الموضوع
:
سيرة الصحابي أبي بن كعب رضي الله عنه
عرض مشاركة واحدة
#
1
14-09-2010, 09:43 AM
Mansour Al-zahrani
مشرف قسم الطب والطب البديل
سيرة الصحابي أبي بن كعب رضي الله عنه
أبي بن كعب رضي الله عنه
سيد المسلمين
" ليُهْنِكَ العِلْمُ أبا المنذر "
حديث شريف
أبي بن كعب بن قيس بن عُبيدالنجّار - أبو منذر - الأنصاري الخزرجي
كان قبل الإسلام حَبْراً من أحْبار اليهود ، مطلعاً على الكتب القديمة ولمّا
أسلم كان في كتاب الوحي ، شهد العقبة و بدرا وبقية المشاهد وجمع
القرآن في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وكان رأساً في العلم
وبلغ في المسلمين الأوائل منزلة رفيعة ، حتى قال عنه عمر بن الخطاب
( أبي سيد المسلمين )
كتابة الوحي
كان أبي بن كعب في مقدمة الذين يكتبون الوحي ويكتبون الرسائل ، وكان في حفظه القرآن وترتيله وفهم أياته من المتفوقين ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا أبي بن كعب ، اني أمرت أن أعرض عليك القرآن ) وأبي يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انما يتلقى أوامره من الوحي هنالك سأل الرسول الكريم في نشوة غامرة : ( يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، وهل ذكرت لك باسمي ؟ ) فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم
نعم ، باسمك ونسبك في الملأ الأعلى ) كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
أقرأ أمتي أبَيّ )
علمه
سأله النبي صلى الله عليه وسلم يوما
يا أبا المنذر ، أي أية من كتاب الله أعظم ؟) فأجاب قائلا
الله ورسوله أعلم ) وأعاد النبي صلى الله عليه وسلم سؤاله
يا أبا المنذر ، أي أية من كتاب الله أعظم ؟) وأجاب أبي
الله لا اله الا هو الحي القيوم ) فضرب الرسول صلى الله عليه وسلم صدره بيده ، وقال له والغبطة تتألق على محياه
ليُهْنِكَ العلم أبا منذر )
وعن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى بالناس ، فترك آية فقال
أيُّكم أخذ عليّ شيئاً من قراءتي ؟) فقال أبيُّ
أنا يا رسول الله ، تركتَ آية كذا وكذا ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم
قد علمتُ إنْ كان أحدٌ أخذها عليّ فإنّكَ أنت هو )
وقال أبي بن كعب لعمر بن الخطاب
يا أمير المؤمنين إني تلقيتُ القرآن ممن تلقّاه من جبريل وهو رطب )
زهده
وعن جُندب بن عبد الله البجلي قال : أتيت المدينة ابتغاء العلم ، فدخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا الناس فيه حَلَقٌ يتحدّثون ، فجعلت أمضي الحَلَقَ حتى أتيتُ حلقةً فيها رجل شاحبٌ عليه ثوبان كأنّما قدم من سفر فسمعته يقول
هلك أصحاب العُقدة ورب الكعبة ، ولا آسى عليهم ) أحسبه قال مراراً فجلست إليه فتحدّث بما قُضيَ له ثم قام ، فسألت عنه بعدما قام قلت
من هذا ؟) قالوا
هذا سيد المسلمين أبي بن كعب ) فتبعته حتى أتى منزله ، فإذا هو رثُّ المنزل رثُّ الهيئة ، فإذا هو رجل زاهد منقطعٌ يشبه أمره بعضه بعضاً
ورعه وتقواه
قال أبي بن كعب
يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أكثر الصلاة عليك ، فكم أجعل لك في صلاتي ؟) قال
ما شئت ، وإن زدت فهو خيرٌ ) قال
الرُّبع ؟) قال
ما شئت ، وإن زدت فهو خيرٌ ) قال
أجعلُ النصف ؟)
ما شئت ، وإن زدت فهو خيرٌ ) قال
الثلثين ؟) قال
ما شئت ، وإن زدت فهو خيرٌ ) قال
اجعل لك صلاتي كلّها ؟) قال
إذاً تُكفى همَّك ويُغفَر ذنبُك )
وبعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الأعلى ، ظل أبي على عهده في عبادته وقوة دينه ، وكان دوما يذكر المسلمين بأيام الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول
