الموضوع: كيفَ حالُكْ
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-12-2010, 02:20 PM
الصورة الرمزية ســيــــف العـــــرب
ســيــــف العـــــرب ســيــــف العـــــرب غير متواجد حالياً
 






ســيــــف العـــــرب is on a distinguished road
افتراضي كيفَ حالُكْ


على غير عادته بادرني أحدَ الأصْدِقاء بسؤالٍ طالما تردد على المسامع واعتادت

على لفظه الألسُن ألا وهو (كيفَ حالُكْ) إلا أنه كان مثار استغرابي وتَعَجُّبي !

فأجبته على الفور بخيرٍ ولله الحمد

ولكن ما الذي حدا بك لتسألني عن حالي ولقاءُنا ببعضٍ يكاد يكون شبه يومي

ونقضي معظم اليوم سويّةً ؟

قال : لا لا . . أقصد حالك مع الله !؟

فانتابتني حالةٌ من الصمت لهنيهةٍ من الوقت

ثم أجبته لا بأس ولكنني أشعر بالتقصير

فقال لي وهل بالإمكان أن يكون حالك مع الله تعالى أفضل مما كان ؟

فقلت بالطبع

فقال لي وماذا تنتظر لتقديم ما تستطيع ؟

قلتُ لا أعلم ولكن لدي أملٌ بتحسين الوضع في مستقبل الأيام

وأردتُ أن أسترسل . .
فقاطعني أولم تقرأ قوله تعالى :

{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ

فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
[التغابن: 16]

قلتُ بلى ولكن . .

فبادرني قبل أن أكمل بسؤالٍ آخر ، وكيف حالُك مع والديّْك ؟

قلت جيّد ولكن باستطاعتي تقديم المزيد من بعض ما يستحقان

فقال لي وما يَمْنَعُك أن تُقدّم أكثر وفي حدود ما تستطيع ؟

أولم تقرأ قوله تعالى : (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ

إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا

وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ

وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24))
الإسراء

ثم سألني : وأهْلُك ومن استرعاك الله إياهم كيف حالك معهم ؟

فقلت له لقد أثَرْتَ شجوني ، فيعلم الله أنني أشعر تجاههم بحملٍ عظيم

فقال لي وما ذاك ؟

فقلت له يا أخي أُبتلينا عنهم بمشاغل الدنيا وابتلتهم وسائل الإعلام بأنواعها وتوجّهاتها

بما هب ودب مما سفَّ من الأمور وسَقَطَ من الأخلاق


فقال لي وهل قمت بِعَمَلِ ما يلزم تجاه ذلك ؟

قلت له بعضاً مما يجب ولكنني لا أستطيع ولا أي أحدٍ يستطيع أن يَحُدّ من تفشي هذا الوباء

فقال لي بل تستطيع !


فقلت له وما السبيل ؟

فقال بالتّحصين وبذل الأسباب

فقلت له دُلَّني يا رعاك الله

فقال : هل علّمتَهم حُب القرآن وعلّقت قلوبَهم وغذيّت وعقولهم بسيرة خير الأنام ؟

وهل انتقيّت لهم ما صَلُحَ مما يُقْرأ ويُسْمَع ويُشاهَد من وسائل التثقيف والإعلام ؟


قلت له : يا أَخي أما الأولى فالحقُ فيما تقول ، وأما الثانية فإن انتقيت لهم ما أُريد

فسيُرْغَمون على الاستسقاء مما لا أُريد خارج المنزل


فقال لي يا صديقي أنا أسألُك عما تستطيع فعله وبهذا فقد كفيت نفسك ببذل الأسباب

ولم تترك الحبل على الغارب ، فقد قال حبيبنا صلى الله عليه وسل : (أعقلها وتوكّل)

فقال وكيف حالك مع أقاربك وأصدقائك وجيرانك ومجتمعك وزملائك . . . ؟

فقلت له يبدو أنك لن تنتهي فقد أشعرتني بِعِظَمِ الأعباء والمسئوليات التي تقعُ على عاتقي

فقال لي : أبداً والله يا أُخَيّْ ، فالأمر لا يتطلب منك الكثير أو مالا تستطيع

فما عليك سوى الاستقامة على حُسن الخُلُق ، أولم تعلم قول حبيبك صلى الله عليه وسلّم :

(اتقِ الله حيثُ كُنت وأتبع السيئة الحسنة تمْحُها وخالق الناس بخلقٍ حسن)

~~~

ثم قال : والله يا أُخَيَّ إنني لستُ بأفضل حالاً منكَ ولكنني تأملتُ حالي فوجدتَهُ كحالِ

كثيرٍ من الناسِ في مجتمعنا اليوم ، تقصيرٌ وتسويف ،

فآليتُ أنْ أُذَكّر نفسي ومن أُحِب بفضل التواصي بالمسارعة في بذل الخير

ونبذ التهاون والتسويف في حقِ الله علينا وحق عباده .

~~~

دمتم سبّاقين للخير

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة ســيــــف العـــــرب ; 25-12-2010 الساعة 02:28 PM.