عرض مشاركة واحدة
قديم 31-12-2010, 12:54 AM   #47
شذى الريحان
عضو اداري
كبار الشخصيات
 
الصورة الرمزية شذى الريحان
 







 
شذى الريحان will become famous soon enough
افتراضي رد: ஐ¤ღ مــن حــيـــا تـــــهمღ¤ஐ


كاتب هذه الرسالة للدكتور عبدالوهاب

يقول




اكتب لك هذه الرساله فى مناسبه مهمه فى حياتى أردت أن أشركك معى فيها وأن أذكرك بدورك الذى قد تكون نسيته الأن فى إتمامها ، فأنا مهندس شاب بوزارة الرى عمرى 38 عاماً .
اما بداية القصه فلعلك تذكر الرسالة التى نشرتها منذ أكثر من عامين بعنوان" الإصرار" وكانت لسيده تروى لك فيها عن جارتها الشابة الجميلة البالغة من العمر 29 عاما وتقيم بجوارها فى شقه وحدها .. وتقول لك هذه السيدة الفاضلة فى رسالتها أن قصة هذه الفتاه قد بدأت منذ سنوات حين كانت فى طريقها إلى كليتهابجامعة عين شمس فصدمتها سيارة مسرعة وحملها الماره إلى المستشفى فتبين أنها قد أصيبت للأسف بشرخ فى العمود الفقرى ، وبعد رحلة عناء طويله بالمستشفات فى الداخل والخارج ، رجعت إلى حياتها جالسة فوق مقعد متحرك وفى هذه الأثناء لبت أمها نداء الرحمن وسط زهول هذه الشابة الجميلة والتى واجهت كل ذلك بإيمان جعله الله فى ميزان حسناتها .
ووجدت نفسها بعد ذلك وحيده فى مسكنها الخالى بعد زواج الإخوه وإنشغال الأب الذى يقيم فى مسكن أخر بحياته وأعماله ، وأصبحت وحيدة تقوم بشئون نفسها وتنظف شقتها وتطهو طعامها ، وطلبت منك هذه السيده السيده الفاضله أن تكتب لجارتها الشابة أن الإعاقة ليست نهاية الحياة وأن أحلامها ممكنة التحقق حين يأذن الله بذلك.
ونشرت الرسالة ورددت عليها بما ألهمه الله لك من كلمات طيبه ومشجعة ورائعة وحانية جزاك الله بها خيراً ، ولن أطيل عليك فكنت أنا فى هذه الفترة أمر بأزمة نفسية شديدة بسبب عاصفة الأحزان التى هبت على حياتى قبل فتره قصيرة ، وليلة نشر هذه الرساله كان ألمى قد بلغ منى حدا مضاعفا ، وشكوت إلى صديق متدين ما يضيق به صدرى فنصحنى بأن أدعو ربى فى صلاة الفجر كل ليله بهذا الدعاء " ربى إنى لما أنزلت إلىّ من خير فقير " وسألنى لماذا لا أمضى هذه الليله معه فى المسجد حتى نصلى الفجر معا عسى أن يذهب الله عنى الحزن ، وإستجبت لما نصحنى به وأمضيت تلك الليله معه فى المسجد قائما أصلى أو جالسا أقرأ القرأن الكريم أو متاملاً فى صمت .. وفى الصباح خرجت وإشتريت الصحيفه وقرأت فيها قصة هذه الفتاه ووجدت نفسى أكتب إليك معلقا على قصتها وراوياً قصتى .





