رسالة شعرية من أب لابنه
أياأبتي تأجج في فؤادي
خطاب فيه مأساة لحالي
فقلت إليك أرسله لأني
خشيت عليك من سود الخصال
رماك الناس بالنحام وصفا
وذاك أشدمن وقع النصال
ببخلك كم من الحرمان ذقنا
ونلنا النقص مابين الرجال
كنزت المال عنا والأماني
صرفت الحب عنا للريال
تجرعنا المرارة كل يوم
وأرهق امنا ذل السؤال ((1))
عرفنا اليتم لكن دون فقدٍ
لأي الوالدين ولم نبالِ
فكم عشنا ليالي من شتاءٍ
ولم ننعم بدفء في الليالي
جرعنا ماءناملحاً أجاجاً
ولم نشرب من الماء الزلال
مللنا يابس الخبز فنمنا
وجمر الجوع في الأحشاء صال
فتلك ربا وليلى والعذاري
يسير شبابهن إلى الزوالِ
نسيت بأن قلب البنت يصلى
بفقدٍ للزواجِ أو العيالِ
فلم تأبه لقول الناس يوماً
ولم تسمع لعم أو لخال
تطالبنا ببرٍ بعد هذا
ألم تعلم بأنّ القلب خالِ؟
فلم تزرع حناناً في الحنايا
ولم تؤمن بأنّ ضناك غالِ
ولم ترو القلوب بنبع عطفٍ
لتقطف حبّها من كل جال
فهل لك في حنايا الجوف قلب؟ّ!
أم الأحشاء عندك كالجبالِ؟
كتاب الله يأمرنا ببرِّ
ولولاه حُرِمْتَ من السؤالِ ((2))
أعنا ياإله الكون إنا
نخاف عليه من سوء المآل
*****
1- الطلب . ومنه سأل الفقير الغني مالاً
2- السؤال عنه وتفقّد أحواله.