[ابراهيم السعدي]

الجزء الثاني من الرحلة :

بعد صلاة العشاء تم الاستعداد لحضور زواج لصديق لبعض الشباب الذين سوف يذهبون معنا الى فرسان
حيث تم تأجيل رحلتنا هذا اليوم الى فرسان لحضور الزواج

حضرنا الى قاعة الفرح في حوالي الساعة التاسعة مساء والحقيقة أن جيزان من المدن المهضومة إعلامياً والإ فيها من الحضارة والتقدم الشيء الكثير ، وتحتاج الى مزيداً من المشاريع والتحسينات ، فقاعة الفرح التي كان فيها الزواج من أجمل القاعات التي رأيتها وتعرفت هناك على عدد كبير من المسئولين في عدد من المدن ، تناولنا العشاء وكان عشاء لذيذا قلما تجد مثل طعمه في مناسبة كبيرة مثل هذه ، ومما يلفت النظر أن الشطه في جيزان لها حضور رسمي على السفرة ، فقد رأيت في الزواج عدد من قوارير الشطه على كل سفرة .




وعندما أردنا المغادرة طلبت من أحد الشباب أخذ صورة للعريس
حيث أعجبت جداً بحركة الفل المرصع بالجوري ،
وهذه عاده عند أهل جيزان أن يلبس العريس عقد كبير من الفل

وهذه صورة الفل والعريس سألاً الله أن يبارك له ويبارك عليه




رجعنا الى البيت بعد منتصف الليل ، استيقظنا لصلاة الفجر وتناولنا الفطور قبل شروق الشمس ،
والفطور عندهم يسمونه فصوخ ، ( فإذا قال لك جيزاني هيا نفصخ تراه يعني تعال نفطر )



هل تريدون معرفة ماذا أفطرنا ؟


أبشروا : أفطرنا لقيمات نعم لقيمات ( زلابية بالجيزاني ) وأكله أخرى شكلها قريب من اللقيمات اسمها مطبق ، مع الحليب ،ولا كنت أتوقع أن أحداً سوف يشتري لقيمات مع الصبح حتى شاهدت السراء الطويل لشراء اللقيمات .
بعد ذلك أخذنا راحه الى صلاة الظهر وبعد الصلاة تم التجمع وفي حدود الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر اتجهنا الى الميناء استعداداً لركوب العبارة



ركبنا العبارة " بِسْمِ اللَّه مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُور رَحِيم " وأركبنا سيارتنا معنا حيث أن العبارة كبيرة جداً فهناك مقاعد خاصة للنساء ومقاعد للرجال ودورة مياة أكرمكم الله ومصلى صغير وبوفيه (كفتريا ) والدور السفلي للسيارات والبضائع فبعض السيارات محملة بمواد البناء من بلك واسمنت وحديد ومواد غذائية ، وهذه العبارة وعبارة أخرى هدية من خادم الحرمين الشريفين - أطال الله في عمره على طاعة وحسن عمل – هدية لأهل فرسان وهي مجانية فلا يؤخذ من الركاب إي مبلغ .

وهذه صور من داخل العبارة




وهذه صور للأستاذ / أبو عزه وهو يحد النظر
وتتوقعون ينطر الى أي شيء ؟




ما يحتاج الى محلل نفسي ولا بيطري!




الرجال ينظر الى البوفيه هل فيها سنكرس والإ لا !