وقد نشرت رسالتى بعنوان " العاصفة " ورويت لك فيها أننى مهندس شاب عمرى 36 - وقتها – وإنه كان لى ذات يوم قريب أسرة صغيرة وزوجة غير مصرية تزوجتها بالرغم من معارضة أهلى فى البداية لزواجى من أجنبية وإن هذا الزواج كان البدايه لعاصفة من الأحزان فى حياتى الخاصه حيث رحل أبى عن الحياه عقب زواجى مباشرة ، ومن بعده أمى أيضا يرحمهما الله ووجعل مثواهما الجنه إن شاء الله ، ثم لم يمض وقت طويل على رحيلهما حتى سقطت طفلتى الوحيده من الدور الثالث بسبب إهمال أمها فى رعايتها وأسترد الله - عز وجل – وديعته ولم أحتمل الحياه هناك بعد ذلك فطلقت زوجتى وعدت بلدى وعشت وحيداً بين أحزانى وألامى وفراق أعز الناس لدى فى الدنيا ولم يعد لى سوى شقيقان متزوجان ويقيمان فى أحياء بعيدة ، وفى ختام رسالتى إليك تساءلت ترى هل تقبل هذه الفتاة الإرتباط بى على سنة الله ورسوله عسى ان يعوض كل منا الأخر عن أحزانه ؟
وبعد أيام من نشر الرسالة زارتك هذه الفتاة فى مكتبك فوق مقعدها المتحرك يصحبها عمها ، وقمتم بتسليم العم عروض الإرتباط التى تلقاها مكتبكم بشأنها وفوجئت بعد أيام بإتصال من والدها بى يدعونى فيه إلى مقابلته فى بيته ، فتوجهت إليه مستبشرا أن يحقق الله لى أمنيتى فى السعادة والأمان ، فكان لقائى الأول بالأب فى مسكنه وشرحت للأب ظروفى ورغبتى فى الإرتبط بابنته فلمست منه التحفظ وعدم الترحيب ثم طلب منى الإنصراف بعد قليل لأن هناك زائرا أخر عن طريق بريد الجمعة سيحضر لمقابلته بشأن أبنته .
وإنصرفت متخاذلا وشكوت لصديقى الذى علمنى الدعاء المفضل ما لقيته من تحفظ الأب وعدم ترحيبه بى وأرجعت ذلك إلى ظروفى كمطلق ، فسألنى ولماذا لا تطرق بابا أخر كعمها مثلاً ، ونفذت نصيحته جزاه الله خيرا عنى ، وتم فعلا اللقاء بينى وبين الفتاه لأول مره فى بيت عمتها وفى حضور عمها ، فما إن إلتقيت بها وإلتقت بى حتى قضى الأمر الذى كنتم فيه تختلفون .. وشعرت بأنها الفتاة التى كنت أبحث عنها من قديم الزمان ، وقالت هى لعمتها إننى الشخص الذى رأته في أحلامها يأليها ويملأ فراغ حياتها بالحب والحنان واتفقنا علي الارتباط لكني علمت أن والدها لا يشعر تجاهي بالارتياح ويرفضني لاسباب مختلفة ومنها ظروفي السابقة ويشك في نيتي

في استغلال ظروف ابنته إلانسانية وهكذا استفيد من مبلغ التعويض وقد حصلت عليه من جامعة عين شمس بعد الحادث الذي تعرضت وهو في البنك وديعة وحزنت وغضبت كيف يفعل الاب هكذا يصد شابا يرغب في الارتباط بها لمجرد ظن ليس عليه دليل وأي مال يمكن أن يسعي اليه شاب مثلي فقد طفلته الوحيدة قبل عامين
ويعاني من وحدته وأحزانه؟؟


