[أحمد العدواني]

السلام عليكم ورحمة الله


ونحن نعيش عصر التقنية والمعلومة والتخطيط والمهارة وفي بلادٍ هي الأغنى بين بلدان العالم قاطبةً بموادرها المالية والنفطية منها على وجه التحديد وفي وقت ينبغى أن تكون خطوات العمل في جميع وزارات وإدارات ومرافق الدولة تؤدي عملها على أكمل وجه وتساير هذا التطور الحضاري
فإن طموحاتنا كمواطنين وتطلعاتنا لا حدود لها ويحدوها التفاؤل الدائم


غير أن بلديات وأمانات المدن والمحافظات وفي مختلف المناطق لا زالت بأعمالها ومنجازاتها ( حال افترضنا وجود منجزات ) تراوح مكانها وتسير بخطىً بطيئةٍ ومتراخية ومتأرجحةٍ بل وقد تكون متراجعة عكس مسار ما يفترض وما نراه من حولنا في بلدانٍ يسير العمل والمنجز فيها وبشكل يومي على قدم وساق ونرى من يقومون على هذه المرافق وعلى خلاف نظرائهم لدينا ماضون ووفق خطط ٍموجةٍ ومدروسة وبمتابعة حثيثة للعمل على أرض الواقع على دروب وخطوات النجاح وبكل ما تعنيه هذا الكلمة من معنى .


حقيقةً أنّّا لا نجد جواباً لما تعانيه مدننا ومحافظاتنا وساكنيها من قصور واضح وملحوظ في أداء هذين المرفقين !!


ولا نشك أبداً في أن أعداداً كبيرة من موظفي هذين المرفقين مسؤولين كانوا أم موظفين عاديين وكلاً حسب موقعه لديهم من الخبرة الشيء الكثير ، بل وعلاوة على هذه الخبرة فإن الغالبية منهم لديهم فكرٌ إداري وتطويري بمقدوره لو تم إعماله بالشكل الصحيح أن يطور مرافق وإدارات بل ووزارات في دولٍ كاملة مجتمعة وليس في مرفق صغير أو متوسط في مدينة أو محافظة !!


لا ينقص مثل هؤلاء في ظني إلا الأمانة ومراقبة الله !!


ونتعجب دائماً !!


لماذا أعمال ومشاريع هذين المرفقين متأخرة ، عشوائيةٌ ، متواضعة ، دون الطموح ، وتُـوجه دائماً ـ وحسب ما نسمع ـ لخدمة أشخاص داخل هذه المرافق أو خارجها لا يراعون للأمانة ولما استرعاهم الله مثقال ذرة !!

فهل يا ترى تناسى مثل هؤلاء أنهم محاسبون على أعمالهم ؟؟


وهل أدركوا قبلها وإن سلمنا بضعف وازعهم الديني أن في تحقيقهم لمنجزات ومشاريع ترضي طموح المسؤول قبل المواطن من خلال هذين المرفقين هو تحقيق لطموح ورغبة ورضى وراحة الأب والأخ والإبن والأم والزوجة والإبنة و .. و.. بالنسبة لهذا الموظف بل فيه رضىً وراحةٌ له هو قبلهم جميعاً فهو يعيش كغيره فوق ثرى هذه الأرض ويسير على طرقها ويتنفس هواءها ويتنقل ويتنزه بين مرافقها ، عدا إن كان له عالمٌ خاص مستقل عن بقية المواطنين وفيه طرقٌ وشوارع ومرافق وأجواء خاصة لا ينعم بها إلا هو والمقربون منه !! ( وهذا لعمري هو المستحيل بعينه ) !!



والله أنني كلما قرأت أو سمعت أو علمت أخباراً عن سوء وعشوائية وضيق شوارع أو أحياء في مدنٍ كــ ( جدة ) على سبيل المثال لا الحصر أو من خلال مشاهدات حية وكذلك عن سوء نظافة أغلب شوارعها وأحيائها وكورنيشها جراء ضعف أداء فرق نظافة الأحياء والشوارع وتفريغ الحاويات وكذا ضعف الرقابة على المطاعم والبوفيات والملاحم ومحال الخضار وأيضاً ما نسمعه من معاناة أهلها من مرامي النفايات وحرائقها ( وقد عانيت منها شخصياً إبان تواجدي فيها أيام عيد الفطر المبارك ) وكذا أماكن صب وتجميع مياه الصرف الصحي وقربها من الأحياء المأهولة وكذا وجود أعداد غير يسيرة من الأحياء العشوائية التي تمثل خطراً أمنياً وإجتماعياً وغيرها من القضايا المؤسفة ، أعجب اشد العجب وأتساءل هل يعقل أننا نعيش في هذه البلاد التي وكما أسلفت تعد من أغنى بلاد العالم بمواردها المالية وتمتلك علاوة على ذلك طاقةً بشريـةً ( عدداً وفكراً ) لا يستهان بها ، ناهيك عن ما حباها الله من إرث ديني وثقافي وتاريخي عظيم ومشرف ومتجذر في أعماق أعماق التاريخ والحضارات .


إلى متى ونحن ومدننا ومحافظاتنا نعاني ( خدمياً ، صحياً " نظافة " ، ونفسياً ) جراء التقصير الغير مبرر في تلك الخدمات ؟

فهل حان الوقت ليعي القائمون على هذه المرافق واجباتهم ومسؤلياتهم وأننا نعيش في خضم صراعٍ وسباقٍ حضاري وعلمي وثقافي تُمثلُ فيه خدمة الوطن والمواطن من خلال الإهتمام بجميع المرافق وتوفير أرقى وأفضل الخدمات البلدية ( وكواجب وليس منة ) تمثل واجهةً حضاريةً تعكس الصورة الحقيقة لما وصل إليه هذا البلد أو ذاك ؟؟

وهل حان الوقت للتغيير الجاد والجذري وتحديد كيف ولماذا وإلى ما يهدف مسؤولو هذه المرافق وموظفيها من خلال أعمالهم وما يقومون به ؟؟

أسئلةٌ وأسئلة ..
ربما لا تحتاج لمن يطرحها علانية أو يذكر بها فواقع الحال يقول أنها ومنذ سنين مضت تقدم وتطرح نفسها بنفسها ومن واقع ما يراه ساكني غالبية المدن والمحافظات في بلادنا وزوراها .

وبلا شك فإن منطقة الباحة ليست ببعيدة عن مثل هذا القصور بل قد يكون أكثر مما هو في مناطق أخرى

نتمنى بل ونشحذ التغيير


تحياتي وبألم


دام الجميع بود


][^][No.1 ][^][

free 4 ever