حدثني صاحبي قائلا:
كنت في طريقي إلى أبها قادما من مكة المكرمة وأدركني وقت صلاة الفجر في الباحة فسلكت طريقا أوصلني إلى مسجد هداني إليه صوت الإمام أثناء أداء الصلاة وعندما تهيأت لإيقاف سيارتي فوجئت بأن هناك مجموعة تقف في صف ليس طويلا أمام إحدى المحلات فخيل إلى أن أمرا ما يحدث فأمعنت النظر في لوحة المحل فتبين لي بأنها تشير إلى فوال والأعجب من هذا أن كل واحد من أفراد هذه المجموعة يقف ممسكا بحاوية معدنية (حله) فهمت فيما بعد أنها مخصصة للفول وأدركت حينئذ السبب الحقيقي الذي يقف خلف تعليق افتتاح مطعم كودو لمدة ثلاث سنوات.
وحدثني آخر قائلا:
كنت أسكن الباحة لوقت طويل وتابعت نشأة العديد من المشاريع وأذكر أنني كنت سعيدا بإنشاء وافتتاح فندق الباحة فرانتيل بأسلوب إنشاءه المبتكر وموقعه الرائع
أتذكر كم كان مذاق القهوة رائعا هناك خصوصا عندما يلهو بك الضباب فيظهر لك الباحة حينا ويحجبها آخر
الغريب أن الفندق بيع على وزارة المالية وأصبح منذ ذلك الحين مجرد ذكرى رائعة تتحول إلى ألم في الذاكرة
وحدثني ثالث قائلا:
منذ عام 1402هـ تقدم أهالي الوادي الذي نسكنه بطلب لوزارة المواصلات آنذاك لإيصال الطريق المعبد للقرى المنتشرة في الوادي وعددها يربو على عشرين قرية واستغرق الطلب سنوات ولم يتحقق لدرجة أن أهالي هذه القرى أسسوا صندوقا للصرف على مراجعات مجموعة من الشباب كانوا يترددون على الوزارة لمتابعة المعاملة وفي نهاية الأمر أضطر الأهالي إلى الصرف من هذا الصندوق لفتح طريق ترابي يصل هذه القرى بالطريق المعبد الذي يربط الباحة بإحدى أتعس محافظاتها كمرحلة أولى ونجحوا في فتح الطريق وترك تعبيد الطريق للوزارة إلا أن الطريق المعبد لم يصل حتى اللحظة
***
رددت عليهم جميعا بقولي
غدا تشرق الشمس