[سعيد الرابع عشر]

حدثني من أثق بحديثه إذ لاينسى ذلك اليوم الذي حدثني بخصوصه كان الجميع يسعى خلف مصالحه فالحارث وراء سانيته والمبشر يجمع حجارته والمقصب قد أجرى مجنبه الخشبي لتشطية مسقويه إذ تأتي السماء بشيء مبين له صوت الرعد و ليس برعد مكتل يطير بين السماء والأرض وليس بمكتل فمن فاتح فاه بلا هوادة ومن هارب إلى أقرب سقيفة ومن تمنى نفقا في الأرض فلا يجد إلا جذوع الأشجار يتوارى خلفها ذهب ذلك المكتل وجاءت الآراء ومجالس عمرت مئات السنين لا يدار فيها إلا الكلام فمن قائل " هذي بقعا " ومن قائل " معلقة بقنانيب بين الهوا والهوية " ومن قائل " قامت القيامة " وأمثلهم طريقة من قال " لا تنشدوني عنها " ، وشيخ قبيلة بعيدة امتطى صهوة جواده وجرد سيفه ليسقط ذلك الشيء لهث ولهث حصانه حتى ارتوى يأسا وخيبة أمل ، أتاهم مالهم يأت آباءنا الأولين ، بِين بينهم وبين الخرافة ، خرافة السحر والكهانة خرافة " ياسابعة السبوع " خرافة " الصانع المحاح "

كان الصانع خلف البحار له مكانة الريش على جسد الطاووس ارتقى بمجتمعه حتى طار بهم في الهواء وغاص بهم إلى قاع البحار وأهبطهم على جسد القمر وأذل لهم رقاب البشر ، جعل لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون

لهثنا للحاق بالركب فلم ندرك إلا الأثر وبقايا خلفها القوم وراء مسيرهم وجد بعضنا ضالته في تقليد مظاهر حثالتهم فرضوا من العلى بطيحني وسامحني

ولا زال صانعهم يصنع ويبدع متفننا في إزهاق آمالنا وأبقينا صانعنا محاحا حتى خجل من صنعته وقبرموقده وقذف مطرقته لتلتقطها يد الخرافة الجديدة ، نعم خجل من صنعته ولم نخجل من اسفافنا في حقه ووسمناه أيضا باسم جديد 110 .

اللهم يامن شرف نبيه داود بالصناعة اغفر لنا وخذ بأيدينا للنزل كلا منزلته .