الأخضر الأفضل في نصف العالم
الخليجيون سيطروا على الساحة الآسيوية من 1980 وحتى 1988
بدأت كأس الأمم الآسيوية تأخذ وضعها الطبيعي كواحدة من أهم البطولات على مستوى العالم.. مع دخول البطولة نسختها السادسة ارتفع عدد المشاركين فيها إلى عشرة منتخبات بات عليها أن تصل للبطولة الإقليمية الأهم عبر تصفيات أولية.. وسيطرت دول الخليج عبر السعودية والكويت على اللقب ما بين عامي 1980 و1988 وبات المنتخب السعودي الأفضل طوال ثماني سنوات بعد أن فاز باللقب مرتين متتاليتين لم تلعب أي منهما على أرضه وبين جماهيره.
أقيمت البطولة السادسة 1980 في الكويت.. بمشاركة عشرة منتخبات وزعت على مجموعتين.. ولأول مرة تلعب كل دولة أربــــع مباريـات في الدور الأول.. وتصدرت إيـــران المجموعة الأولـــى وحلـــت كوريـــا الشمالية ثانياً فيما تصدرت كوريا الجنوبية المجموعة الثانية وحلت الكويت المستضيفة ثانياً.. فيما غادرت سوريا والصين وبنجلادش وماليزيا وقطر والإمارات من الدور الأول.وفي الدور نصف النهائي هزمت الكويت إيران 2ـ1 فيما أقصت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية بالنتيجة ذاتها.وتألق جاسم يعقوب وعبدالعزيز العنبري وفيصل الدخيل والطربلسي.. ومجموعة الكويت الذهبية في المباراة النهائية أمام الكوريين وسحقوهم في المباراة النهائية بثلاثية نظيفة.. وكانت إيران توجت بالمركز الثالث على حساب كوريا الشمالية بالنتيجة ذاتها.
ظهر المنتخب السعودي للمرة الأولى في النهائيات الآسيوية في عام 1984.. وكان الظهور الأول للكرة السعودية في المحفل القاري مدوياً.. وقاد الإمبراطور صالح النعيمة الأخضر للفوز باللقب ورفع الكأس القارية كأول بطولة سعودية.. وتألق الصقور الخضر بقيادة ماجد عبدالله وفهد المصيبيح ومحيسن الجمعان وشايع النفيسة وبقية النجوم وسجلوا أنفسهم أسيادا للقارة.. وكان ذلك تحت إشراف مدرب وطني هو خليل الزياني.
ووقع المنتخب السعودي في مجموعة نارية تضم حامل اللقب والوصيف إضافة إلى قطر وسوريا ومن البداية أطلق السعوديون رصاصة الإنذار بتعادلهم مع الوصيف الكوري الجنوبي ثم فوزهم على سوريا 1ـ0 والتعادل مع قطر.. إلا أن الأهم كان الفوز على حامل اللقب الكويت بهدف دون رد.. وتصدر المجموعة الأولى بست نقاط فيما حلت الكويت ثانيا.. وكانت الصين تصدرت المجموعة الثانية وحلت إيران ثانيا.
وواصل الأخضر تألقه بإقصاء إيران من الدور نصف النهائي بالفوز عليه بركات الترجيح 5ـ4.. فيما خسرت الكويت من إيران بهدف دون رد.والتقى الأخضر التنين الصيني في المباراة النهائية.. ولأن سنغافورة تضم الكثير من الصينيين بات الأمر وكأنك تلعب في بكين. بيد أن مهاجم الأخضر ونادي الكوكب شـــايع النفسية ســرعان من أسكت الصينيين بالهــدف الأول.. مما مكـن الأخضـر مــــــن السيطرة علـــــى المباراة.. وتألق صالح النعيمة وحسين البيشي ومحمد عبدالجواد ومنصور المنصور في التصدي للهجمات الصينية قبل أن يحسم ماجد عبدالله بتسجيله الهدف الثاني في واحد مازال يعتبر من أجمل الأهداف الآسيوية.. وتوج الأخضر باللقب الآسيوي الأهم.
وحافظ المنتخب السعودي على لقبه في نسخة 1988 التي أقيمت في قطر.. وقع حامل اللقب في المجموعة الثانية.. ونجح في تأكيد أفضليته بتصدرها فيما حلت الصين ثانيا.. وتصدرت كوريا الجنوبية التي سرعان ما استفاقت من صدمة خروجها المذل في البطولة السابقة المجموعة الأولى وحلت إيران ثانيا. فيما غادرت منتخبات قطر والإمارات واليابان وسوريا والكويت والبحرين البطولة من الدور الأول. وتجاوز المنتخب السعودي نظيره الإيراني في الدور نصف النهائي بالفوز عليه بهدف دون رد فيما كانت كوريا الجنوبية هزت الصين 2ـ1.وفي المباراة النهائية فشل الأخضر والكوري الأحمر في هز الشباك طوال 120 دقيقة ليلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح كأول بطولة آسيوية تحسم بهذه الطريقة.. ونجح السعوديون في انتزاع اللقب بعد أن سجل أربعاً من ركلاته الخمس، وهو أكثر بركلة من التي سجلها الكوريون.. ليتوج الأخضر باللقب للمرة الثانية على التوالي.