ولم أدر بما داربشأني بين الاب وأبنته وعلمت فيما بعد أنه رفضني بشده وتمسكت ابنته بي و بشدة وأعلنته برغبتها في الارتباط بي فاستجاب لها بضغط من شقيقه و شقيقته. وقرأنا الفاتحه أخيرا والحمد لله وبدون الدخول فى شروطه ومطالبه فقد وافقت عليها جميعا وإستجبت لكل ما أراده صهرى رغم صعوبة بعضه دون أى اعتراض من جانبى ورغم كل ذلك فقد كنت سعيد ومتفائل بفتاتى لحد لا يتخيله بشر فى حين كان الأب على ماهو عليه من تحفظ وعدم حماس .
وحددنا بفضل الله تعالى موعد عقد القران فى المسجد ورفض الأب ان يشترى لأبنته فستانا أبيض رغم قدرته الماليه كما لم يسمح لى أيضا بشرائه لها وقبلنا بذلك صامتين ، ورفض إستدعاء كوافيره لزينة المحجبات كما رفض أيضا ان تذهب معى لشراء الشبكه ، ةتم عقد القران فى تحفظ أقرب إلى التجهم والجفاء الصامت منه ورفض صهرى اى مظهر من مظاهر الفرحه والإبتهاج ، وإنصرف الأب عقب عقد القران وحملتنا السياره إلى مسكن زوجتى – حيث كنا إتفقنا على أن نقيم فيه لحين الإنتهاء من تجهيز المنزل الذى إشتريته من أجلها – فما أن اقتربنا منه حتي بدأ الفرح الحقيقي الذي لم نجده من قبل ..فلقد التف حولنا جيران زوجتي الطيبون ومنهم السيده الفاضلة التي كتبت لك عنها ,وبدأ الطبل والزمر والغناء وزغاريد وفرحه صادقه من قلوبهم
جميعاً فرحين بنا و أما السيدات والبنات جارات زوجتى الحبيبة فأحاطوها بالحب والحنان والقبلات لزوجتي وأخذن يداعبنها وانفعل جار علي المعاش واخرج مسدس وطلق اعيره فرح بنا وارسل لنا الجيران طعام وشربات وتروته وشاركونا فرحتنا حتي منتصف الليل وهم يوصوننا أن نبدأ حياتنا بركعتين شكرلله عسي أن يبارك لنا في حياتنا وصحبتنا .
وبدأنا حياتنا وكل منا كالارض العطشي الي الحب والحنان والعطف وكل منا يهتم بالاخر وأذا تاخرت قلقت عليه حتي لو فتره بسيطه ووجدت فيها ربة منزل رائعه ، وكنت فى هذه الأثناء أجهز لها منزلاً جديدا حصلت عليه من أجلها وكان المنزل رائعا وواسعا وبالدور الأرضى كما إننى إستأذنت المالك بأن أفتح بابا من المطبخ إلى الشارع ورفعت مدخله بحيث يصبح منزلقا ليسمح للكرسى المتحرك بالدخول والخروج ، كما إشتريت سيارة مجهزة لزوجتى وكتبتها والشقة بإسمها كما أهديتها مقعدا متحركا جديدا وتوكيلا عاما عنى للتصرف بكل شىء وقد كان بودى أن أهديها الدنيا كلها.
وسعدت زوجتى بالمسكن الجديد وسرعان ما صنعت لنفسها صدااااقات جديدة مع جيراننا الجدد لأنها تدخل القلوب بيسر وتجد دائما من يحبونها ويتطوعون لخدمتها ، ولم تمضي شهور حتى كان جنين الحب يتحرك فى أحشائها ولن أصف لك مدى سعادتى ولا سعادة زوجتى بهذه الهدية الربانية ، وعندما إقترب موعد الولادة فحصلت من عملى على إجازه ودخلت معها المستشفى ولازمتها حتى وضعت مولادنا الأول ولقد فكرنا جديا فى أن نسميه بإسمك لولا أنه قد سبق منى النذر إلى الله سبحانه وتعالى أن أسميه إسميه إذا جاء ذكراً " عبد الله " وإذا جاءت أنثى " مريم " وقد أنعم الله علينا والحمد لله بعبد الله وهذه هى المناسبة السعيدة التى أردنا أنا نشركك معنا فيها .
ومنذ إرتباطى بهذه الفتاه الطيبة الرائعة الجميلة وقد هطل علىّ الرزق الحلال من عند الله بدون حساب والحمد لله .. حيث سافرت فى مهمه إلى أوغندا لمدة 8 أيام وحصلت على بدل سفر بالعمله الصعبه لأول مره فى حياتى كما حصلت منذ زواجى وحتى الأن على على مكافأت تفوق فى مجموعها كل ماحصلت عليه من مكافات طوال مدة خدمتى حيث كانت بأرقام فلكية بالنسبة لمكافات الحكومة ، ولا طلب لزوجتى الأن إلى مضاعفة الإهتمام بالمعوقين ومشاكلهم .
وختاما .. فإنى وزوجتى لا نملك لك النهاية إلا الشكر والدعاء وأن تقبل منا هذا المصحف وهذه المسبحة رمزا للشكر والحب والعرفان .
وأنهى رسالتى إليك بهذا الدعاء الحبيب شكراً وإمتناناً لله رب العلمين " ربى إنى لما أنزلت إلىّ من خيرٍ فقير "
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





