سر ربما وجد الحل
تحدثت معهم وحدثوني لكن حديثهم ليس كحديثي وحديثي شذ عن حديثهم حتى صار حديثنا دائرته سر اختلاف لهجاتنا فقريتهم مجاورة لنا لكن كأنما هم من أقصى الشمال ونحن من أقصى الجنوب أخذ كل منا بداية الأمر يتندر على لهجة صاحبه ثم التقينا على لسان مشترك ليس هو لسانهم ولا هو لساننا اتفقنا على إخفاء ما غرب من اللهجتين فسارت الأمور على أحسن حال ولله الحمد .
لكنني لا أخفيكم أنني تساءلت ولا زلت عن سر اختلاف لهجات العداوين فظهر لي عدة أسباب
أولها : العزلة المضروبة على كل قرية من أكابرها فقد وعينا على الدنيا كما وعى عليها أجدادنا والجميع من حولنا أجناب ، وبهذا بقيت كل قرية تسبح في عالمها الخاص وتصنع لسان نفسها لنفسها فأغربت عن غيرها .
ثانيها : أنهم كانوا يضطرون لاستخدام بعض الكلمات كشفرة ويتعمدون أن تختلف كلماتهم عن غيرهم حتى لا يلبس عليهم أحد شأنهم في حربهم وسلمهم .
ثالثها : و ربما كان هذا أكثرها إثارة للجدل ، أن كل قرية تنتمي إلى عرق ونسب بعيد عن الأخرى
رابعها : وهذا يعززه الأول أن لهجة كل قرية تميزت عن الأخرى نظرا لتميز تضاريسها فمن يسكن على جبل حوله سهل منبسط اضطر إلى مد الكلام ومن سكن واد بين جبلين اعتدل فيه ومن سكن شعب ضيق اختصره
أردت بطرح الموضوع استثارة العقول والتجارب لمعرفة حقيقة ذلك الاختلاف وشكرا للجميع .
|