بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصيده نظمتها فقرأها والدي بارك اللهُ في عُمرهِ وأطالَ بقاءَه فأعجب بها وعارضها بأخرى
قلت - وقد سبق أن كتبتها هنا بالمنتدى -:
"آلامٌ لا تخفى"
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
تُسائلني عن وجدِ قلبي أما خفّا = وهل قلب من يهوى جديرٌ بأن يُجفى
خليلٌ جفاني بعد أن أينع الهوى = فطاف خريفُ الهجر ِ بالقلب ِ والتفّا
ألا قبّحَ اللهُ الفراق َ أما ترى = عليَّ ومنّي ما أزالَ وما أضفى
أما تدريْ أن العشق مرٌ وتركهُ = أليمٌ وآلام المحبينَ لاتخفى
وأنك جهلاً منكَ إذ جئت سائلاً= نكأت بقلبي طعنة ً قبل أن تشفى
تذكّرتُ أيامَ الصفاءِ فليتها= تعود تقرّبْنا إلى بعضنا زُلفى
على مرفأ الأحلام ِ كان لقاؤنا=وكانت سماء الحالمين لنا سقفا
يلفُ رداءُ الصمتِ ليلي فأنثني= إليهِ كأنَّ الكونَ من دونهِ منفى
إذا نطَق اسمي أنتشي من حروفِهِ= كأني شربتُ الراحَ من ثغرهِ صِرفا
جوىً شَفَّ قلبي واستباح جوانحي=فجفَّ يراعُ البوحِ والدمعُ ماجفّا
لئِن غاب يوماً عن فؤادي فإنني= نظمتُ لهُ إلياذةً لم أدع حرفا
تئنُّ بها للغيدِ قيثارةُ الجوى=وأملأ دنيا العاشقين بها عزفا[/poem]
وعارضها والدي, حيث قالَ -وما أحسن ماقال-:
"أثرت شجوني يابني"
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
تذكّرت ذاك النهر بالحب قد جفَّا = وقد كان عذباً سلسبيلاً وما أصفا
أثرتَ شجوني يا بُنيَّ فعادني = بآخرِ ليلٍ طيفُ من كانَ لي إلفا
وباتَ يجاذبني الحديث مذكرًا = بأن سقيمًا بالمحبةِ قد يُشفى
أتذْكر؟ أني كنت صباً ومغرماً = بحبك أما أنت قد كــنت لي جلــــفا
فقلت معاذ الله ما كنت هكــــذا = بل العشق أضناني وأنت الذي يجفى
فأثخنني باللوم حتى أضـرّ بي = ودافعت عن نفسي وقد سمته خسفا
ولكنّنا ثُبنا إلى الرشد بعدمــا = كلانا بدى يغضي لصاحبه الطرفا
فبتنا كعصفورين في فرع ضروةٍ = وتغريدنا والليــــل قد لفّنـــا لفّـــا
يمر بنا همس النسيم مداعبـــاً = وينعشنا من عطــر وردٍ بهِ حفَّـــــا
وصفقت اوراق الغصون كأنها = تقول لقــد قمنا لآجلكـــــما صفَّـــــا
وبدد نور البدر ظلـــمة ليلنــــا = وراح يلاحقها وسبب لها الحتفــــا
وعشــنا بأحلى ليلــــةٍ وكأننــا = عريسان زُفَّا والمحبةُ لا تخفـــى
فيا ليت شعري هل يعود شبابنا = فأشكو لهُ الايام والعمر والظرفَا[/poem]
وعلى المحبة نلتقي