عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-11-2010, 09:51 PM
الصورة الرمزية فهد سعود الزهراني
فهد سعود الزهراني فهد سعود الزهراني غير متواجد حالياً

كبير الاداريين
قلم مميز
شاعر
 






فهد سعود الزهراني is on a distinguished road
افتراضي هم كانوا أوّل مَن طبّل له ، ثمّ هاهم الآن أوّل مَن رفضه .. !؟

بسم الله . والحمد لله .



هم كانوا أوّل مَن طبّل له ، ثمّ هاهم الآن أوّل مَن رفضه .. !؟


عندما صدر من الديوان الملكيّ من وليّ الأمر قرار حصر الفتوى في اللجنة الدائمة للإفتاء من كبار العلماء ومَن له تصريح منهم كان أوّل مَن أيّد هذا القرار بلا تحفّظ ولا تلفّظ هم بنو ليبرال ( انحلال ) ، ولم يكتفوا بالتأييد فحسب ، بل صفّقوا له وصفّروا ، وطبّلوا له ، ونطّلوا ، وغنّوا به ، وأنشدوا ، فامتلأت صدورهم فرحًا ، وصحفهم أسطرًا مسرورين به ، ومستبشرين منه مبرّرين ذلك كلّه أنّ هذا هو الصواب والعدل كلّه ، وأنّه حصر في المصدر الموثوق للحقّ ؛ حتى خُيّل لسامعهم أنّ حالهم من أقوالهم وتصريحاتهم أنّ هذا منهم هو قبول أمر وليّ الأمر هذا أوّلاً ، وبعده رغبتهم في كون الفتوى من أهلها حتى يُعمل بها على حقّ بيّن ، ووثوق جيّد !


ولكن ما أن صدر من هذا المصدر نفسه الذي أقامه ولي الأمر نفسه وقصر فيه الفتوى ، والذي فرح هؤلاء المطبلون من قبل بقصر الفتوى فيه لا غيره فتوى بتحريم عمل المرأة محاسبة محلّ تجاريّ ( كاشيرة / خادمة زبائن ) إلا جُنّ جنونهم ، وضاقت أنفسهم ، وحشرت صدورهم ، وزفرت أنوفهم ، وصرخت أفواههم ، وتوالت انتقاداتهم ، وعظُمت شتائمهم مِن ولفتوى هذا المصدر الذي قصر عليه الفتوى وليّ الأمر التي لم تأتِ على هواهم ، ولا في صالح مخطّطاتهم ؛ فكانوا أوّل من رفضها ، بل لم يكتفوا برفضها هي وحدها ، فقد رفضوا من واقع حالهم وكثير مقالهم في صحفهم وقنواتهم هذا المصدر نفسه الذي طبّلوا بقصر الفتوى فيه ، والذي أقامه وليّ الأمر ورضِي به ؛ فكأنّ حالهم يقول بصوتٍ مسموع : لا نريد ـ يا وليّ الأمر ـ حصر الفتوى في اللجنة الدائمة للإفتاء وكبار العلماء ، بل نريد حصر الفتوى فينا نحن لا سوانا ؛ فنحن أدرى من غيرنا بصالح مجتمعنا من كلّ مَن فيه وعلى رأسهم الأجلاء والعلماء والعرب الأصلاء ؛ فنحن الوطن والوطن نحن ومَن عدانا فهو خدم لنا ، وتابع لنا ، ومن كان فقوله بعد قولنا ، ورأيه داعم لرأينا ؛ فما نريكم إلا ما نرى وما نهديكم إلا سبيل الرشاد ـ أيها العباد ـ في الأنفس والبلاد ، والدنيا ويوم المَعاد !؟

فعجب العقلاء ، من تحوّل حالهم ، ونحول ثباتهم ، ونكوصهم على أدبارهم ، وانتكاسهم على رؤوسهم ، وزهدهم في صدقهم ، وفضحهم لنضوب مصداقيتهم بأنفسهم ؛ فعلم كلّ ذي عقل متابع أنّ مرادهم ليس الحقّ ، وإنّما هو أمر قد دُبّر بليل ، أحد أطرافه ظاهر ، وهو هذه الأبواق الصارخة ، وتلك الببغوات الصائحة مدفوعة الأجر ، وقابضة معلوم القدْر مَن تكتب أكثر لمَن يدفع أكثر ، وتطوف على موائد أصحاب الجيوب كثيري العيوب تنتظر منهم بلهفٍ ما يرمونه لها مِن زوائد موائدهم من عظامٍ معروشة ، ولقيماتٍ ممضوغة ، وأما طرفه الآخر ؛ فمستترٌ بالطرف الأوّل ، يصبّ ويبصق في أذنه ما يشتهي ، لينعق به الأوّل دونما أن يستحي ..!؟


فيا أيّها المطبّلون لأمرٍ بالأمس ، والمعترضون عليه اليوم بالصياح لا بالهمس ، احترموا عقولنا فحسب ؛ فلا نريد منكم غير هذا ( احترام العقل ) فحسب ؛ وأمّا الفقه والشريعة ، والخُلق والفضيلة ، والعِلم والحضارة ، والصدق والأمانة ، والإخلاص وطريقه ، والحقّ والحقيقة ؛ فأنتم منها الأرض القحط ، والسراب المحض ، والدرب المُعوج ، والفاضي من الهرج .. !

ولكن لكي تحترموا عقولنا ؛ فإننا ندلّكم على أمر هو خير لنا ولكم ؛ وهو أن تستشعروا حينما تكتبوا أنّكم تخاطبون بشر مثلكم لهم عقول بها يُفكّرون ، ولهم أعين بها يبصرون ، ولهم ألسن بها ينطقون ، ولا تظنّوا أنّ سيطرتكم على الإعلام تعني سيطرتكم على عقول الأنام ؛ فقد خُلقنا أحراراً ، وسنرتحل إلى ربّنا ـ بإذنه تعالى ـ راضٍ عنّا ، ونحن ـ كذلك ـ أحرار ؛ كما خَلَقنا كذلك .. فلدينا عقيدتنا المضيئة ، وكرامتنا العظيمة ، وأخلاقنا الأصيلة ، وآدابنا الكريمة ، وعقولنا المُدلّة ، وإرادتنا المستقلّة ، نعرف الصدق مِن أوّل سطر ، ونعرف الكذب من أوّل لفظ ، ونرى الحقّ جليًًّا ، وإن غُطّي بكثرة النعيق والقصّ ، ونبصر الباطل كلّيًّا، وإن زُخرف بالتصفيق والرقص .. !؟

فاحترموا عقولنا فقط ؛ إن كان قد بقي من احترامكم لذواتكم وأماناتكم وكلماتكم ومقالاتكم ذرّة فقط !؟



بقلم أخيكم :

*عاشق الحقيقة*
12/12/1431
هـ


ومن العائدين الغانمين أجمعين ،،،
أخر مواضيعي