كنت بحاجة أن اموت لأصنع حُزناً يقول لهويتي أنا ابشع من حزنك..
أستلقي على أرصفة الحنين.. أتوسل الجنون أن يرحل بي إلى المنفى..
أقْتَرِبْ أكثر.. وأكثر.. وأكثر.. إلى كل شيءٍ يجعلني بعيداً..!!
كنت بحاجة أن انحر عنق السماء وأرتشف من دمها..
اُلوّن وجه الفرح الذي اغتاله المساء ب لونٍ دمويّ..!!
كنت بحاجة أن أبكي جداً.. فربما تسقط دمعةً تكون أصدق حديثاً من قلبٍ بات لايعرف أن يتحدث..
رغم أن رائحة الجُنون كانت تفوح منه بعنف..!!
كنت بحاجة أن أبقى غداً.. كما كنت في الأمس.. وكما سأكون بعد الغد..
(أتنفس تحت الماء).. أرسمني وأنا أشيّع جثماني.. أحمل نعشي وأنا أبكي على ذلك ال سجين..!!
كنت بحاجة أن أسكن في صوت يشبه فنجاني..
(مرٌ جداً)..!!
كنت بحاجة أن أخنق موعد.. أو أهرب بسنينه عن قهوة.. يريد السكّر..
وأنا أريد أن أخبره بأن غداً هو عيد موته المجيد..!!
كنت بحاجة أن أكون مالكاً لا مُلكاً لـِ أوطانٍ جرداء.. آسِراً لاأسِيراً:
لـِ لحزن.. لـِ لموت.. لـِ لـآه.. لـِ لصمت..!!
كنت بحاجة أن أكتب عن: ألفي وباءي وفاءي وقافي..
ألفي: بداية لغةٍ تجعلني موتٌ لم يكتمل.. وتدعوني إلى 1000 سنة أشبه بالحلم..
وباءي: أغنية حرف يتلو ألِفُهْ في أبجديتهم.. وداء روحاً لم تشفى في أبجديتي..
وفاءي: منتصف قواعد ألسنتهم.. وبرواز سنينٍ جفّفها الألم..
وقافي: غريم الفاء يتبعه بخطى أحاديثهم.. ونهاية زفاف أحاديثي الشعرية..!!
كنت بحاجة أن أخرج إلى الطريق الذي أجهله.. ليس لأني لاأعرف عنه شيئاً..
ولكني أريد أن أخبره بأنني عرفته.. وهو مازال لايعرفني..
أقسم له بأنني صنعت وطن الجنون وصنعني..
أقسم له بأنني مُتّ ولم ابعث..
أقسم له بأنني اكتسيت من الليل قطعةً مخملية..
وأقسم له بأنني لاأشبه شيئاً.. ولاشيء يشبهني..!!
كنت بحاجة أن أعرف أي شيء يجعلني أرتجف هكذا؟
وأنا مُدانٌ بتهمة تزييف الفرح في محكمة الفوضى..
قلت لهم: هذا المساء بارد جداً.. أليس كذلك؟ وكأني مجرماً يحاول ابعاد الشبهة عن ذاتة..!!
كنت بحاجة ان اخبرها.. كيف الجنون يشتهيني..!!
وكنت بحاجة أن أكتب عن زفراتٍ مجنونة.. والآن بحاجة أن أكتب:
كفى..
وانتهى..
ونقطة
:
:
: