حوار
انتظرت أن يجلس إلي فلما لم يفعل اخذت أتحين الفرصة تلو الأخرى لأجلس إليه ففي داخلي رغبة لم استطع رغم المحاولات المتكررة أن أكبح جماحها ، نثر جوالاته الثلاثة أمامه في زهو واستعلاء علمت أنه بحاجة لرأب صدع في نفسه انه يشعر بالدونية ويريد من يغذيه بنظرات الإعجاب فإن استطال الأمر إلى كلمات فلا بأس كان مظهره براقا بكل مايعنه البريق فقميصه مليء بأنواع الترتر و حزام بنطلونه يئن من ثقل حلق الحديد حتى انه انسدل أو أسدل إلى نصف إليته ، اقتربت منه مسلما فرد على مضض رأيت نظرات الاحتقار تعلو محياه فعلمت أن كلا منا يحقر صاحبه ، فأنا بالنسبة له من عالم البرزخ اصلح دليلا على الحلقة المفقودة بين الحضارة والعدم سألته متعاجبا عن جوالاته وكيف استطاع بحنكته أن يجمع بين شركات الاتصالات الثلاث كيف أصبح همزة وصل بين ثلاث شركات متنافسه انه باختصار شديد رجل القرن فهذا انجاز لم يسبقه اليه احد من العداوين تقارب مني صاحبي وبدأت أعني شيئا انني باختصار معجب ، كدت أن أخرج ورقة وقلما للحصول على توقيعه وبضع كلمات كتذكار لكني تراجعت خشية أن يكشف نيتي كان لابد لي أن أفتح معه موضوع الترتر و طيحني وحلق الحديد دون أن أفقد الجسر الذي بنيته بيننا تراءت أمامي صورة جده رحمه الله وفي ثوبه تلك الرقعة الزرقاء يحمل على رقبته ذلك الجدي المولود حديثا كان برغم الفقر الشديد شامخا شموخ الجبال ينام على الجوع ولايسأل الناس الحافا أخذت أمدح جده وأعترف أنني أسرفت في المدح ونال والده من المدح مالا يستحق كل ذلك لأجره الى الاعتزاز بذلك الأصل النبيل ثم فاجأته بقولي مع نظرة عتاب ثاقبة " أنت عار على ذلك الجد وعار على ذلك الوالد حيث لم يحملا العار أنت عار على كل عدواني وزهراني في هذا الوجود " ثم قفلت واقفا متراجعا وتركته يلوك حسرته التى رأيتها تشع من عينية عندما لمحته بنظرة سريعة خشيت أن يدركها مني .
اللهم احفظ أبناءنا وبناتنا ولا ترنا فيهم أي مكروه في أنفسهم ولا أخلاقهم .
|