بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى آله وصحبه وبعد،
قال تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ....} [آل عمران: 2-4]
جاء فى خاطرى فى صلاة الصبح والإمام يقرأ هذه الأية لطيفة فى ذكر اسمى الْحَي الْقَيُّوم قبل ذكر انزال الكتب السماوية، وهى:
لما كانت حياة الناس لا تستقيم ولا تصلح إلا بانزال الكتب والشرائع السماوية لتكون منهج للحياة ذكر الله جل وعلا اسمه تعالى الْحَي، وذكر جل فى علاه اسمه سبحانه الْقَيُّوم قبل انزال الكتب لأن ذلك من مقتضيات هذا الاسم العظيم، فالْقَيُّومُ سبحانه وتعالى هو القائم على كل نفس بما يصلحها، فكان مقتدى ذلك الاسم العظيم أن {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ} فلا تصلح أحوال العباد إلا بم شرعه رب العباد لذلك قال سبحانه {هُدًى لِّلنَّاسِ}.
وأيضا من أسرار ذكر اسمى الْحَي الْقَيُّوم قبل {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ}أن من عمل بمقتضى اسم الْقَيُّوم وقام بما أنزل الله له على الوجه المأمور به، أحيا الله له قلبه فيكون نال حظه من اسم الْحَي.
والله أعلم بالصواب، وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات