27-11-2010, 05:51 PM
|
#3
|
|
رد: امتحان العِراق يُعرّي سَوْءَة تخاذُل العرب
|
سَقَطَت الأكثريّة الحائرة وهيمنة الأقليّة المتغطرسة
مفارقةٌ عجيبة ومسرحية هزليّة لو لم تكن في زمنِ الهوان
أو بساحة المهازل
عند ذلك يستكين العقل وتتلاشى الدهشة من عيون الأطفال
البريئة ونظرات الشيوخ الكسيرة
.
لا للمفاجئات ولا للامعقول في غمرة غياب العقول
وحضور الشهوات البهيمية وتحكيم الرغبات الفاجرة
والركون إلى عطف المتآمرين وإحسان الحاقدين
ليخلدوا إلى سباتهم العميق ويَدَعون أبناء العراق
يواجهون من هم أشد فتكاً من حقد اليهود
وأكثر ضلالاً من رهبان الصليب
.
لقد امتحن العراق مدى اكتراث أمته بمصيرها لا بمصيره
المجهول فتسارعت وتيرة سقوط العرب على نحوٍ لا يُثير
العجب فلا مكان للعجب فيما يفكّر به العرب ولكنه يدعو
للشفقة من أبعد الأصقاع وشتى البقاع على حالٍ يهوي
بالعرب إلى مرحلةٍ متدنية من سلّم الضعف لدرجةِ مادون
الصفر المتجمدة فلم يعد الانكسار يعرف طريقاً أو الغضب
يجد سبيلاً فقد تقطعت السُبُل وضَعُف الرجاء وتجمدت
المشاعر وتمازجت الأحاسيس فلم نعد نفرّق بين
الحزن والفرح
دمتم من الله في مأمنٍ عما فُتن به العرب
|
|
 |
|
 |
|
اخي الحبيب
السيف الجريح.
اسعد الله مساءك .
دعني اغوص معك لنتكتشف كيف تشكلت الصورة, وهي صورة نمطية جدة الى حد الملل في ملفاتها المعاشة.
نحن يجب ان نتفق على الاسس التي تقوم عليها الحكومات والدول يجب ان يكون سليما ونموذجي لكي يبقي اطول مدة من الزمن.
لكن الحقيقة ان مخالفة النواميس والسنن لا تنجب الا الهلاك والدمار في اسرع الآجال.
كالفاشية ـ او النازية ـ او الشيوعية ( كلها تحطمت ـ نظرية ً وتطبيقا)
النظام البعثي نظام شمولي احادي, ولو نظرنا الى تطبيق البرنامج والسياسات الداخلية التي يقوم عليها هذا الفكر فهي في غالبة تقوم على نظام السادة والعبيد, او الحكام الاله في زمن الحضارات السابقة.
انهيار هذا النظام او ما يشبهه هو حتمي, وليست هذه بدعة او كشف.
لكن الاشكال هو تبعات هذا الانهيار.
فكما نعلم ان انهيار بهذا الحجم يجب ان يكون له مدة زمنية حتي تستقر الاشلاء الممزقة ونيجلي الغبار حتى تتضح صورة الوطن المنهار الجديدة.
وهذه المدة تختلف بحجم قوة هذا الانفجار ومن خلفه.
لقد قاد نظام البعث العراق الى هذه النتيجة الحتمية .
اذا نحن امام نتيجة طبيعية جدا.
ويمكن ان تنسحب هذه الروية السريعة الى كل نظام قهري استبدادي في العالم, فحين تـُغيب الشعوب وتستفرد القلة بحكم الجميع, وتغيب البدائل الحقيقة التي تكون الشعوب هي عمودها الفقري, فستنتهي لما انتهي له العراق.
دون الخوض في اسباب السقوط, فهي متعددة واكثر من ان تحصر.
يأتي السؤال المر.
لماذا العرب غائبون؟
لااعتقد ان العرب غائبون عن المشهد العراقي, فلكل ٍ قرائته الخاصة. لكن شظايا هذه الانفجار المدوي ليست بتلك السهولة لكي تستقبلها الانظمة العربية بصدورها العارية.
فهذه الانظمة لها حساباتها الخاصة فهي في مجملها تشترك مع التوجه البعثي ـ في فكرة الاستبداد بالسلطة و تغييب المصالح العليا للأوطان والشعوب, ومبدا العدالة الاجتماعية والقضائية والاقتصادية ـ فالمجتمعات مقسمة الى سادة وعبيد ـ وان اختلفت التطبيقات والايديولوجيات بين كل حكومة واخرى.
لذلك يصعب على الانظمة العربية ان تغامر بالكثيرـ فهم يعرفون حقيقة ما تقرفه ايدهم جيدا.
لقد حكم صدام على العراق بهذا الدمار...حين ظن انه وحزبه مخلدون, واذاق العبيد انواع الذل والهوان, اما حين انهار.
فقد خرج العبيد من السجون كالوحوش الجائعة, تتخطفهم الايادي وتأويهم الكهوف, ولن يقترب من هذه الوحوش الا من ساسها وقرب لها الاضاحي واعد لها القرابين.
هذا هو المشهد, قبل الدمار هناك جبروت وطغيان واستبداد وظلم وجور وفساد واستبداد مطلق بكل شيء. وبعد الدمار مالذي نتوقعه ان يحدث في ظل حرمان الشعب من مقومات النظام والقانون لابد ان تكون الفوضى والهلاك والدماء الاشلاء, وموجة مرتدة من الظلم والجور والقهر.
لقد غابت مصلحة الامة والبدائل التي تحفظ لهذا الشعب مكتسباته وحقوقه والتي لم يفكر فيها ذلك النظام الشمولي بعد زواله الاكيد ـ فقناعاتهم تقول ـ انا ومن بعدي الطوفان ـ وفعلا حدث الطوفان وجر على العراق كل هذه الويلات والمآسي...
ارجوا ان نكون فهمنا ماذا تفعل الأنظمة العربية الان؟ وما الذي فعلناه لفلسطين حتى يمكن ان نفعله للعراق؟
شكرا ايه القلم الحر, فبمثل هذه الخطرات نستلهم العبر والعضات.
اللهم ردنا وحكوماتنا العربية اليك ردا جميلا.
تحياتي لشخصك الكريم.
اسف لطول الرد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
|