[الفقار]

أن يلد الإنسان وسط ظروف سيئة ليجد أمامه ماض مجيد يتحدث عنه الجميع لأسرته بينما يرى بأم عينه كل أصناف الانقسام فمن يُنسب لهم التاريخ المشرف يقتتلون بينهم ، وما كان يتبع لهم تفتت إلى أجزاء صغيره ، أمر محير حقا لهذا الرجل وغير مقبول لأنه مؤمن بأن التاريخ وحده لا يكفي فتمرد على الواقع المؤلم وقرر أن يكون نواة خير وأن يحمل لواء الطموح ويتحلى بكل أنواع الصبر والحلم فبدأ بمحاولة التغيير قبل وقوع الكارثة لأسرته متأملا لم الشمل فيكون ذلك أو ل خطوات التغيير الايجابي إلا أن الخلاف السابق سمح للآخرين بالتدخل في سلطان دولته حتى لم يعد من تلك الدولة سوى أسمها ، وكانت الكارثة لتلك الأسرة الحاكمة فقد أُجبرت على مغادرة نجد وهي تحمل كل مرارة الدهر فمن أسرة حاكمة إلى أسرة تبحث عن الأمان تارة في قطر وتارة في البحرين وأخيرا في الكويت لتجد الترحاب من حاكمها آل الصباح ، لم يتقبل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ذلك الوضع على الرغم من صغر سنه فكانت بداية التفكير في التغيير الايجابي له ولأسرته وظل يراوده الأمل في العودة المجيدة وبناء سلطان متماسك يعيد بناء تاريخ أمجاد تلك الأسرة بل ويتفوق عليها ، فكانت المحاولة الأولى لتحقيق الطموح عام 1318هـ لفتح الرياض مستغلا انشغال خصم الأسرة ابن الرشيد بمحاربة مبارك آل الصباح في معركة الصريف إلا أن تلك المحاولة لم تجد النجاح فخصم ذلك الشاب قوي جدا مما دعاه إلى الانسحاب ، فزاد خوف أبيه عليه بينما زاد إصرار ذلك الشاب لبداية جادة ومحاولة أخرى ظل يبحث الأمر لأبيه ويزينه له بينما خوف الأب يقف حاجزا دون تحقيق ذلك بينما ذلك الشاب يزداد إصراره وافق الأب على إعادة المحاولة لفتح الرياض فكانت فرحة الابن فقرر أن ينطلق من الكويت بقرابة الأربعين رجل متجها لشرق الجزيرة العربية متأمل في نصرة أهلها وتمكن خلال أيام من جمع جيش الطموح وقبل انطلاقه سمع ابن الرشيد بهذا التجمع فأرسل تهديده ووعيده لذلك الجيش فتفرق الجيش وكانت لحظة مؤلمة لذلك الشاب الذي لم يستسلم للفشل وقرر التحلي بالصبر والشجاعة وأن ينطلق بما معه من الرجل وما تبقى له من الجيش السابق سوى ستون رجلا
انطلق بهم نحو هدفه متخفيا بهم نهارا ويسير بهم ليلا حتى لا يراه أحد وقرر أن يكون التنظيم أساس النجاح فقسم رجاله ودخل بهم الرياض ليقضي على حاكمها عجلان فكانت تلك اللحظة بداية التغيير الايجابي 1319هـ
رحلة التغيير الايجابي لعبدالعزيز بن عبدالرحمن لم تخلو من الصبر والطموح والتنظيم

بمناسبة اليوم الوطني