
06-10-2010, 01:38 AM
|
|
هـــذا الهــــندي الذي احببتـــــه.
.
.
.
خارج اطار بعض مسلماتنا البالية, يكمن لله حقائق اخرى.. تـُطلق الاذان صباح مساء بأن الملك والملكوت لله.. لقد ارهقتني تلك النرجسية الفاترة التي تلوكها اسنان الخطيئة تحت ظلال المعاصي, وكأنا قد احطنا بكل شيء عـِلما.. أو كان لنا عند الله عهدا.
حين تخبوا نار السمار ثق ان في تلك التلال قوم قد عرفوا وجهتهم بها, فذهبوا وبقي النائمون في سبات عميق.
احمد ديدات* حبيبا شغفت به منذ عشرين عاما, التفت الى عجزي وقوته ..عتمة مكاني ونور برهانه.. التفت الى ما املك من نقص, وما يفيض به ايمان*.
اذاً خارج دائرة الحساب, بين عرب وأعراب الطفرة الذين يسعون لتأمين لقمة العيش لأبنائهم ونسائهم اغرتهم الدنيا ببريقها الزائل فتنافسوا حتي احرقت القريب والبعيد, رغم مظاهر السلف الصالح في منطقهم وملبسهم.. وبين اقوام في الطرف البعيد من شرق الارض وغربها جنوبها وشمالها تلظت اجسادهم بالحديد والنار وأُكرهوا على تجرع الصِبر والقهـر, واصناف العذاب, لايحملون الا مفتاح الاسلام, ولا يجيدون الا ابتسامة تخرج من القلب حين يسمعون اسم المصطفي عليه السلام في تلك الافاق الموحشة.
كم نحن مساكين, ونتعامى عن لمع الشهب ونور الشموس, ونصدر انفسنا, سادت الدنيا والاخرة.. بين فينة واخرى.
انظروا لهم من كل فج عميق يأتون شعثا غبرا, يحملون رحالهم في افئدتهم وانفسهم بين خطوب المنايا, يباهي بهم رب العباد ملائكته.
لله في كونه ملوك يسيرون في الارض يرفعون اسمه, ويحملون شعلة محمد عليه الصلاة والسلام, لا حاجة لهم بأن يعرفهم الناس او تشكرهم الحكومات الطارئة, فسلعتهم خارج دائرة المساومة والاتجار.. ولا يجيدون الرهان على الزائل.
ديدات اخجلني بسيرته وصدق دعوته وجهاده, فكشف لي سوءة بياض الثياب ونعيم الشباب الذي نتقلب فيه حين نتفكه على عباد الرحمان الذين وفدوا لنا من اصقاع المعمورة..؟ ذلك العجوز ديدات لاهم له سوى, قوله تعالى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )* فلا حلية لتماثيل مايكل انجلو, ولاقدرة لصور المسيح المصلوب, التي حملها الكهنة والقساوسة لمئات السنين سوى ارجاع البصر لترى عظيم البهتان والفطور في لهوهم ولعبهم.
كم هي شاسعة جدا تلك المسافة ايه الحبيب بين طريق تخطه لاتباع محمد عليه السلام, وطـُرق نخطها لاغتصاب مجاهل هذه الدنيا الفانية.
كم نحن بحاجة الى من يكسر صلبان هذه الكبر الجاثم على عقولنا وقلوبنا فسلبت منا متعتنا بالحياة وعالمية هذا الدين وحق عباد الله الغائب عن افهامنا.
كم نحن بحاجة الى ديدات لمحوا تلك الصور "لألة الارض وأنبياء التأويل" وسماسرة النفاق. ربما نستطيع سماع من يدعونا من طرف قصى, ونجيب داعي انفسنا فنستفيق لنلحق بركب المتسابقين على السراط.
رحم الله الشيخ احمد ديدات رحمة الابرار.
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الداعية المسلم احمد ديدات هندي الجنسية 1918 ـ 2006, يعتبر من ااهم المعاصرين الذين دافعوا عن الاسلام وناظر المسيحين في معتقدهم.
* لانتالى على الله , نحسبة صاحب ايمان والله حسيبنا وحسيبه.
*سورة ال عمران الايه 64
ـــــــــــــــ بقلمي ــــــــــــــــــ
براااق الحـــازم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة براااق الحـــازم ; 06-10-2010 الساعة 01:46 AM.
|