![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#1
|
||||
|
||||
![]()
يسير سعيد في خطى سريعة حاملاً بقشة صغيرة يحتضنها بين جنبيه حفاظاً عليها من رذاذ المطر الذي بدأ يتساقط ...
إلى أين ياسعيد ؟ إنه يتوجه إلى خالته سعدية التي تسكن في قرية تبعد عن قريته مسيرة ساعة كاملة . السماء ملبدة بالغيوم وصوت الرعد يتصاعد بين الفينة والأخرى مع ومضات من البرق تضرب صفحة السماء وتضيء الأرض ... يالها من أجواء مخيفة ... لم يكن الجو هكذا حين أعطته والدته تلك البقشة وطلبت منه أن يذهب إلى خالته سعدية ضحى ذلك اليوم وأوصته أن يتغدى عند خالته ثم يعود في المساء إلى البيت . وأخيراً يصل سعيد إلى بيت خالته ..دخل وهو مبلل كله بالماء وعندما رأته خالته في ذلك الجو المظلم بعض الشيء لم تكد تعرفه من حالته . سعدية وش انت ياذه .؟ ها .. ؟ سعيد ؟ .. قطع الله عمري عنك ! سعيد : السلام عليكم سعديه : عليك السلآم . ألا يانافدا البدية ومن هي بديته . بشر ياخه جت أمك من الحج سعيد : أبشرك .. وأرسلت لك بتيه البقشة . .. يابه .. كلها غرقت سعديه : ما يرزا ياصديقي .. الله يحييك تقربه من الصلل لتجفف ملابسه وتصنع له قليل من الفريقة لتطعمه وأولادها ليشعروا بشيء من الدفء . تدخل الكهله خضراء من المصراع متكئة على شون من خشب العرعر وقد تقوس ظهرها وانحنى جسمها . تردد كلما مرت بجوار أحد . سلام . والعون . وهنيتم الر حمة . ترد سعديه : عليك السلام . الله يعينك . واهنيك خير ولله الحمد . تلمح في سعيد وتنشده من انت ولده يا صدقاني ؟ ترد سعدية هذا ولد أختي كانت أمه في الحج وجابت لنا حمبص وحلاوى ، بهب لك منها شوية . خضراء : ان الله يتقبل منها . ياحظها . ان الله ومن يعلم يا سعدية بعد احج والا لا ! مات شيبتي وانا ما بعد حجيت ، ان الله يجعل عظامه وسط الجنة . سعدية : ان شاء الله ربي يكتب لي ولك نصيب في الحج السنة الجاية . خضراء : تهز خضراء رأسها وتردد الله لايحرمنا . خضراء : معك ريحه هيله يا سعديه، اهو شوية غراز مرت عليه الغرازة وخت من عندها شوية . خضراء ، ان الله يفشلها أو ما مرت عليه . تناولها سعديه خوط من الريحان والبعيثران وحبه من البرتكان و . تردد خضراء الله يخلف عليك يا سعدية . وتخرج وهي تقصد يا نورة يا برتكانه تروي الظامي مقطوف من ساعته ما هوب كما الحاني . يزداد المطر وتتابع الوشّق طول ذلك اليوم وحتى الليل ولا يستطيع سعيد ولا غيره الخروج من المنزل . سعديه : ارقد عندي ياولدي الليلة ماشي خلاف ولاصبحنا فان الله يفتح لك . يصبح الصباح على مزيد من الصواعق والرعود والكثير من المطر . سعديه : ياربي لك الحمد .. وش ذا الخير يستيقظ الأطفال مبتهجين بوجود ابن خالتهم سعيد يتناولون كسرة من الخبزة مع قليل من الحقينة وينتشرون في ردهات البيت يترقبون توقف المطر لينطلقوا إلى الخارج ولكن هيهات لازال المطر يتساقط بغزارة . يأتي المساء ويلتف الأطفال حول الصلل . يتسلل الملل إلى قلوب الصغار .. يخرج سعيد خمس أحجار صغيرة من جيبه قد التقطها من الجلّه . ويعرض على حمدان ابن خالته لعبة السقطه . لتبديد الوقت .. يتناول الجميع طعام العشاء ويخلدون للنوم وسط أصوات الصواعق ولكن هناك عيناً لم تنم وهي أم سعيد التي تعيش في قلق خوفاً على ابنها الذي تأخر عليها . هاهي الليلة التالية تمر ولم يعد سعيد وتردد ان الله لمن درى ياسعيد انت باقي عند خالتك والد سعيد : بيتي يامره ! انتي ارسلتيه عند اختك .. لابد انه عندها أم سعيد : وش ادراك انه ما خرج من عندها وصار له شيء ولا شيء الله لايقدر ، فال الله ولا فالك . تساوت البيار بالأرض وغطاها الماء وأصبح الخوف يجتاح جميع أهل القرية من غرق أحد فيها والد سعيد : بيجي سعيد ان شاء الله واذا تأخر باروح أدور له . وينطلق سعيد مسرعاً حذراً نحو بيتهم وما ان رأى امه حتى ارتمى بين أحضانها . ويروي لها قصته مع المطر المزارع والطرقات والأثاث .. البيوت المسقوفة من الخشب والطين أصبحت تتقاطر مياهها داخل البيوت فتحدث صوتاً في الأواني الموضوعة بعناية لحماية الفرش والأكسية حتى تبقى صالحة للاستعمال ولكن هيهات ! الأواني المتناثرة امتلأت بمياه القطاطير وسعدية تفرغها في سرب السدة ثم تعيدها في مكانها .. هاهي سعدية تحمل بعض الأغطية وتصحب أطفالها