عشوائية القنوات تضر الثقافة السعودية
http://www.al-madina.com/node/264766
في محيط عشوائية القنوات الفوضوية، التي يديرها مبتدئون ليس لهم علاقة أبدا بالمجال الإعلامي بمحتواه القاصر والواسع، من حيث الإعداد والإخراج واختيار البرامج والمواد والضيوف..إلخ.
ظهرت لنا أشكال غريبة ليس لها تفسير وهم من أزعجوا ذائقتنا من المتمعرفين المتشعررين، الذين ينسبون الشعر إليهم وكذلك ينسبون أنفسهم إلى الشعر، أزعجونا بالصراخ والشيلات الهابطة وترديد أبيات مسلوقة وأفكار متكررة، وأصبحنا ضحيتهم أزعجونا بأصواتهم البشعة وكلماتهم الهابطة، التي لن يتنازل شعبان عبدالرحيم بغنائها يومًا، والكارثة أنهم اصبحوا يزعمون بأنهم من يحفظ الموروث والتراث.
وهم مساكين لا يعلمون ما هو الموروث وما هو التراث وإنما جمحت بهم عواصف الجهل إلى مستويات مخيفة لربما تسببت في اصطدام جيل المستقبل بالأغلب من هؤلاء، الذين ركبتهم القنوات الفضائية، التي تتزعم النعرات القبلية والفوضوية على أشكال شعراء متصلبين أمام الشاشة حتى أنه لا يجيد التعامل من خلف الشاشة ولا يجيد السيطرة على ظهوره وأسلوب الظهور الفوتوجرافي، هم زمرة من غير المحترفين الذين يشغلون وقت فراغهم بالعبث بوسيلة الاعلام، التي استدركتها أيديهم أعطى لها كاميرا محمولة وجهاز مايكروفون يخرجون إلى الشوارع وفي داخل الغرف يصورون بدون إشعار وإذن من الإعلام ولا من الجهات الثقافية المعنية بإخراج المواد، خصوصا التي ليست ملكا فكريا خاصا بهؤلاء المرتزقة الذين يشحذون مسجات الـ sms من أجل تمزيق ذائقة المشاهد وتعبئة جيوبهم بنقل الحفلات وتصوير الجزم والأحذية أكرمكم الله من اجل نقل شعائر الحفل الفلاني مقابل مبلغ وقدره.
ما شأني وماذا يفيدني عندما تقول لي تابع شاشتي وتعرض لي مراسم حفل الـ(......) انا بالبلدي “وش دخلني” وأين الفائدة التي سوف أخرج بها من المشاهدة، لا ثقافية ولا معرفية ولا أدبية ولا دينية ولا علمية.. إذا ماذا تريد مني!.
أصحاب القنوات الفضائية الذين يديرونها من داخل السعودية ليس لنا باب نستطيع ردعهم أو منعم من مزاولة عشوائيتهم إلا بالتالي، أولًا: منعهم من إبراز أي لون شعبي أو فلكوري يخص المملكة العربية السعودية إلا بفسح وتنازل من جمعيات الثقافة والفنون او الأندية الأدبية. ثانيًا: لا يسمح لهم بالتصوير في الأروقة والأماكن العامة المفتوحة إلا بأذن تصوير، كما تنهج القنوات الكبرى سياسة الإنتاج الفني النزيه، ثالثًا: إقفال مكاتب ومقرات كل قناة فضائية ليس لديها تصريح، وكذلك كادر مجاز من وزارة الثقافة والإعلام أو الجمعيات الأدبية. ولا يمنع في تخصيص أقسام في الوزارة لتكوين هذا الإجراء كون المليارديرات قادرين على فتح قنوات عشوائية.
فواز المالحي - جدة