2 / ذو الحجة 1431 هـ العاشرة والنصف مساء ً
بعد أن علـم بأن الكتابة من أرفع البضائع وأشرف الصنائع وبعد أن علم بأنها أسلوب من
أساليب تفريغ العواطف والشحنات وتخفيف الضغوط النفسية ، قد تكون هي الحيلة التي
لامناص منها لتلجأ إليها وتبث ما في داخلك
غير أن الكتابة أيضا لها أساليبها فقد تكون بالنسبة لأحدهم موهبة فتطرب حين تقرأ له
وتقرأ بنهم وشغف وقل من يجيد ذلك
والنصيحة لك عزيزي القارئ – إن كان هناك قارئ – بأن تكتب . اكتب ما تشاء وعما
تشاء حتى لو علمت أنه لن يقرأ لك إلا عيناك التي تابعت خلق الأحرف وولادة السطور
على سطوح الورق فمن يعلم متى تنفخ الروح فيما كتبت .. !
من سخرية القدر أنه إذا استلقى لنومه أو داخلته حالة استرخاء ، تواردت عليه الكلمات
لتعبر – وبالضبط – عما في داخله ، وما أن يتيقظ من حالته تلك حتى تعصف رياح
الحياة وتدور الرحى ويسمع جعجعة ولا يرى طحينا .. !
إذا أحسست بأنك تسير على أشواك الثواني وتخنقك الساعات وتغم عليك الأيام يوما ثم
الآخر ، فتيقن بأن الفراغ قد يقتلك فعلاً .
نظر إلى من حوله ، فاستجمعَ ذكريات الأيام الخوالي وما قد يجنيه من تلك البواقي
وكانت النتيجة هي لا شيء ، حينها أحس - ودائما ما يباغته هذا الشعور - بأنه صعد
أعلى درجات السلم ثم نظر إلى من تحته مرة أخرى فابتسم ابتسامة ساخرة منهم وباكية
على حاله . ولكنها كانت حائرة هل كان أفقه ضيقا لهذه الدرجة بينما اتسع أفق من حوله
أم العكس . ؟
كانت مقدمة
يتبع بإذن الله >>