[براااق الحـــازم]

.




















.







اقترب مني في احد زوايا الحرم المكي باسما, يتقاسم معي ما تيسر من تمرات نـُثرت امام الصائمين, ويحتسي معي شي من القهوة وماء زمزم..

بعد صلاة المغرب, كان لي معه حديث مؤجع, خرج من صدر مثقل بالعذاب ونظرات غارقة في لا مكان, يبوح كلامه بنشيد الشجن والغربة, ولوعه الحرمان.

لي عشرين يوم وانا في الحرم...جئت معتمر ـ اصوم انام واكل واشرب هنا...

والله اني اسعد شخص في هالكون...

لم اعرف الراحة وطعم النوم والامن الا هنا, (ياباه انتو في خير...
راح كل شـِي الوطن, البيت, الاهل, الامن, المستقبل, ماكو شي ماكو شي.
لازم تمسخ هويتك.. تغير عقيدتك.. وتبيع شرفك عشان تعيش لو تنـسحل بالقاع...
خوف ييابه خوف من كل إشي من كل إشي )

يتحدث صاحبي.. وانا عقلي شاردٌ في مشاريعنا الكرتونية وبنيتنا التحيته المهترئة ومسئولينا الفسدة وميزانيتنا المبهمة واعلامنا المنافق, وناس فوق وناس تحت وناس عندها وناس ما عندها...طاشت كلها في ميزن كلماتك يا عم (صابر) كلها في ميزان الحياة والامان لا قيمة لها, وان حملت من التبعات ما حملت ( وان جلد ظهرك واخذ مالك ).

لكن ياعم صابر... يقاطعني ( ..... لاتكونوا بطرانيين ييابه, خذ المقسوم وامشي, تنام في بيتك ماشيل هم)

نعم خير الدنيا والاخرة الامــان ـ كنزٌ لانحسن عده وأن فقد رده ـ الامان في القلب والمال والاهل والولد والمدخل والمخرج ـ ( من بات وهو آمن في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه وليلته، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) صدق عليه الصلاة والسلام.

عرفت من عم صابر ـ ان العراق يعرك عرك الاديم ويسحل شعبه سنة وشيعة فوق صفيح ساخن, مساكينه ينتظرون قيامة القيامة اكثر من انتظار قيامة "المخلص"

زهدوا في الحياة وابتاعوا ما ملكوا فقط للفرار والبحث عن ساعة نوم هانئة.

لا يتوهم بليد اننا نكرهك يا وطن...او نراهن على عذابك وهز اركانك.

فنحن وقود نارك لا سمح الله التي لن تبقي ولا تذر.

لكنه الحب الذي يجعلنا نستجلب السخط على الحقير الذي يطعن في خاصرتك, ويقتطع من نورك وهوائك ويفجع اهلك ويعبث بأمنهم وامانهم..( متسربلين كانوا باسم الدين والارهاب ـ أو مسئوولين ولصوص فاسدين عاثوا في الارض ظلما وقهرا, حتي ضج منهم العباد والجماد وافسدوا الهواء والماء وسرقوا خيرك ياوطن ـ هم العدو والله ... قاتلهم الله وفضحهم أنا يوفكون ..)

حفظك الله يا عم صابر.

وصدق الله العلى العظيم.
{ وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون } النحل.

مخــــــــــــــــــــــــــــرج.

..

.

ــــــــــــــــــــــــ

براااق الحـــازم