لم أكُ حتى مع حصولي على الدرجة الكاملة في مادة التاريخ فترة دراستي بالمدرسة نجيبا ففرحة الحصول على الدرجة الكاملة أو القريب منها قتلت غريزة البحث والتعرف على نواقص حلقات سلاسل الأحداث ، فأحد شعراء الدولة العباسية مثل بشّار بن برد " كفيف البصر" طيب السيرة ويتهم بالزندقة آخر حياته ! وعبد الله بن المقفع وإلغاء كل ماقد يستفاد من مؤلفات ابن الراوندي ، أمرٌ يثير غير ما تساؤل وأمثلة كثيرة للروائيين و المبتكرين في العالم الإسلامي إما تزندقوا أو زندقوا واتهموا بترويج الهرطقة وإضلال العباد فجأة دون مقدمات نعزوها سببا لما انتهوا إليه !!
السبب الدائم في تصوري لهذه الأمور والعقاب الفهمية لدينا بهذا التاريخ الكبير الحجم هم رجالات الدين - بعضهم - سواءً كانوا من أهل السنة أو من الصوفية أو من تلك الفرق العقديّة المنحرفة ، فهم إما مطفئين لشرار علم أو محطمين لمراوح و تروس محرك العقل وإعطاب مكانة الدوافع في الإنسان أو ملفقي تهم لأيما مبدع ٍ .
فرجل الدين يضحكهُ عدم معرفتهُ بأسماء المصطلحات العربية أو الأجنبية ، ولا يخجل من تذكير من حوله بجهله بالحاسوب والعبارة الشهيرة ( إليك إيميلي الذي قام بعمله أحد الشباب جزاهم الله خير ) وعمر قائل العبارة لا يتجاوز الثلاثون عاما .
ومصادقة مع الصراحة والموضوعية فإن الأمر لم يُعرف إلا في البلد الخليجي والسعودي بالتحديد ، ثقافة البركة وأن لدينا بترول والله يطول في أعمار الحكومة الرشيدة ستنتهي وستصبح يا رجل الدين المزعوم أفقر من الرجل الهندي وسيتجزأ مع جسدك وجدانك في المعمورة لسبيل التقصّ عن عمل بأجر زهيد ...
مع التحية ،،