لقد كنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم ووجوهنا واحدة ، فلما فارقنا اختلفت وجوهنا يمينا وشمالا ) وعن الدنيا يتحدث ويقول
ان طعام ابن آدم ، قد ضرب للدنيا مثلا ، فان ملحه وقذحه فانظر الى ماذا يصير ؟) وحين اتسعت الدولة الاسلامية ورأى المسلمين يجاملون ولاتهم ، أرسل كلماته المنذرة
هلكوا ورب الكعبة ، هلكوا وأهلكوا ، أما اني لا آسى عليهم ، ولكن آسى على من يهلكون من المسلمين ) وكان أكثر ما يخشاه هو أن يأتي على المسلمين يوما يصير بأس أبنائهم بينهم شديد
وقعة الجابية
شهد أبي بن كعب مع عمر بن الخطاب وقعة الجابية ، وقد خطب عمر بالجابية فقال
أيها الناس من كان يريد أن يسأل عن القرآن فليأتِ أبيَّ بن كعب )
الدعوة المجابة
عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال عمر بن الخطاب
اخرجوا بنا إلى أرض قومنا ) قال : فخرجنا فكنت أنا وأبي بن كعب في مؤخَّر الناس ، فهاجت سحابة ، فقال أبيُّ
اللهم اصرف عنّا أذاها ) فلحقناهم وقد ابتلّت رحالهم ، فقال عمر
أمَا أصابكم الذي أصابنا ؟) قلت
إن أبا المنذر دعا الله عزّ وجلّ أن يصرف عنّا أذاها ) فقال عمر
ألا دعوتُمْ لنا معكم ؟!)
الوصية
قال رجلٌ لأبي بن كعب
أوصني يا أبا المنذر ) قال
لا تعترض فيما لا يعنيك ، واعتزل عدوَّك ، واحترس من صديقك ، ولا تغبطنَّ حيّاً إلا بما تغبطه به ميتاً ، ولا تطلب حاجةً إلى مَنْ لا يُبالي ألا يقضيها لك )
مرضه
عن عبد الله بن أبي نُصير قال : عُدْنا أبي بن كعب في مرضه ، فسمع المنادي بالأذان فقال
الإقامة هذه أو الأذان ؟) قلنا
الإقامة ) فقال
ما تنتظرون ؟ ألا تنهضون إلى الصلاة ؟) فقلنا
ما بنا إلا مكانك ) قال
فلا تفعلوا قوموا ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بنا صلاة الفجر ، فلمّا سلّم أقبل على القوم بوجهه فقال
أشاهدٌ فلان ؟ أشاهدٌ فلان ؟) حتى دعا بثلاثة كلهم في منازلهم لم يحضروا الصلاة فقال
إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حَبْواً ، واعلم أنّ صلاتك مع رجلٍ أفضل من صلاتك وحدك ، وإن صلاتك مع رجلين أفضل من صلاتك مع رجل ، وما أكثرتم فو أحب إلى الله ، وإن الصفّ المقدم على مثل صف الملائكة ، ولو يعلمون فضيلته لابتدروه ، ألا وإن صلاة الجماعة تفضل على صلاة الرجل وحدَه أربعاً وعشرين أو خمساً وعشرين )
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
ما مِنْ شيءٍ يصيب المؤمن في جسده إلا كفَّر الله عنه به من الذنوب ) فقال أبي بن كعب
اللهم إنّي أسألك أن لا تزال الحُمّى مُضارِعةً لجسدِ أبيٌ بن كعب حتى يلقاك ، لايمنعه من صيام ولا صلاة ولا حجّ ولا عُمرة ولا جهاد في سبيلك ) فارتكبته الحمى فلما تفارقه حتى مات ، وكان في ذلك يشهد الصلوات ويصوم ويحج ويعتمر ويغزو
وفاته
توفي رضي الله عنه سنة ( 30ه ) ، يقول عُتيّ السعديّ : قدمت المدينة في يوم ريحٍ وغُبْرةٍ ، وإذا الناس يموج بعضهم في بعض ، فقلت
ما لي أرى الناس يموج بعضهم في بعض ؟) فقالوا
أما أنت من أهل هذا البلد ؟) قلت
لا ) قالوا
مات اليوم سيد المسلمين ، أبيّ بن كعب )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
((أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ، الحَيُّ القَيُّومُ، وَأتُوبُ إلَيهِ))
أخر مواضيعي
Mansour Al-zahrani
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع Mansour Al-zahrani المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها Mansour Al-zahrani