احذري السيئات الجارية الباقية لبعد الممات
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة أن رسول الله قال:
(( من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئـًا)).
أختي .. أحذري ..... من اقتراف السيئات الجارية عليك في حياتك ، وبعضاً من تلك السيئات جارية حتى بعد الممات فبادري بالفكاك منها قبل أن تأسرك عقوبتها .
فمن أمثلة السيئات الجارية على سبيل المثال :
• أبراج الحظ و ما تجر إليه .. فالقارئ لهذه الأبراج كالمستمع للكاهن فجزاؤه أنه لا تقبل له صلاة أربعين يوماً والدليل (( من أتى عرافا فسأله عن شيء ، لم يقبل له صلاة أربعين ليلة )) صحيح [الألباني – شرح الطحاوية ]
-قال أهل العلم لا تقبل له صلاة أربعين يوماً أي لا ترفع مع كونها واجبة ولا تسقط عنه . والمصدق لما جاء في هذه الأبراج كمن صدق كاهناً أو ساحراً فهذا جزاؤه أنه كفر بما أنزل على محمد صلى اله عليه وسلم والدليل ((من أتى عرافا أو كاهنا ، فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد )) صحيح [الألباني – شرح الطحاوية ]
-ولا تقول واحدة أنني أقرأ الأبراج وأنا مكذبة لها فلا إثم علي .. لأنها من قرأتها فكأنما ذهبت للكاهن وأخذت تسمع ما يقوله فهذه لا تقبل لها صلاة أربعين يوماً هذا إن كانت مكذبة وأما إن كانت مصدقة فقد كفرت بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهذا كلام وتقرير من أهل العلم
• التوقيع وما فيه من صور خاصة النساء وصور مرفقة معها أغاني أو موسيقى ويكون ثابتاً يراه من أراد ذلك والآثام جارية بعدد الذين يتصفحون الموضوع .
• تنزيل صور النساء في موضوع معين أو كخلفية لقصيدة أو لغير ذلك .
• وضع ملف غنائي والغناء محرم بالكتاب والسنة ، ويُعصي الله ويجاهر بالمعصية ويدعى إليها ثم نجد من يشكره على ما قدم ولو يعلم ماذا قدم له ما شكره !
• كتابة موضوع عن أهل الفن والطرب ويتعرض لشيء من أخبارهم والاحتفاء بالفسقة مروجي الضلال والمعاصي .
• الكتابة عن الممثلين والممثلات أصحاب الاختلاط والكذب والتكشف و هدم القيم وإضلال الناس .
• إيراد النكت وهذا مما يشاع وينتشر وتعمر به مجالس ويسميه البعض (بالمزاح) وحقيقته كذب يقال لقصد إضحاك الناس وقد قال صلى الله عليه وسلم (( ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له )) ومن أراد المزاح فليفعل بلا كذب وبدون محاذير شرعية وأن يقلل منه ولا يستكثر ، بل يفعله على الصفة المشروعة وقد قال صلى الله عليه وسلم (( إني لأمزح ، و لا أقول إلا حقا )) صحيح الجامع 2494
• الدعوة إلى المعتقدات و الطوائف الباطلة ونشر ضلالهم وبدعهم وذم العلماء علماء الحق والهدى وولاة أمور المسلمين والدعاة إلى الله وأهل الاستقامة والطعن فيهم ومحبة إظهار عيوبهم وانتقاص قدرهم و تشكيك الناس بهم .
• نقل الأحاديث ونسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بدون تحري .. ولقد وجدت من الأحاديث المنكرة والضعيفة في ( مواضيع دعوية ) في الإنترنت . وكذلك لا بد من التثبت في نقل الآثار المروية عن السلف وكلام العلماء ، ونقل الأخبار الثابتة الصحة على كل حال .وهنا أقول لمن تريد نشر حديث الرجاء منها مراجعة موقع الدرر السنية الموسوعة الحديثية فهو مختص بتحقيق في كل حديث بالبحث عن أية كلمة من كلمات الحديث ويطيك النتيجة فورا
أثر تلك المشاركات على صاحبها :
إن كل من يسمع أو يرى المنكر أو يوزعه وينشره في المنتديات وغيرها فإنه يكتب على صاحب ذلك الموضوع آثامهم كاملة ..
وقد ينتشر موضوعك بين الأعضاء.. ويتناقلها الأخرون في المنتديات ، فتأخذ هذه المشاركة زمناً طويلاً وهي تتنقل من بين منتدى إلى آخر ، ومن بريد إلى آخر وهكذا ، ويجري إثمها عليك وأنت في بيتك وفي عملك وكذلك و أنت نائمة . ..
وقد يرسل موضوعك عبر مجموعات بريدية ذات الأعداد الهائلة ... ومتى يكتب لهذه المشاركة التوقف عبر هذه الشبكة العنكبوتية الله أعلم .
فهل تستطيعي عد أعداد المطلعين على مشاركتك ؟ وهل تستطيعي أن تتحملي آثامهم جميعاً ..
قال الله تعالى في كتابه العزيز : {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس : 12]
وهل تعلمي أن الذنوب تورث التثاقل عن العبادة وكراهيتها وحب المعصية وإدمانها ونسيان الآخرة ، لأن المعاصي تجر إلى معاصي بعكس الطاعات ..
وهل تعلمي أن سيئة واحدة يوم القيامة قد ترجح بالميزان ويدخل صاحبها النار والعياذ بالله . فما بالي أراك من الذنوب تستكثرين .
ثم كم من الساعات والأوقات صرفوها أولائك في موضوعك الداعي للمحرم ، وهل تعلمي أن المرء يوم القيامة سيحاسب على عمره فيما أفناه ، فما بالي أراك تفني عمرك وأعمار فوق عمرك من الذين تشاركينهم آثامهم .
إذا لم تستطيعي على فعل الخيرات وإرشاد الناس إليه فلا تظلمي نفسك وتتمادي على غيرك ... ثم كيف تتجرأي على إعلانها وحث الناس عليها ولا ترين بذلك بأساً ؟!
قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الجواب الكافي 1/37 ((حتى يفتخر أحدهم بالمعصية ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها فيقول يا فلان عملت كذا وكذا وهذا الضرب من الناس لا يعافون وتسد عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم أبوابها في الغالب كما قال النبي " كل أمتي معافى إلا المجاهرين " )) .
وقفة للمتأمل :
قال تعالى في الحديث القدسي (( يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )) رواه مسلم 2577
وقفة قبل الندم :
هل تحدثين نفسك بعد ذلك بسلوك نفس الطريق وأنت تعلمين ما منتهاه وما ذا سيجر عليك من وبال لا يعلم مدى ذلك إلا الله .. أم أنك سوف تستغفرين الله وتقلعي وتعلنيها توبة خالصة صادقة إلى الله ..
أسأل الله لكِ الثبات على الإيمان والتوفيق
ولا تنغري بكثرة المخالفات لأنك ستنزلين قبرك لوحدكِ ولن يدافع عنك إلا عملك الصالح
منقول
|