عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-10-2010, 09:27 PM
الصورة الرمزية ســيــــف العـــــرب
ســيــــف العـــــرب ســيــــف العـــــرب غير متواجد حالياً
 






ســيــــف العـــــرب is on a distinguished road
افتراضي أجيالُنا ومفهومُ القوّة

لا يخفى علينا جميعاً الأثر البالغ للثقافات السائدة في تسيير شئون حياة المجتمعات

وما تُحدثه في أدق التفاصيل السلوكية ، ومن هنا تتنبه الدول المتقدمة لاستخدام هذا العنصر الهام

في الهيمنة على نمط حياة مجتمعات بأكملها

وما من شك بأن وسائل الإعلام تحظى بالحظ الأوفر في نشر الثقافات وفي مقدمتها بلا منازع التلفاز

الذي يستقطب بالدرجة الأولى العقول الشابة والأطفال

وإن المتتبع لما يُخَصَّصُ للأطفال تحديداً من فقرات تقشعر من كثيرٍ منها الأبدان ليضيق صدره

وتشمئز مشاعره لخطورة مردودها السلوكي على النشء وتكريس مبدأ القوة المطلقة

للوصل لرغبةٍ معينةٍ أو لهدفٍ ما دون إعمال العقل وتقديم مبدأ الحوار وإشاعة روح التسامح

كتأثير طوعي على قرارات الآخر ومحاولة تغيير قناعاته

وهذه الظاهرة ألقت بظلالها القاتمة على مبدأ التعامل بين أفراد المجتمع وكانت جليّة بشكلٍ أكثر

فيما يمارسه الكثير من ممتهني ما يُقال عنه نظاماً أو قانوناً في مرافقنا الحكومية

وهو مالم يكن نظاماً ولا قانوناً وإنما طقوسٌ وتكهُّنات سنها مشرّعوها للتنصُّل من مسئولياتهم

والتضييق على من استرعاهم الله على قضاء حوائجهم كقوةٍ في أساسها مشروعة

(ما يُعرف بقوّة القانون أو النظام)

استخدمها ذوو النفوذ بطريقةٍ غير مشروعة وتتفاوت سطوتها وقد تتغير مفاهيمها بتغير قمّة الهرم

لتُبدي لنا سوءاتها وتخبط معتنقيها وبعدها عن روح القانون والنظام فهي أقرب إلى شريعة الغاب

متمثلةً في النظرة الفوقية والقناعات المغلوطة بعدم أحقية المراجع في النقاش

والاستيضاح لما تدعو الحاجة إلى الإحاطة به

والاكتفاء بترديد عبارة (هذا هو النظام) .

دمتم في رعاية الله

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس