اولا : اشكرك على طرح هذا الموضوع الذي من عام 2006 ونحن لا زلنا نخوض فيه .!
ثانيا : اشكر الاخ Sparrow على مشاركته المنطقية والواعية كثر الله من امثاله ، مشاركته تلامس الواقع كثيرا وماحدّ النساء إلى ذلك إلا تقصير الرجال لواجباتهم تجاه محارمهم ، بعض الرجال تطلبه أمه أو أخته أو زوجته الذهاب بها إلى المستشفى فيعتذر بأن العمل لا يرخص له ذلك إن كان صباحا وأنه مرهق إن كان مساءً ، مع أن لو جائه اتصال من أحد اصحابه ليقابله بإستراحة والا بيسهر معاه نقز له طيراان !!
بالنسبة للآية اخي فخذ هذا الاقتباس :
أخي الفاضل /
لو أننا فسرنا الآية بتزمّت فهذا يعني أن المرأة ممنوع خروجها من البيت نهائياً إلا للقبر وهذا غير منطقي ، فالصحابيات رضي الله عنهن كن يخرجن للسقاية ويشاركن في الحروب لمزاولة أعمالهن الخيرية لتضميد الجرحى وكن يركبن الدابة ويركبن حتى البحر لخوض الحروب كما فعلت الصحابية الجليلة "ام حرام بنت ملحان" الملقبة بـ (راكبة البحر) إذ كانت احدى محارم الرسول وعلم برغبتها بركوب البحر والمشاركة في معركة بالشام ولم يستنكر عليها ذلك ولم يحرم خروجها مع العلم بأنها خرجت مع زوجها وكذلك الصحابية أم عمارة نسيبة بنت كعب الأنصارية خرجت لعدة معارك في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حاربت وضمّدت وحتى بعد وفاة الرسول شاركت في حرب المرتدين ، وهذا مثال يدللنا على أن خروج المرأة لمشاركة المجتمع بما لديها من دراية بأي مجال حلال مباح مالم تكن متبرجة ظاهرة لزينتها متعطرة متبخترة في مشيتها ..
وإلا لما رأينا المعلمات والطبيبات والإداريات والممرضات ... الخ ، هذا بالنسبة لخروج المرأة من بيتها طالما هي بعيدة عن طباع الجاهلية الأولى من حيث التبرج .!
أما عن قياس الدابة بالسيارة فلا وجه مقارنة إذ السيارة أكثر أمانا بما وصلت إليه تقنيتها حديثا وكذلك بإستطاعتها تظليل سيارتها بما يشابه "الهودج" في عهد الصحابيات ، وأن تقدودها بكرامتها وعزتها خيراً لها من أن يقودها سائق اجنبي لا نعلم خلقة ولا دينه .. إذاً المسألة مباحة في الدين ولكن الخوض لازال في أمرين : أولها الأمن ومايترتب على ذلك من أمور قد تسيء لها من الرعاع الذين يعيشون في مجتمعنا ونظرتهم القاصرة حول قيادة المرأة ، وثانيها : العادات والتقاليد السعودية والتي تطغى على الدين أحياناً فالبعض يرى كلمة "عيب" أشد وقعاً على النفس من كلمة "حرام" وكل هذا بسبب القوانين التي وضعها البشر ولم ينزل الله بها من سلطان ..
من رأيي .. متى ماقنن هذا الحق الأنثوي وجعل له شروطاً تحفظ لها كرامتها بعيداً عن الهمجية فهي بأمان بإذن الله وبدون ادنى مشاكل يتخيلها المجتمع ، ولا يخفى على الجميع بأن مجتمعنا دائما هلوع يسبق الاحداث ويتخيل السلبيات قبل الإجابيات ثم تأتي طائفة من الناس التنويريين يطبقون أمراً يعيبه المجتمع ويصبح لهذه الطائفة الصدر الأول ويبقى أسمها خالداً في التاريخ كأول من يطبق شيء يرونه الناس خارق للعادة ، ولولا وجود مثل هذه الطوائف لكان التلفاز والراديو والستلايت وكل ماهو وسيلة ذات حدين لا تزال ممنوعه في مجتمعنا وكل من يدخلها بيته أو يتعامل معها فهو خارج عن العرف والعادة إن لم يكن خارجاً عن الدين ، لذلك نحن بإنتظار تطبيق هذا القرار مع تقنينه بعناية .!
ملاحظه حول هذا الاقتباس :
كل هذه مشاكل ومشكلة الخلوة مع السائق الاجنبي ايضاً تحسب بجانبها إن لم تكن أعلاها ..
لذلك أنا اتسائل .. منذو متى ومجتمعنا ينظم حلول مشاكلنا على حسب الأولوية ؟!
وشكرا