عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-2010, 02:45 AM   #11
براااق الحـــازم
 
الصورة الرمزية براااق الحـــازم
 







 
براااق الحـــازم is on a distinguished road
افتراضي رد: الأمـــــاكـــــــــن....

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فيصل k.a.z.   مشاهدة المشاركة

  

الأمــــاكــــــن...




ذات يوم شديد الضوضاء... كثير الحديث الهزلي... مكثت مستوحدا بذاتي!! لكن بداخل وجداني... لم أستطع تحمل الضوضاء فآويت إلى رُكنٍ هادئ... فكأنما وجدت الماء بعد الظمأ... اطمأننت في ذلك المكان ...


فمكثت أفكر وأحلق بخيالي مُسترجعا ذكرياتي... أتذكر الطفولة البريئة... أتذكر الحنان والدفء ...أتذكر كيف كُنت ألهو طفلاً.. وشيئا فشيئا مُراهقا... أتكهن بالمُستقبل البعيد... حيث الاستقرار والسعادة - بإذن الله - إن الأماكن هي أفشل ما يستطيع الإنسان أن يسترجع بها ذكرياته ... كم مررنا بأماكن أحسسنا فيها بأحاسيس متضاربة ... مُتأججة... رائعة ...حزينة... مُؤلمة...فلنتذكر معا تلك الأماكن بحـلوها ومُرّها...

*مكان الطفولة *


للتو أرى الشعاع ... يا إلهي ما هذا الدفء!! أسمع صوتا ... حنون... دافئ...هادئ...ما أجمله ... ليته لا ينقطع.
أصبحت أمشي... كم جميل هو التنقل بين الأماكن ...
أصبحت أتكلم ... يالله وأخيرا أصبحت الكلام ... متى أجوع ... متى أحتاج شيئا .. كم هي نعمة عظيمة ... ما أجمل هذا المكان....


*مكان المُراهقة *



وأخيرا أصبحت رجُلا يُعتمد عليه ... الشعور بالمسؤولية أصبح كالهواء في حياتي ... التفكير في المستقبل يقتلني ... ليتني أعرف المستقبل...

*مكان الرجولة *


ها قد وصلت إلى ذروة حياتي ... الإستقرار... السعادة ...أصبحت كالماء تجري في يَدي... ليتني أبقى هكذا للأبد ...


*مكان الشيخوخة *




تجعد وجهي ... ابيضّ شعر رأسي... انحنى كاهلي... أصبحت لا أفكر سوى بالذكريات الجميلة ...كم هو مسكين ذلك الإنسان ... ليتني في الحياة "لم أعِش"!!!


*النهاية *


مكان مُظلم ... ضيق ... لحاف أبيض حولي... لا أملك سوى عملي... ربّ يسر ولا تُعسّر...





أخوكم المحب: أبو فيصل العدواني



.



(يا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ )الحج

رحلة تتحرك فيها مرغما, تسير وأن تحجرت عظامك.

عالمها انت كونها فضائك قيامتها بين ميلادك وموتك.

محطاتها اماكن تستكن بها من فتك الضواري التي تحاذيك في الطريق.

تختفي الاماكن خلف ستار الزمن.

تتوارى الذاكرة والماضي في البعيد كالجبال المهاجرة. نفقد وهج الكلمات والنظرات واللحظات والرغبات كسكون الغروب وذهاب الافق.

تتغير معالم الاجساد ومحاسن الخلق ومطالع الجمال كحال الغيوم التي في السماء.

رفوف العقول التي حوت معارف العلوم اختلت اماكنها وبدأت بالتساقط والتلف والنسيان.

تلك الحاجات الجامحة والشباب النابض حل مكانه الخمول الترقب وارق الانتظار.

كلها اماكن طالها البناء فإكتملت بها نشوة الخلود ثم تنبه الجسد لضعف الحال واشتغل بالبحث عن المحال, فهزم في كل مكان حلت به حمى السنين.

اجساد باليه تدفعنا للفناء ونستصرخ لها البقاء.

دون جدوى...

الزمان...البعد الرابع.

السر العظيم.

هناك حيث لامكان يحويه فهم ... ولا علم يدركه عقل.

زمان المكان ..!

الذي حوى كل الاماكن, يعبرها ويشكلها يهدمها ويبنيها بسرعة تفوق سرعة الضوء.

( انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا )

اخي الكريم ابو فيصل.

مررت بمكان متصفحك فوجدتك حاضر القلب والقلم.

ملهمتٌ روحك الشفافة بنوادر الدرر.

اللهم ارزقنا أعظم مكان واجل زمان تحت عرشك ياملك الزمان.

فردوسك الاعظم.

ابو فيصل العدواني
لاجف لك مداد



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي
براااق الحـــازم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس