تتحدث لا شي يُسمع غير صوتها وتلك الفرقعات اللتي تحدثها الفتيلة المشتعلة

في المصباح, واي صوت آخر يصيبه بالهلع ,ولكن دائما تهدؤه وتكمل الحديث .

كانت تروي له قصصا عن اصوات تخرج من المقبرة المجاوره ,ضحكات السعداء, وصرخات

الاشقياء .

أخبرته ذات مساء بأن احدهم قد عاد يوما من الموت , وكان له شكل غريب يدل على شقاءه

وتعاسته في قبره , كان يصرخ في الناس , يطلب منهم شيئا ولكنه لم يكن يستطيع الحديث

ولا التعبير عما يريد , يزداد صراخه وقت كل صلاة , ويهدأ بعدها .

كانت كل القصص اللتي ترويها والدته تجعله يرتجف خوفا حين تطفئ

المصباح , يظل بعدها يتحسس الحركات وينظر الى الباب خوفا ان يدخل اليه احد

الموتى .

وفي ليلة شتوية باردة, وحين نامت الام ,سمع الابن صراخا مخيف ,يزداد في كل مرة يسمعه فيها ,

توجه الابن الى والدته ليخبرها بالامر , ولكنه تردد في الامر خوفا من ان تنعته بالجبان شبيه الفتيات ,

عاد الى فراشه وفرائصه ترتعد , كانت الاصوات تزداد وتزداد معها نبضات قلب الابن ,

لم يتمالك نفسه فتبول في ملابسه من شدة الخوف , لم يعد يحتمل الامر فالاصوات تقترب من المنزل,

والصراخ يعلو .

خرج من تحت الغطاء وسار الى الشباك وقدماه تكاد الا تحملاه .. فتح الشباك ليلقي نظرة على الاموات ,

ولكن صرخة قريبة افزعته والقت به ارضا, فعاد الى فراشه يزحف .

كانت رحمة الله اقرب فقد اغمي عليه ولم يفق الا في الصباح حين ايقظته والدته وهي تقول

لقد بللت ملابسك, انهض وبدلها لكي اغسلها لك , لم ينتظر الابن شيئا فأخذ يروي لوالدته

قصة الليل المخيف, وحكايته مع اصوات الموتى ,,

ضحكت امه من اعماق قلبها وقالت له .. بني العزيز وهل صدقت حكاياتي ؟؟

لقد كنت اقص حكايات الموتى واحوالهم لكي لا تترك الصلاة, اما الاصوات اللتي سمعتها

فقد كانت لبعض الحيوانات اللتي لا تخرج الا في الليل .



النهاية,,