السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
و بعد
لست بصدد الحديث عن ارتفاع معدلات الطلاق في السعودية بشكل مخيف و لا يعني هذا ألا آتي بإحصائية بسيطة تتعلق بالأمر. فطبقاً لدراسة سبق و أن قدمتها وزارة الشؤون الاجتماعية، فإن نسبة الطلاق في مجتمعنا الكبير قد بلغت أكثر من 38% من حالات الزواج، و أن 33% من هذه الزيجات انتهت خلال الثلاث سنوات الأولى من الزواج. و هذا يعني أن أكثر من ثلث المتزوجين يفشل في الإبقاء على الحياة الزوجية.
و بحسب الدكتورة ليلى الهلالي، مديرة مركز للاستشارات الأسرية، فإن السبب في فشل أغلب الزيجات يعود إلى عدم معرفة الزوجين بالمفهوم الحقيقي للزواج و أنهما يتسرعان في اتخاذ القرارات و أنهما لا يملكان أدوات الحوار الكافية التي يمكن أن تفيد في إبقاء الشراكة الزوجية.
تضيف الدكتورة الهلالي أنه مما يؤسف له أن الزوج يحتفظ بأخطاء الزوجة، و في المقابل تعمل الزوجة على تنمية رصيد زوجها من الهفوات و التجاوزات، مما ينتج عنه تراكمات سلبية في حياتهما تؤثر في اتخاذ قرار الانفصال، بل و تعجَّل به.
لا أدري إن كنت قد ذهبت بعيداً عن صلب الموضوع و لكني آثرت أن ألقي الضوءَ على المشكلة بصفة أشمل. أما الحالات الفردية فلا أرى أن الاستماع لها يمكن أن يقدم حلاً، لاسيما و أن كل طرف سيكيل من التهم ما يشاء على الطرف الآخر في غيابه. و لهذا نلاحظ أنه لا يمكن أن يفصل في المسائل الزوجية إلا القضاء، حيث يستمع القاضي للزوجين كليهما.
قد تتذمر الزوجة من فعال زوجها و لكنها لا تلقي بالاً لأفعالها و قد يفعل الرجل ذلك فتأخذه العزة بالإثم و ينسى كل الجراحات التي خلفها في قلب زوجته المسكينة.
أما فيما يتعلق بنظرة المجتمع للمطلقة، فينبغي علينا أن نحصر تعريف المجتمع في أضيق نطاق ممكن هنا، و هو محيط الزوجين، الأهل و الأصدقاء و الأقارب و المعارف.
و هؤلاء هم الذين يعرفون من هو الزوج و من هي الزوجة، فتأتي أحكامهم بناء على تلك المعرفة لتدين هذا أو لتلقي باللائمة على تلك. أوليس الملائكة شهود الله في السماء والناس شهوده في الأرض؟ خلاصة القول أن أياً من الزوجين هو المخطئ، فعلى نفسها جنت براقش.
<< الكاتب عصَّب 