ولكنهما لم يفعلا ذلك ليقوم به سواهما في أرذل عمر ابنهما
فيُحكى أن أحد الفتيان ترعرع في بيئةِ الإسلام وكسائر أقرانه
هو على الفطرة وأبواه يبذلان الجهد من أجل تعزيز ذلك
ويحرصان ألّا يحيد إلى غير ذلك الطريق
وقد ظنّا أنهما وُفِقا في مسعاهما إلى أن اشتد عوده
وبلغ سن الرشد وأخذ العمر يتقدم به إلا أنه وخلال كل هذه السنين
كان قد توقف نمو عقله عندَ سِنٍ مُبكّر ولكن ذلك الأمر
لم يكن جليّاً لكلِ من هم حوله لاسيّما أنه لم يكُن يعاني
من عيبٍ خلقي أو اختلالٍ حركي الأمر الذي يوحي لأول وهلةٍ
تراه فيها بأنه ذو شخصيةٍ متّزنة وعقلٍ راجح
وقد عزّز ذلك الطمأنينة ولو بشكلٍ نسبي بأنه قادرٌ على أقل تقدير
أن يُميّز بين الحق والباطل ولكن هناك من تنبّهَ لِتَخَلُّف نمو عقلهِ
مقارنةً بنمو جسمه وهم مابين متوجّسٍ منه ومتربّص بهِ
حتى وقع المحظور
فما لبث أن عصفت بهِ ريحٌ خبيثةٌ
أوصلتهُ إلى عتبات الاختلال العقدي والانحراف الفطري
ليتشربها عقله الغض الذي استمرأ التلقّي دون تمحيص
ويموجُ بها فكره القاصر عن تمييز الأمور وإدراك الشرور
.
أحسنَ اللهُ عزاءَ أهلهِ فيه