بروتين الصويا مفيد للكلى المصابة والسكري
أظهرت دراسة حديثة أن تناول بروتين فول الصويا soybean أدى إلى تقليل خروج الألبومين albumin (بروتين الدم) في بول مرضى السكري، مقارنة ببروتين حيواني من نوع " كازيين casein" الموجود في الحليب الذي أدى تناوله إلى زيادة خروج كمية الألبومين في البول.
ما معنى زيادة أو نقص الألبومين في البول؟
عندما يمر الدم في الكلى لتنقيته، يخرج الماء والأملاح الزائدة والسموم التي طردها الكبد من الجسم، ولا يخرج الألبومين (بروتين الدم ويدعى الزلال) مع البول عند الإنسان السليم، فإن خرج دل على قصور كلوي. وعادة ما يصاب مريض السكري بخروج كميات خفيفة من الألبومين، ويزداد خروج الألبومين في البول كلما تقدمت الإصابة بداء السكري وإهمال الوقاية والعلاج.
في دراسة تبادلية crossover شملت 14 مصابا بداء السكري النوع الثاني مع وجود قصور كلوي، ووجود بروتين في البول.. استمرت الدراسة 7 أشهر. وتم إعطاء بروتين الصويا مرة وبروتين كازيين مرة أخرى مع فترة غسيل وراحة بينهما، ثم تبديل البروتين، ثم قورن الألبومان في البول مع كل حالة. وكانت النتيجة أن مستوى الالبومين في البول قد نقص بنسبة 9.5%, في حالة تناول بروتين الصويا إلا أنه زاد بنسبة 11.5% في حالة تناول بروتين كازيين.
اقترح الباحثون أن المركبات الشبيهة بالهرمونات ومركبات ايسوفلافين isoflavine لها دور في تحسين مستويات دهون الدم. أما الاقتراح الآخر فكان يعزي النتائج الإيجابية إلى زيادة مستوى الحامض الأميني " الأرجنين arginine" الذي يعتبر مصدراً لأكسيد النيتروجين الذي يُوسّع الأوعية الدموية، الأمر الذي يحسن الدورة الدموية في الكلى.
الفائدة من الدراسة
تبين هذه الدراسة مدى سهولة تحسين الحالة الصحية والمرضية بتغيير الغذاء وتنوعه، وكَمْ هِيَ مُهمةٌ النصائحُ الصحية، وكيف تُحسّن نوعية الحياة. وهنا يمكننا ملاحظة نتائج تأثير بروتين الصويا الصحية مقارنة بالبروتين الحيواني الكازيين على صحة الكلى وحمايتها من مضاعفات داء السكري.
إن تناول بروتين الصويا يحسن من تعامل الكلى مع الألبومين، ويقلل من خروجه مع البول، إلى جانب تحسين مكونات الدم الدهنية بما فيها الكولسترول.
لذا ينصح بالتخفيف من البروتين الحيواني، وزيادة تناول البروتين النباتي مثل بروتين فول الصويا للوقاية من أمراض الكلى، سواء في حالة وجود داء السكري أم لا.
ولمرضى السكري كلمة
إن الاعتدال، مع الالتزام به، يعطي أفضل النتائج، وداء السكري ليس مرضاً يصعب التغلب عليه، أو الانفلات من مضاعفاته، بل يمكن الوقاية منه، ومن مضاعفاته، إذا أخذت النصائح التي تقدمها الأوساط الصحية على محمل الجد والتنفيذ.
إن الوقاية من داء السكري تحققها الإرادة.. وتجنب مضاعفاته تحققها الإرادة. والعيش معه بأقل الخسائر تضمنها الإرادة، وفوق ذلك كله إرادة الله عز وجل.
إن هذا لا يعني العيش مع الحرمان، بل هي الوسطية، وليس المطلوب من مريض السكري أن يحرم نفسه من أطايب الطعام والشراب أبدا. بل المطلوب أن يقلل الكمية، وأن يبادل بين ما يشتهيه من الثمار الحلوة مثل التين والعنب والتمر والمانجو، أما الحلويات الشرقية والغربية فهي ضارة للجسم السليم والمريض على السواء. ولا بأس من تناول كمية بسيطة منها على حساب طعام آخر.
والنصيحة الشاملة لمريض السكري هي المحافظة على دوائه وغذائه ونشاطه البدني ونشاطه النفسي، فإن فعل ذلك عاش سعيدا فرحا، كما لو لم يصبه مرض بإذن الله ورعايته.....
منقول