الى السفل لتجاورالحيوانات بعد أن تعذرت الاقامة تحت أصوات القطاطير التي تشبه دوي النحل !! لازالت سعدية تحتفظ في ركن السفل بحطب كثير ساعدها في بقاء القبس لأطول فترة في الصلل الذي تجمع حوله اطفالهايتوسدون التدفئة ويجففون ما ابتل من الملابس .. اما القصيل المتراكم في ركن السفل فكان طعام الحما رة والبقرة وتبيعها .. أهل القرية يدعون يلتجئون الى الله (اللهم حوالينا ولا علينا ) مع تتابع المطر هاهي البروق والرعود والصواعق والرياح الباردة تصاحب المطر بين فترة وأخرى ’ وعندما تهتز القرية بالصاعقة تلهج الألسن بالدعاء ، نظرت سعدية من عتبة السفل ثم قالت ( يا الله فكها في سعة ) سعدية تناجي ربها أن يتوقف المطر وتنفرج الأزمة فقد أصيبت العائلة بضيق شديد وهي بحاجة إلى الحطب والمأكولات وكذلك الحيوانات التي أصبحت في فاقة شديدة مع تعذر نزول الأودية والأسواق من شدة المطر حيث انقطعت الطرق.وأصبح التنقل شاقاً وعسيرا . ومع يوم جديد في شهر الحج أشرقت الشمس فصبغت الأرض نوراً وصفرةً وبهاءً . خرجت سعدية فرحة مستبشرة تسير في المسراب تمشي الهوينا وما إن خرجت من بين البيوت وأطلت من رأس القرن وأبصرت الوادي حتى رفعت صوتها بقولها تعجباً لا إله إلا الله . كان المنظر عجيباً وغريباً . الوادي من اعلاه إلى أسفله يسير كأنه نهر جاري حتى تساوت الآبار واختفت مع المياه الجارية مزارع القمح ،أصوات خرير الماء وهو يتساقط من ركيب إلى ركيب يسمعه من كان بعيداً عن الوادي . في هذا الجو المبهج خرجت الطيور من أوكارها و الناس من بيوتهم لكن ، كانت الحياة صعبة في ظل المياه التي غطت كل شيء ، هذه هي القرية بديعة بحسنها بأوديتها وشعابها عندما تتفجر الينابيع والعيون وتسمى ( النجول ) وفي تلك الليلة تقرر سعدية أن تطعم بقرتها ما بقي من القصيل ولكنها فجأة تصرخ : انقلعي .. الا يالله هبها في وجهها .. يسرع إليها أبو حمدان .. وشبك يامره ! وش العلم سعديه : البقرة بقعاء تصوعها . أبو حمدان : سمي بالرحمن .. وشبها ؟ سعديه : كلت كمي الخرشة . أبو حمدان والأطفال يتفجرون ضاحكين . وتمضي تلك الليلة والجميع في السفل يترقب . غداً تشرق الشمس من جديد . |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
مراقب عام ![]() |
![]() مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
كبار الشخصيات
![]() |
![]() ههههههههههههه تاليف مميز كان سعيد فارس تلك الحلقة وبارك الله في الجميع وكانت قصة مؤثرة
من حيث المبدأ والرسم الخيالي لها اسلوب في منهى الروعة في صياغة الابتهالات وتصويرنا للحدث عن قرب ههههه بارك الله فيك .. نعطيك 9 من 10 ... شكرا شمرخ الجديد ... |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
![]() |
![]() قصة خياليه رائعه
واصل ابداعك اسلوبك رائع ومميز بس ياليتك كتبت القصه على شكل اجزاء لان القصه الطويله نادر ماحد يقراها في هذا الزمن الاغلب يريدون قصص قصيره على شكل اجزاء او حلقات وارجوا انك تقبل وجهة نظري متابعين جديدك يا الغالي |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
عضو اداري
كبار الشخصيات ![]() |
![]() ![]() قصة جميلة استمتعت بقرأتها تخيلت صورها ممتعة كلمة تدخل الكهله خضراء من المصراع متكئة على شون من خشب المصراع ممكن التوضيح اتوقع الباب ولالا؟ سلمت يمينك اعطر تحياتي وتقديري |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#6 |
وسام التميز العام
![]() |
![]() ههههه يعطيك العافيه
|
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العميد سعيد الشحي في ضيافة أولاد سعدي بتهامة | صوت من زهران | المنتدى العام | 21 | 12-06-2011 01:17 PM |
عــــقــــــد قـــــران الشاب / خـــالد بن سعيد سعدي الزهراني | قلب العناء | مجلس بني حرير | 19 | 20-11-2010 01:23 PM |
امطار الخير على منطقة الخميس وضواحيها اللهم يجعلها امطار | سلطان غرم الله بوصاع | المنتدى العام | 10 | 08-05-2010 12:23 AM |
حفلة زواج الشاب سعيد غرم الله سعيد عبد الرزاق - قرية دار الكلبة | غرم الله المرشد | مجلس بني عدوان | 11 | 02-08-2009 03:48 AM |
امطار من ديره اولاد سعدي 2008 | بن زعزع2008 | السياحة والرحلات العام | 10 | 16-03-2009 10:57 AM |