[براااق الحـــازم]

اخي الحبيب الهيثم 07
موضوعك ذو شجون.
بين الغيرة على المكتسب وما نرجوه من أفواه الأقلام وضمائر الكتاب.
تتحرك بنا نوازع الرفض والقبول... الغث والسمين.. المعقول والمنقول... الخلاق والمثمر والموحش والغريب.

أخي الحبيب كلنا ذلك الضمير الذي يتنبه لمكامن الفتن ولهب الضلالة, لكن في المقابل... هل نحن أهلا لثقافة النقد؟ هل قامت محاضننا التعليمية التي تشرف على تربية هذه الأجيال وإعلامنا , بإنشاء عقول وقلوب تفقه وتناقش, وترضى وتقبل, ترفع صوتها بالحق دون خوف أو وجل.

لذلك سلمت العقول الهشة, لمن بيده مفاتيح الكلام, ونهايات الجمل, وتشعبت بنا السبل, واحتارت العقول.
لنسمع إلا تلك الصيحات الثكلى عن اللبراليين والعلمانيين ومن يدس السم في العسل بعضها على حق, وأكثرها في كفة ميزان أخر. هاهي ثقافة الصورة التي تنتجها مؤسساتنا المدعومة تحرق الثوب وتعري الجسد وتغيب العقل.. وهاهم شيوخ الصحوة يترحمون على من يفترض انه رمزا من رموز العلمانية في زمانه.

الصورة مضطربة.. والتعمق في تفاصيها يؤلم القلوب قبل العقول.

بين الخوف من الله ثم مراقبة الضمير الذي يسكن في نفوس خلقه تكمن بداية الأمر ونهايته. ليس كل من خالفني في مسألة أو خرج علي برأي هو متسل من عبادة الدين والملة, وليس كل من جاهر بصرخة الم هو من يطعن في خاصرة بلده.. بينما ويتفنن الكثير في غمط عرق المجتمع وآهات القهر المكلومة.

ينقصنا الكثير حتى نرى الأشياء كما هي على حقيقتها ليس كما يريها لنا الآخرين.. ينقصنا الكثير حتي تقصم تلك الأقلام المدسوسة, والآراء العفنة تحت كل ذريعة وينقصنا الكثير حتى يكون الخطاء اصغر من شيطان عند سماعة كلمة الحق والصواب. ينقصنا الكثير حتى يتعلم أبنائنا الكلام بعقل ومنطق في المدرسة وفي الشارع وفي الأعلام ومع الذكي والمتذاكي. عندها ستتقلص مساحة الخديعة بيننا ويكون الحق أبلج والباطل لجلج. ويبقي كل شي نسبي في حياتنا صح كان أم خطاء. ولانا تعودنا على السماع أكثر من الكلام فقد لا نفقة كثير مما يكتب.

جزاك الله خير على التنبه على الفضيلة, ومراقبة الله.

سامحني على الاطالة.