[لاتحزن2]

حج الحجاج فنزل ببعض المياه بين مكة والمدينة،وقال لرسوله:اذهب وتحر من يأكل معي.فإذا براع بين شملتين نائم،فوكزه الرسول، وقال له: قم فالأمير يطلبك،ولما مثل بين يدي الحجاج قال له:اغسل يدك وتغد معي يا أعرابي.
فقال الأعرابي:دعاني من هو خير منك فأجبته.
فقال الحجاج وهو غاضب:ومن يكون ذلك الذي تعنيه بالأفضلية؟
فقال الأعرابي:الله تعالى دعاني إلى الصيام.فأجبت الدعوة.
فقال الحجاج:وفي هذا الحر الشديد؟
فقال الأعرابي:نعم صمت ليوم أشد حراً منه.
فقال الحجاج:أفطر وصم غداً.
فقال الأعرابي:وهل تضمن لي البقاء إلى غدٍ.
فقال الحجاج:ليس ذلك في قدرتي.
فقال الأعرابي:كيف تسألني عاجلاً بآجل لاتقدر عليه؟
قال الحجاج:ذلك لأني دعوتك إلى طعام جيد.
فقال الأعرابي:والله لم تجده أنت،ولكن تجوده العفية.