![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1
|
|||
|
|||
![]()
سخرية القدر ذات ليلة حالكة ... قارسة البرد... جلس رجل قد غير الزمان تقاسيم وجهه المتجعد... تحت شعاع مصباح يضيء تارة وينطفئ أخرى... جلس يفكر كيف عبث الزمان به... كيف تقاذفه بين أمواجه المتلاطمة... تذكر كيف كان المال يجري في يده جريان الماء في الشلال... والآن لا يكاد يجد قوت يومه... تذكر كيف كانت النساء يتوافدن إلى بيته توافُد الفراش حول مصدر الضوء... لم يلفت نظره منهن سوى تلك المرأة ذات الشعر الجميل ... الوجه الجميل... العيون العسليتين... لم يحب من كل تلك النساء سواها... دخلت قلبه ودخل قلبها... حبته وأحبها... صارحها بحبه على شاطئ البحر ... حيث شعاع غروب الشمس الجميل... حيث الأمواج الهادئة... حيث الرمل الدافئ... ومنذ تلك اللحظة بدأت حياته الحقيقية ... حياة الحب... حياة السعادة والهناء... تزوجها... لم ينغص عيشهما شيء... سوى عدم إنجاب... لكنهم صبروا... ومن صبر نال... وبعد عدة سنين ... رُزقوا بابن كان هو كل حياتهم... عاشا أياما كانت أجمل أيام حياتهما وأسعدها... لا حياة بلا منغصات... عاشا عدة شهور... وحلت بهما مصيبة القدر ... مصيبة لا يستطيع الرجل منع دموعه من الانهمار كلما ذكرها... مرض ولدهما بمرض حيّر الأطباء ... أنفق كل ثروته في تلك المحاولة اليائسة على علاج ابنه الوحيد ... لكن لا فائدة ... استعان بكل طبيب معروف... مات ابنه... تجلد هو أمام أمه ... لكن ... لكن قلب الأم لا يستطيع التجلد أمام الغير إذا كان الأمر عن ابنها الوحيد ... استمرت تتنهد وتبكي لشهر متواصل... ظل الحُزن يعتصر قلبها المجروح حتى لم تعد تتحمل... ماتت الأم ... عندها انتهت سعادة الرجل ... فقد كل أمله في الحياة... كيف يواجه آلامه ؟؟... فأصبح يجلس تحت شعاع المصباح يذكر ابنه وزوجته ويستمر في ذرف الدموع الحارة حتى يبزغ الفجر... حتى أخذ الحُزن منه مبلغه ... وسيطرت الهموم على قلبه... فقرر قرارا مصيريا يُنهي حياته... لقد قرر الانتحار... وكان جالسا على كرسيه وتحت مصباحه... لكنه في قراره كان موقنا أنها كانت تلك المرة الأخيرة التي يجلس في هذا المكان... فأخذ يُطل طلته الأخيرة على منزله مُتذكرا كل اللحظات الجميلة التي قضاها ... تذكر حين كان ابنه يلهو بألعابه ... تذكر زوجته حين كانت تستقبله عند العودة من عمله... بأبهى حُلّه ... تعانقه ُمغدقة عليه كل حب... وأدفئ حنان... تذكرهما وسالت دموعه الحارة على خديه... وهو يجهز كرسي انتحاره ... وحبل مشنقته... صعد فوق الكرسي ... وأمسك بالحبل وقدميه ترتعش... وقلبه معلّق بابنه وزجته ... وحينما كان مستعدا للموت ... توهم أن الباب يُطرق... فل يُلقي له بالا ... لكنه استمر في الطرق... فنزل من على كرسيه ... لعله يجد بصيص أمل يعيد له الحياة ... وفتح الباب... ويا للهول ... يا للمفاجأة... إنها زوجته... لم يصدق عينيه ... فقال لها : كيف لا زلت على قيد الحياة ... فردت عليه بكل تعجب : وهل تعرفني أصلا؟!... أنا توأمة زوجتك جئت لزيارتها ... فتيقن أنها لم تكن زوجته ... فأخبرته قضتها قائلة ... كنت أنا وأختي - التي هي زوجتك - توأم نعيش في منزلنا مع والدنا ووالدتنا... وعند بلوغنا العشرين من عمرنا... توفي والدانا في حادث مروري... أنا قررت أن أكمل دراستي في الخارج... أما أختي فأصرت على المكوث داخل البلاد ... والآن أكملت دراستي وعدت للوطن.. سألت عنها ... فقالوا لي أن هذا هو منزلها وأنت هو زوجها... فأين هي؟؟ طأطأ الرجل رأسه ... وعلى خديه دموع حارة... وأخرها بقصته ... لم تتحمل الأخت الخبر ... فسقطت مغشيا عليها... ساعدها الرجل... ومكث يراقبها وهي نائمة ... حتى شكّ في شكّه ... كم تشبه أختها ... فقرر أن يبدأ حياته من جديد ... لعلها تكون مثل أختها... عندما استيقظت ... أخبرها أنه يريد الزواج منها ... صُعقت ... تفاجأت ... لكنها في ألأخير قبِلت... تزوجا ببعض ... تهنى الرجل في حياته ... وأنجبا أطفالا... وعاشا في سعادة غامرة... قد تكون قصة من نسج خيالي... لكنها تعلمنا أن لا يأس في الحياة "فلا تدع اليأس يهزمك ... لا تدعه يعزلك عن الأمل ..." أول قصة قصيرة أؤلفها في حياتي ... هاهي بين أيديكم ... أهديها لكم إخوتي وأخواتي... بقلمي : أبو فـــــZـــــــــيــــــــAـــــصـــــKــــــــــل 13/10/2010 ملاحظة : أتمنى الانتقاد الهادف لأستفيد منه في المستقبل . |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
عضو اداري
كبار الشخصيات ![]() |
![]() اشكرك ابو فيصل على الدعوة الكريمة وعلى ثقتك
ماشاالله بداية طيبة اتمنى لك التوفيق لكن لايشترط ان تكون النهاية السعيدة ختام اي قصة اهم شي المضمون ننتظر جديدك اطيب تحياتي |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
![]() |
![]() رائع اخوي ..
استطعت أن ترسم ابتسامة الأمل على كل من يقرأ هذه السطور المعبرة وبجمال تعبيرك وسلاسة اسلوبك عني أنا .. فقد خالجني شعور بأني متفائلة كثيراً فموت أحدهم لا يعني إنتهاء الحياة وربما غداً اجمل ربما الاقدار وإن كانت مخفية الا انها تحمل بين ثناياها شيء لنا .. لا علينا .! ابو فيصل القصة فيها من الابداع مايجعلنا ننتظر جديدك دوماً دمت بخير |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
موقوف
![]() |
![]() [ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
رائع وربك والنهايات السعيدهـ دائما تجذبني وان كانت خياليه فـ انا متاثر بالمسلسلات الخليجيه كثيرآ لآن دائما نهايتها سعيدهـ وصارت عاده والشي الي يكون خارج العادهـ يحرز ضيقه فيني والي عاجبني بقصتك ان المفهوم هو ان الحياهـ لازم نسيرها وليس تسيرنا دمت مبسوط ![]() [/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN] |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
مراقبة التراث وسوالف الاولين
![]() |
![]() محاولة رائعة أخي أبو فيصل وقصة مؤثرة ومحبوكة بكل جزئياتها .
لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس فعلاً . يجب على الأنسان أن لا يرضخ للمصائب ويوقف عجلة حياته من أول كارثة حلت به بل يتخذ من هذه العثرة ممر صعب يستطيع بقوة عزيمته وأصراره العبور منه إلى أفاق جديدة وحياة جديدة فقد يكون القادم أفضل من الماضي بكثير فإذا كان الماضي عبارة عن تجربة فاشلة أو مليئ بالمصائب والكوارث فقد تتغير الأمور إلى الأفضل مع الصبر والإحتساب والدعاء واللجوء إلى خالق الأرض والسماء ومقدر الأقدار والأرزاق الذي قال في محكم كتابة العزيز ( أن مع العسر يسرا) وقال تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ). أخي أبو فيصل أستمر في إبداعك القصصي فلي نظرة متفائلة جداً بنجاحك في هذا الشأن . وفقك الله ونراك أكبر كاتب قصص من الدرجة الأولى . تقبل شكري ومروري . |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
![]() |
![]() ممتاز يا ابو فيصل
لايهمك القصه الاهم ترابط افكارك واحساسك بداخل محتوى القصه وربك سرحت لعالم خيالي وانا اقرأها اهنيك على هالطرح المميز استمر ولاتتوقف فقلمك يستحق الاشاده تقبل مروري |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#7 |
![]() |
![]() للامانه..تعايشت مع القصه..جميله حقا..ما أعجبني فيها الاحساس المتدفق والترابط الفكري..لايشكل مللا مثلما نرى في قصص اخرى..ربما لحبي للقصص القصيرة..بصراجة الثروة اللغوية جميله وملائمه وكثيرة تستحق الاشادة..
دمت مبدع,,حقا تعاياشت مع القصه.. |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#8 |
![]() |
![]() ابدااااااااااااااااااااااااااااااااااع ....
احلا شي الكلمات ... الى الامااااام ... على سيرة القصص اليوم راح انزل قصتي او روايتي المكونة من 11 جزء هع >> طماع ... سي يوووو |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9 |
.
![]() |
![]() بصراحة بداية قوية
قصة محبوكة مترابطة تعايشنا معها للاخر ولم نشعر انها من نسج الخيال ولكن لي ملاحظة على عنوانها سخرية القدر كيف يكون القدر سخرية وخيره وشره من الله؟؟ لااعلم ماذا تعني بهذا العنوان اتمنى ألايكون فيه محذور شرعي الى الامام وبانتظار قصتك القادمة بكل شغف |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10 |
مراقب عام
![]() |
![]() قصة جمياة أبو فيصل ورائعه تحمل معاني جميلة وهي البعد عن اليأس وهذا تشكر عليه ..
النقد البناء دئماً يخدم الجميع وأنت من ذكر ذلك في تذييل قصتك الجميلة .. 1- العنوان أخي لا أتفق معك فيه القدر ليس سخرية وهو أمر الله فلا نستطيع المفر منه أو الإعتراض عليه .. 2- في سرد القصة أنها حلت عليهم مصيبة القدر وهنا نقف نتأمل القدر مكتوب من رب العباد فهل هو مصيبة فلو قدر لك بمال وزوجة ومنزل وحياة رغد هل هو مصيبة ؟ لفظها أرى أنه ليس جميل .. أرجو أبو فيصل أن تقبل نقدي بمثل ما تقبل شكري وتقديري وما أنا إلا أحبك في الله .. فلك خالص تقديري أخي الغالي..،،،، |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سلاطين زهران وامارة الذهب ولاول مرة حصريا على منتديات زهران احفاد الصحابة والملوك | ابو نضال الدوسي | تاريخ زهران | 209 | 09-09-2018 07:48 AM |
إهداء إلى منتدى زهران | ابوفيصل9999 | مجلس بني بشير | 3 | 22-05-2010 01:08 AM |
اهداء الى منتديات احفاد الصحابة والملوك ][ منتديات زهران ][ | احمد الزهراني | يوتيوب | 10 | 24-12-2009 12:00 AM |
جوامع الخير { .. إهداء إلى منتديات زهران .. } ..!! | صـدى زهـران | الإسلام حياة | 20 | 06-07-2009 03:40 AM |
جديدي ( زهران أحفاد الصحابة والملوك ) إهداء للمنتدى | أبو ريلام | الشعر الشعبي | 38 | 21-07-2008 01:43 PM |