.
.
على مسطح هذه الشاشة اللامع.. أكتب لأمحي ,, تستوى على لساني كلمات
لا تصل إلى لوحة المفاتيح إلا وهي مكدسة متشابكة معدومة الصلاحية.
فرطتُ في كل المحاولات التي أتحتها لنفسي علّـي اسرق عقلي من هذا الدخيل أو الخليل.
رجفات يدي التي استولي عليها مربع الword...لم يسعفها سيف لساني.
ورقة تتقن مغازلة العيون و كلنها لا تشتهي شي سوى الحيرة والعبث.
تزدحم مشاعري بين ولاءات اللحظة.!
صبيحة الهجرة...كل شيء متهالك وينتظر الاضمحلال...ليست الوجوه سوى...
علامات استدل بها على مكانٍ اعرفه, وما ألأنفس سوى أنقاض من التساؤلات المشلولة.
اخترت الكثير من الألوان التي تعرف كيف تغري الطريق..لكنها منغصة قد تحرق أسمائنا الجديدة.
يتماها في دخانها كل الأغاني التي أحاول تناسيها ...تكبيرات الشجب اختزلت كل معاني الحياة والرغبة في الإنتقام والسعادة في وقت واحد .. كلمات الاستغفار والذكر.. وثرثرةٌ في أجواء المكان التائه في أزياء الناقمين الناعمة وغزلهم السافر. فقط....نسير لحساب أشخاص آخرين وتـزخر أبصارنا بترقب المنتظر المخيف بين كل لمحة وأخرى.
نسينا ضحكا ً كان يخرج من قلوبنا واكتفينا بتجميل التحيات الرتيبة ببياض أسناننا.
قِصة ٌالشـِعر أو قصة الشعر.. ظل الانتظار .. عطر السواد.. كم بنت من لهب وكم نـُخرت من قصيدة وليدة...يال عبقريتها.؟
لك الله ياعتال القرى ومفرق الشياطين بهيبته .. كم أنت ظالم لنفسك, وجاحدٌ حق الراحة التي جُـعلت سربالً في أفواه الجاحدين...هكذا انتم تـُلعنون أحياء وأموات .. لكنكم أوتاد ذاويه في تخوم الضمائر...سلامٌ عليكم .
يوم ككل يوم يـُنزع من تقويم الميلاد, حمالنا له قوت عام جديد من بز المهرجين وابتزازهم .. تضحية وجحود .. المفروض والمحفوظ.. " أنا " الباطل البغيض و" نحن " الحق الضائع.
بين أكوام البشر أخذت منديلي امسح قطرات عرق بين أصابعي ..المرتبكة ..أعيده لأشم ماعلق من رائحة العـَودة أو الـُعوده التي احملها في جيب ثوبي الناصع استرق النظر إلى المنديل لم يحدث شي لم لا أرى الصداع...ولا ماعلق بصدري من غبار راسي.
عبثا.. رغم حدة ما املك.
أحاول أن اجبر أصابعي على طرح ماضي أحمالها, بانتظار مهاجر الجنوب الساري.
ورحم الله الطيب صالح .. أو صالح الطيب.*
ــــــــــــــــــــــ بقـلمي ـــــــــــــــــــــــ
براااق الحـــازم
...
.
* ليست هذه القراءة علاقة برواية الطيب صالح "موسم الهجرة الى الشمال" وان همت بها.
* "عبقري الرواية العربية" الطيب صالح - - أديب عربي من السودان (1929- 2009م) كاتب رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" واحدة من أفضل مائة رواية في العالم. وقد حصلت على العديد من الجوائز. وقد نشرت لأول مرة في اواخر الستينات من القرن العشرين في بيروت وتم تتويجه ك"عبقري الأدب العربي". في عام 2001 تم الاعتراف بكتابه من قبل الأكاديمية العربية في دمشق على أنه صاحب "الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين.