نموذج من الشاعرات العربيات في الأندلس
لقد أزدانت البيئة الأندلسية بعدد غير قليل من النساء الشاعرات اللائي اسهمن في إثراء الأدب الأندلسي بألوان طريفة من موضوعات الشعر ومقطوعات جذابة من فن القصيد , فكان إثراؤهن للشعر أمراً بيِّناً حين يقال مجتمع يكاد كلهُ ان يقول شعراً , ولم تكن المرأه نشازاً في المجتمع الأندلسي فكان لشعرهن واضح الأثر رائع البهاء صافي النقاء فقد فرضن وجودهن فرضاً فابدعن أيما أبداع وكن في الأندلس كالأزهار بلونها الزاهي تشرئب متميزةًمختاله والشاعره حمدونه بنت زياد إحدى النماذج المتألقه :
لقد نشأت حمدونه في وادٍ جميل غير بعيد عن غرناطة ,وغرناطة وما حولها تقارب الأربعين ميلاًتغطيهاالخضرةوالأشجاروتتخللهاالأوديه والجداول والأنهار،
وقدتغنت حمدونه بواديها وادي الأشات
فقالت:
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
وقانا لفحة الرمضاء وادٍ =سقاه مضاعف الغيث العميمِ
حللنا دوحهُ فحُنا علينا = حنو المرضعات على الفطيمِ
وأرشفنا على ضمإٍ زلالاً =ألــذ من المدامــةِ للنـــديمِ
يصد الشمس أنى واجهتنا = فيحجبــها ويأذن للنسيـــمِ
تروع حصاه حالية العذارى = فتلمس جانب العقد النظيمِ[/poem]
تمعن الابيات تجد ان حمدونه قد رسمت في هذه اللوحه الشعريه أكثر من صورةِ متحركةٍ بهيجة الالوان والظلال
لواديها الجميل الذي تشبه حصاه اللؤلؤ فيروع العذارى خشية ان تكون عقودهن قد انفرط نظمها فيسارعن في ذعر إلى تلمس مكان العقود من لبَّاتهن فضلاً عن التشبيه
البديع في البيت الثاني وحركة الاغصان في البيت الثالث
وتقول في وصف الوادي
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
أباح الدمع أسراري بوادي = له للحسن آثارٌ بوادي
فمن نهرٍ يطوف بكل روضٍ = ومن روضٍ يرفُّ بكل وادي
ومن بين الضباء مهاة أُنسٍ = سبت لبّي وقد ملكت فؤادي
لها لحظٌ تُرقده لأمرٍ = وذاك الأمر يمنعني رقادي [/poem]
[poem=font="Simplified Arabic,6,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
إذا سدلت ذوائبها عليها = رأيت البدر في أفق السوادِ
كأن الصبح مات له شقيقٌ =فمن حزنٍ تسربل بالحدادي[/poem]
وهنا نرى حمدونه الاندلسيه الشاعره العربيه أبدعت أيما أبداع في وصف الوادي والنهر والروض والجميلات الفاتنات ومن يتمعن البيت الاخير يرى ان حمدونه قد برعت في التشبيه وأتقنت كل الإتقان إلا ان هناك مفارقة
حيث ا ن اهل الاندلس يلبسون في الحداد اللون الابيض وشاعرتنا هنا شبهت الشعر المسدل على الفتاه الجميله كأن الصبح قد لبس السواد حداداً بخلاف أهل المشرق إلا ان الشاعره فيما يبدو حنَّت إلى اصلها المشرقي هذا غيض من فيض وسألتقي بكم إن شاء الله قريباً لنستمتع معاً بروائع شاعرة أخرى من أرض الاندلس العربيه.
والسلام عليكم