عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-11-2010, 12:50 PM
الصورة الرمزية محمد الساهر
محمد الساهر محمد الساهر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 






محمد الساهر is on a distinguished road
افتراضي نساء على مفترق طرق.. نار زوجي ولا جنة أهلي

نساء على مفترق طرق.. «نار زوجي ولا جنة أهلي»!

سيدة فضلت ترك بيت أهلها والعودة مع طفلها إلى بيت زوجها رغم معاناتها منه


أين الأمان؟.. من يحتضنني وأبنائي؟.. من يرحمني من سلطة أهلي؟.. من ينصفني من معاناة الطلاق؟.. تلك هي مأساة نساء في ظل النسيان وطي الكتمان، آثرن منازل أزواجهن ليس لسعادة يعشنها، ولكنهن طبقن المقولة: "نار زوجي ولا جنة أهلي!".

تقول "أم محمد": لا أحد يأخذ من هذه الحياة إلا نصيبه، فزوجي كان مثالاً للرجل الصالح، ولكن أصحاب السوء دمروا حياتنا، من خلال إيقاعه في إدمان المخدرات، ليبيع جميع مقتنيات منزلنا، ويتراكم علينا الإيجار، مضيفةً أنها انتقلت وأبنائها إلى والدتها، ليكونوا عبئاً ثقيلاً على كاهلها، الأمر الذي جعلهم يعتادون على غيابه لعدة أيام ثم العودة، لتتحول حياتهم إلى جحيم لا يطاق، مشيرةً إلى أنها انتقلت بأبنائها إلى أهلها، في شقة صغيرة اتسعت صدورهم لنا بالرغم من ضيقها، إذ تحوي تسعة أفراد نزيد عليهم سبعة، ذاكرةً أنها تشفق على أوضاع أهلها المادية وتفضّل أن تكون بعيدة عنهم، إلاّ أن الحاجة هي من جعلها تذهب إليهم.

أهون من أهلي

وتوضح "فوز" أنها تعيش في بيت والدها في ظل وجود زوجته في منزل صغير، حيث تعاني كثيراً من قسوته، فهو يسيطر عليها بشكل كامل ويضيق الخناق عليها كي تعود إلى طليقها، مضيفةً أنه لا يسمح لها بالخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، وبعد تحقيق موسع، مشيرةً إلى أنها كرهت الحياة، بل وتشعر أنها في سجن، فأهلها وهم أقرب الناس يفعلون بها هكذا، لذا قررت أن تعود إلى زوجها رغم أخلاقه السيئة، ولكنه أهون عليها من أهلها وشكوكهم!.

تجربة مريرة

وتحكي "بتول" تجربتها المريرة مع زوجها المدمن، ومع ذلك فضّلت العيش معه على البقاء عند أهلها وقسوتهم عليها، من خلال الألفاظ والتلميحات التي دلت على تثاقلهم من وجودها هي وأولادها، مضيفةً أنها حصلت على وظيفة ساعدتها كثيراً في إدارة شؤون منزلها، فزوجها لا يعمل وهي من تصرف عليه، ذاكرة أنها تعيش على أمل أن يكبر أبناؤها ويعوضونها خيراً عن حياتها البائسة مع أبيهم المدمن.

منال: المرأة قد ترضى ب «إهانة الرجل» مقابل الحفاظ على أولادها
يضربني ويشتمني!

وتحكي "حنان" قصتها وتقول: توفي زوجي وترك لي ثلاث بنات، ثم تزوجت بعده برجل آخر، وأنجبت خمسة أطفال آخرين، عانيت الأمرين معه فأخلاقه سيئة جداً، ويضربني ويشتمني ويركلني برجله أمام أبنائي دون أدنى مخافة من الله، مؤكدةً على أنه لا يصرف عليها وأبنائها، الأمر الذي اضطرها لطلب المساعدة من الجمعيات الخيرية، وليت معاناتنا تقف عند هذا الحد، بل إنه يهجرهم ويأتي عند موعد تسلمها لضمان بناتها اليتيمات، حتى يأخذه، وفي حال رفضي يضربني ولا يرحمني منه إلاّ جيراني حين سماعهم لصراخي وصراخ الصغار، مبينةً أن مشكلتها أن أهلها ليس لديهم أي استعداد لتقبلها وأبنائها.

مريض نفسي

وتقول "أم ساري": تجرعت مع أبنائي قسوة الحياة مع والدهم المريض النفسي، عندما يثور أسمع دقات قلوب أبنائي تتجاوب مع دقات قلبي في لحظات هلع مريعة، ويأتي الفرج إذا اقتنع بتناول الدواء، ليغط في سبات عميق، مؤكدةً أنه من الممكن أن يمد يده ليضربها بلا رحمة، بل وصل الأمر ليتهمها بالخيانة، مشيرةً إلى أنها لجأت إلى أهلها وتعاطفوا معها مبدئياً، لكن سرعان ما تذمرت والدتها من شقاوة أبنائها، والذين حاولت تهدئتهم دون جدوى، فحتى التلفاز لا يتسنى لهم مشاهدته، فأخواتها هن من يتحكمن في المسموح والممنوع.

انتقادات دائمة

وأضافت أنها تنام وأبنائها في صالة المنزل، فغرفة أخواتها تعج بأغراضهن التي قد يتلفها أبناؤها، إلى جانب الانتقادات الدائمة لتصرفاتنا، فأهلي يقفون في وجه كل من حاول الإصلاح بيني وزوجي، مشيرة إلى أنها لم تصدق رؤية والدة زوجها حينما زارتها، لتقنعها بالعودة، بل أعطتها قرار العودة مباشرةً، مؤكدة على أن الحياة مع زوج مريض وفي منزل أنا حرة التصرف فيه أهون من أن نعيش عند أهل يتضايقون مني ومن أبنائي.

مودة وسكن

وتوضح "منال الصومالي" أخصائية اجتماعية أن الحياة الزوجية تقوم وتبنى على المودة والسكن والاحترام المتبادل بين الزوجين، فالمرأة بطبيعة الحال عندما تتزوج تبحث عن الاستقرار والاستقلالية والطمأنينة، ولكنها في بعض الأحيان تجد نفسها مضطرة إلى الاستسلام، إما لحياة العذاب مع زوج لا يرحم، فتجدها تصبر وتتقبل الألم بصمت؛ لأن البديل العودة إلى بيت أهلها، والذي قد يلفظها في بعض الأحيان، مضيفةً أنه من الممكن أن تجد المرأة تائهة في اختيار الصحيح، وأخريات يقعن تحت ظروف اجتماعية سيئة، تجعلهن يجدن من الزواج فرصة للخلاص من هذه الظروف، بل ويسارعن إلى الموافقة على أول خطيب دون التفكير في أي عواقب قد تواجههن بعد الزواج.

البحث عن الحرية

وأكدت "منال الصومالي" على أن المرأة لديها قدرة صبر عالية في بداية حياتها، فلا يوجد لديها ضغوط تستنزف طاقة العطاء، فالأمل في المستقبل هو ديدنها، ولكن قد تأتي لحظة ويكون التمرد في سبيل الحصول على الحرية، والتي يكون ضحيتها هؤلاء الأبناء، حيث يقاس مستوى تأثر الأبناء بما يحدث حولهم بمستوى مقدار الألم الذي تعانيه المرأة، ومقدار النضج النفسي والاجتماعي لها، لافتةً أن تأثيره يأخذ اتجاهين: سلبي على كافة أفراد الأسرة، وإيجابي بمعنى أن تحترق لإنارة الدرب للآخرين، مشيرةً إلى أن الخدمات المقدمة من المؤسسات ذات السلطة الاجتماعية لتلك الحالات تشتكي من عدم الترابط، أي أن كل مؤسسة اجتماعية لديها من البرامج التي تقدم لتلبي احتياجات الفرد الذي يعاني من تلك المشكلة، لإيجاد الحل المناسب له، ولكننا نفتقد لهذا الترابط بين تلك المؤسسات.

سوء التوافق

وترى "منال الصومالي" أن معظم المشكلات الصحية الاجتماعية أغلبها مرتبطة بسوء التوافق الزواجي ابتداءً من العنف، على اعتبار أنه السمة الأكبر، وانتهاءً بالمشاكل الاجتماعية، وآثار هذه المعاناة لا تظهر في السنة الأولى من الزواج، ولكنها غالباً ما تأتي بعد مضي خمس سنوات فما فوق من عمر الزواج، والذي يفترض أن يتركز حول الأبناء وتربيتهم، لافتةً إلى أن الحل المناسب هو ضرورة إلزامية كاملة للفحوصات ما قبل الزواج، ولا تقتصر على التحاليل المخبرية،
بل يشترط اجتياز دورة تأهيلية خاصة للمقبلين على الحياة الزوجية، تساعد على تفقيههم بأمور الحياة الزوجية،
أيضاً يمكننا الاستفادة من مشاريع المراكز الصحية مع طبيب الأسرة أو الأخصائي الاجتماعي،
حيث يمكن الاستفادة والاستعانة بهما في حال التعرض لأي أزمة أو مشكلة.











تبوك، تحقيق- علياء الحويطي
م/ن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع



MOHAMMED ALSAHER





أتمنى متابعتي ومشاركتي عبر تويتر والفيس بوك

@m5mmm
أخر مواضيعي
رد مع اقتباس