صلينا العصر في العبارة وأخذنا نتجاذب أطراف الحديث ونتذكر ما مرنا بنا في الرحلة السابقة الله لايعيدها . حيث أن هذه هي الزيارة الثانية لفرسان ففي الرحلة الأولى كنت مرتب مع الشباب أن أصل اليهم بعد صلاة الظهر حتى نلحق العبارة قبل أن تغادر الإ أن اقلاع الطائرة تأخر من الرياض ، ووصلت بعد العصر وقد غادرت العباره فسبقنا بعض الشباب بالسيارة الى فرسان وبقيت أنا وثلاثة معي فقالوا لايوجد رحلة بالعبارة الإ غداً فما رأيك نطلع قارب واسم القارب عند أهل جيزان ( فلوكه ) قلت لا مانع عندي وإن كان اسم الفلوكه يخرع ، صلينا المغرب على الشاطي واتجهنا الى حرس الحدود حيث تأكدوا من إثباتتنا وركبنا الفلوكه ، الفلوكه مركب عليها غرفة من الحديد سقفها نازل جداً والغرفة مقسومة من الداخل بباب حيث النساء يركبنا في الداخل ، انطلقت الفلوكة على بركة الله وركبت بجوار الباب لكي استمتع بالمناظر الجميلة ولكن يافرحة ما تمت . وجهتنا أمواج عاتية ( حلوة عاتية ) وقليلة بعد ، أخذ رأسي في الضرب في سقف الفلوكة ، قال : بعض الركاب شوية نبتعد عن الميناء ويخف الموج وتهداء ، حاولت أصبر والتصبر حتى لا أحد يضحك علي ولكن للصبر حدود فقد بلغ بي التعب مبلغه ، فيد ماسك بها المقعد والآخرى ماسك بها في السقف ، ومع ذلك مايفيد فضربة فوق وضربة تحت وكذا ، قلت ياجماعة نسيت ما كتبت وصيتي وأنا أحس بأن هذه الليلة آخر ليلة في حياتي ، أخذ الجميع في الضحك وفي الصياح ، والحقيقة أن معنا ركاب غيرنا فمن ضمن الركاب امرأة معها طفل رضيع ، ومعنا أطفال في سن الابتدائي ، ولكن ماشاء الله عليهم لا تسمع لهم صياح مثل صياحي وصياح الثلاثة الذين معي ! ، بعد نصف ساعة تقريباً عرض علي أحد الركاب في تغيير مكاني ، قال : تعال مكاني فهو أهدى من مكانك وفعلاً غيرت المكان ولكن المطبات لازالت تتوالى ، ومما زاد من خوفنا وادخل الرعب الى قلوبنا قول أحد الركاب : يقول أن الفلوكة قد يتوقف ماطورها في إي لحظة وحينها ننتظر ساعات حتى يتم اسعافنا ، وصلنا فرسان بعد ساعه ونصف تقريباً ، وقد بلغ بنا الكرب مبلغه ، تعب وصياح وخوف ،حمدت الله على السلامة وشعرت أن الله أمدني بعمر جديد .

نعود لرحلتنا الثانية :
العبارة مريحة جداً ، ويشعر الراكب فيها بالراحة والأمان ، وصلنا فرسان بعد ساعة تقريباً ركبنا سيارتنا واتجهنا الى الشقة ، حيث كنا منسقين مع شخص من فرسان صاحب فلوكة تعرفنا عليه في رحلتنا السابقة ، يستأجر لنا شقة ويجهز لنا كل ما نحتاجه في فرسان ، ويتجول بنا على مركبه في الجزر الآخرى


وهذه صورة للشقة من الخارج




تغدينا أول ما وصلنا الشقه حيث أحضرنا غداءنا معنا من جيزان وبعد الغداء أخذنا جوله على الأقدام ، وجزيرة فرسان هي الأم لعدد من الجزر المحيطة بها ، جزيرة متواضعة فيها مدارس ، ومستشفى ، وقسم شرطة ، وفيها فندق كبير وعدد من الشقق المفروشة ، شوارعها معبدة ومرصوفة وفيها بعض المناظر الجماليه ، فيها مطاعم ومخابز وبقالات ولكن الأسعار غاليه ، كما يوجد فيها كم صراف آلي .
صلينا المغرب في مسجد لايبعد عن الشقة كثيراً ثم أخنا جولة على سوق السمك ، سوق صغير لكن فيه أنواع كثرة من الأسماك ، وأسعارهم لابأس بها ، وأجمل ما رأيت في السوق أخلاق الباعة حيث جميع الباعة هم من أهل فرسان ، طيبة وسماحة وبساطة على الفطرة ماشاء الله عليهم ، وقد شاهدت أربعة من كبار السن يلعبون الظومنة ، سولفت معهم فسوالفهم وضحكاتهم تشرح الخاطر .
تمشينا في السوق حتى صلاة العشاء وبعد الصلاة رجعنا الشقة ، ووجدنا شاب من أهل فرسان في انتظارنا حيث أنه كان زميل لواحد من شبابنا في مستشفى فرسان العام يعملون في التمريض وحلف علينا بالعشاء وحاولنا أن نعتذر منه لكنه أصر فقلت للشباب لا يرد الكريم الإ اللئيم الله يقويك جهز عشاءك ولكن شرطنا بدون تكلف وأقترح أحد الشباب أن يكون العشاء سمك ووافق الجميع على ذلك .
سبقنا نحن المضيف الى الشاطي حيث الهدوء والجو العليل حضر المضيف وقد أحضر لنا عشاء لازلت أتلذذ بطعمه الى الآن وخاصة صينية سمك بالفرن لم أذق في حياتي أجمل من ذلك .
بعد العشاء لم نتأخر كثيرا ،حيث عدنا الى الشقة لكي ننام مبكرين لنستعد لرحلة الغد .
استيقظنا لصلاة الفجر وبعد الصلاة أحضرنا من السوق ما نحتاجه للفطور واتجهنا الى مكان الزوارق ( الفلوكة ) لكي نبحر الى جزيرة أخرى









أكمل لكم بمشيئة الله باقي التفاصيل في الرد القادم

أستودعكم الله