عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-09-2010, 07:30 PM
الصورة الرمزية براااق الحـــازم
براااق الحـــازم براااق الحـــازم غير متواجد حالياً
 






براااق الحـــازم is on a distinguished road
7 الأدب .... الجهل بالــعـــــالم.

.













.



لاتسعفني ذاكرتي سوى بتذكر أسم تولستوي العظيم, كاتب رواية الحرب والسلام..وحـِكم النبي محمد(عليه الصلاة والسلام), رغم قراتي لبعض من الأدباء الروس, الذين يصعب تذكر أسمائهم وفصلها عن أسماء الشعراء والفلاسفة الذين زخر بهم تاريخ روسيا...هذه الفجوة التي ولدها جهلي بالأدب الروسي, قابلها فضول كبير خلف ما تخفيه ثقافة الانمي والمانغا *اليابانية..التي غزت عقولنا وعقول أبنائنا منذ الصغر.

فالناس شركاء في تجاربهم و قصصهم ومحاولة فهمهم لمستويات الخلافة التي عاشها كل مجتمع على حده..منهم من يعمر الدنيا ومنهم من يعمر الآخرة, والعظيم هو من عمر الدنيا والآخرة, فصراع البقاء لا تشهد له القوة بقد ما تشهد له ذلك التأثير الهائل لثقافة هذا الآخر..

أدبان عظيمان..الأولي غابت عنا معالمه بسبب فقر مكاتباتنا لما أنتجه الأدب الروسي خلال مئات السنين, فقد وقفنا ضد الإلحاد والاشتراكية موقفا ً أنسانا ما ينتجه إنسانهم البسيط الذي لا يختف عنا كثيرا..أما الأدب الياباني فقد غاب خلف صورة التقنية اليابانية التي استهلكنها وعشقناها حتى النخاع فأنستنا ما يخفيه عظمة هذا الإنتاج الهائل وهذه الإرادة البشرية الجبارة. أدبان غريبان عن مكتباتنا وعن إفهامنا على الأقل في تكوين محاصيلنا الثقافية.

من قراءاتي لبعض كتب تاريخ الأدب والفلسفة نشأت لدي قناعة أن الثقافة الروسية أعظم مما يتخلية الكثير لكن تلك الحقيقة اختفت معالمها خلف قوة الإعلام ورأسمالية الغرب الهائلة, فالفنان والأديب الروسي أكثر صدقا وتجردا في نتاجه الأدبي..ولا يقدح هذا في أدب الآخرين. لكنا نعي أن أدب شكسبير ومسرحياته هيمن على الحياة الأكاديمية والثقافية للعالم.. فروسيا مرت بعزلة أكثر من مرة في تاريخها القديم والحديث, أخرها عزلتها بسبب نظامها الشيوعي الذي حكم قرابة70عام..وهذا جعلها أكثر بعدا عن أضواء المسرح المسلطة.





سوف ابدأ من طفلي الذي يعيش صده في ملامح تلك الأفلام والصور التي عشناها مذهولين أمام هذا القادم من الشرق دون محاولة فهمه..غرندايزر وجرعة من الخيال الرهيب الذي غذى أوقات بيئاتنا الفقيرة, ثم عدنان ولينه والسندباد, وجزيرة الكنز والكثيير الكثير من أفلام الانميشن, والتي انتقيت بعناية.. لكنها بقيت شكل من أشكال ضياع الوقت والتسلية, لم نفهمها سوي صوره يابانية. لم نفهم أنها أدب عالمي عظيم ترجم وحور وقامت الدول بالاحتفال به وتفنن المحترفون في صبة في قولب يصعب صهرها مرة أخرى...لم نفهم ذلك إلا متأخرا.

والحقيقة أن اليابان ليست الانمي أو المانغا او ثقافة البلايستشين المخيفة. فاليابانيون أكثر الناس تطرفا على وجه الأرض فيما يختص بثقافتهم, بل أن عزلتهم عن العالم جعلتهم يرون العالم ولا يراهم. فعلا مدى ألفي عام كانت اليابان بلد العجائب وإنسانها هو اشد الناس صرامة وقوة ابتدأ من علاقته مع المكان الذي جعل إرادة الياباني أنموذجا فريدا من عجيب خلق الله. وانتهاء بنزعة التفرد الذي جعلت من اليابان منبع من منابع الثقافة المعاصرة الغارقة في الذكاء والعبقرية..لكن في خضم هذا ننسى عذوبة شعرالهايكو وثقافة الشرق الروحية وأسرار الأدب الياباني.

هي دعوة التفاتة للبحث عن المتعة والشاعرية والغنى في ثقافات هذه الشعوب التي جبلت على مصاعب الحياة وعاشت تجارب من تاريخ البشرية المؤلم نجهل الكثير عنه بسبب عزلتنا أيضا و ضوء شمسنا الحارقة.

مدخــل
ليس كل الطير حلال ٌ أكله.

ــــــــــــــــــــــــــــ بقملي ـــــــــــــــــــــــــ

*الانمي ـ والمانغا: هي الأفلام التي تنتجها الشركات الكرتونية اليابانية, والمانغا هي الرسوم والشخصيات ذات الصبغة والملامح اليابانية التي تزخر بها مجلات القصص والألعاب.


براااق الحـــازم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس