تاجر الرقيق
تاجر الرقيق
لا يعرف لهذا التاجر من تاريخ محدد؛ ولا يعرف أين وضع من أيام السنه الغريغوريه؛ شيخ كبير يقال بأنه بدأ في روما تجارته؛ يبحر إلى بلاد العرب ليختار البربر كأقوى جنس يتحمل المضاربه به. لا تأخذه شفقه في ما يقع تحت يده؛ كل ما يلبي غرائزه الأساسيه هي مطلبه ومقصده. العمل ثم العمل والراحه الأبديه بعد الفناء.. عليهم العمل ليس كل يوم وإنما كل ساعه إن أريد بهم خيرا.
أشتم رائحه العدم كلما ذكر هذا التاجر؛ تفوح من اسمه ذاكره الخوف ؛ فلا يفرد غير الأوامر للدركيين.. ولا يسمع الرقيق غير الأوامر والتهديد.. لا يعرف له اسما فاسمه في كل ناحيه من جنبات روما.. لم تكن روما يوما لليباب ولن تك للخوف!.. هذا التاجر يعشق رفع الإبهام؛ عند كل زله؛ فلا يفهم غير الربح والطلب المادي .. ومن يعصي له أمرا فجزائه هراوه حتى ينتهي.. أطلال روما للأحرار تنظر للأعلى فتجد سقفا للنهايه وتسمع صوت الحقيقه.. من هنا مرّ البياض رغم آثار شوهاء؛ وطيات زمن غابر يولد عهد مشرق لا يحوي قاموسه مفردات الظلام؛ وأما التاجر فإن ظل مديحه يرنّ في الأسماع إلا أنه ينزوي خلف أستار تفنى!
|