الرد من الدكتور عبد الوهاب

ولكاتب هذه الرسالة أقول
مازلت أذكر حتي الآن ملامح هذه الفتاة الطيبة حين زارتني فوق مقعدها المتحرك مع بعض ذويها عقب نشر قصتها‏.‏ كما مازلت أذكر أيضا رسالتك التي تضمنت رغبتك في الارتباط بها وقصتك مع عاصفة الأحزان التي عصفت بحياتك قبلها‏.‏
فأية سعادة ان أعرف الآن ان الأقدار الرحيمة قد مسحت علي أحزانكما معا وجمعت بينكما في بيت هانيء صغير‏..‏ أثمر الحب فيه ثمرته المباركة ووهبكما الله من لدنه غلاما جميلا ؟
ان في العالم كما يقول الكاتب المسرحي الأمريكي تيرنس راتنجان‏,‏ ـ ظلاما كثيرا ولهذا فهو يرحب بكل شمعة ولو كانت صغيرة تبدد بعض ظلامه‏,‏ وهذه التطورات السعيدة في حياتكما هي شمعة صغيرة جديدة تصحح عن الحياة بعض أخطائها وتزيل بعض ظلامها‏.‏
ولقد تأملت قصتكما مليا فلم أجد لها عنوانا ابلغ من هذا العنوان‏:‏ حصاد الصبر‏!‏ أي جوائزه التي يعد الله سبحانه وتعالى بها الصابرين في الدنيا والآخرة ويبشرهم بالفوز بها‏.‏
ولقد صبر كل منكما علي آلامه وأحزانه الشخصية وظروفه الانسانية وتعلق أمله برحمة ربه في أن يذهب عنه الحزن ويؤنس وحشته ووحدته ويهبة السعادة والأمان فصدقت النية في الطلب‏.‏ وهيأت الأقدار كلا منكما لأن يكون لرفيقه الأمل‏..‏ والعزاء وفدية الأحزان‏,‏ فروي أرضه العطشى بماء الحب والعطف والحنان وارتوي من نبعه‏.‏
فإذا كنت قد ووجهت في البداية بتحفظ الأب وتشككه في نيتك تجاه فتاته فلكم يخطيء الانسان التقدير في كثير من الأحيان‏..‏ ولكم تفسد علينا الظنون والهواجس أحيانا ماكنا جديرين بأن نسعد به وتسكن أرواحنا إليه لو كنا قد غلبنا لدينا الايمان بخيرية الحياة وحسن الظن بالآخرين علي التوجس منهم والتشكك في نياتهم‏.‏ غير أن فتاتك الطيبة قد حسمت الأمر علي أية حال بترجيحها لحسن الظن فيك علي سوئه‏.‏ ولم يخذلها حسها الصادق فيمن توسمت فيه الخير والعطاء والحمد لله‏.‏ ولكم كان مثيرا للتأمل‏..‏ ان تأتي الفرحة الصادقة والابتهاج الغامر بسعادة قلبين جريحين من جانب الجيران والأصدقاء وليس من الأصل وذوي القربى.‏ لكن كل ذلك قد مضي الي سبيله واصبح من الذكريات‏,‏ ولعله قد اصبح أيضا من تحديات السعادة التي تشحذ رغبتكما المشتركة دائما في الحفاظ عليها والدفاع عنها ضد ظنون المستريبين‏..‏
ومن الكلام الجميل **
ان المحبة هي الموافقة أي الطاعة له فيما أمر‏,‏ والانتهاء عما زجر‏,‏ والرضا بما حكم وقدر‏.‏ ولقد رضي كل منكما بما قدر له ربه وحكم‏..‏ فكان حقا علي السماء أن تستجيب لدعائه بأن ينزل إليه ربه من الخير ماهو فقير إليه‏..‏ وهذا الدعاء المفضل لديك بالمناسبة هو من دعاء سيدنا موسي عليه السلام وقد ورد في الآية‏24‏ من سورة القصص‏,‏ في سياق قصته حين فر من مصر عقب قتله لمن كان يقتتل مع أحد أبناء قومه وتوجه الي مدين خائفا يترقب وداعيا الله ان يهديه سواء السبيل‏,‏ فرأي عند ماء مدين زحاما غفيرا وامرأتين تتراجعان عنه يائستين من السقيا‏,‏ فسقى لهما ثم أوى الي الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير أي اني في حاجة الي ماتسوقه إلي من خير ورزق فكانت هذه الضراعة بداية لما أنزل الله إليه من خير عميم بدأ بزواجه من إحدى الفتاتين‏.‏ وتوج بنزول الرسالة عليه في طريق عودته لمصر حين آنسى في الطريق نارا ناحية جبل الطور فتوجه إليها ليأتي من عندها بخبر عن الطريق أو جذوة منها يستدفيء بهأ أهله‏..‏ فاذا به يسمع نداء علويا يقول له‏:‏ إني أنا الله رب العالمين
فهنيئا لكما ماأنعم به عليكما ربكما من خير حميم‏..‏ وبشرى لكما باصراركما‏..‏ المشترك علي نيل السعادة والحفاظ عليها وعدم التفريط فيها ذلك انه بقوة الرغبة في السعادة وبالفهم الصحيح لحقائق الحياة ومايستحق منها أن يتمسك به الإنسان ويسعي إليه ومالا يستحق ذلك‏,‏ يكون عمق السعادة والهناء في حياته‏..‏ ويكون الأمل والعزاء عن كل الأحزان‏!‏




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيع
أخر مواضيعي

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الريحان ; 31-12-2010 الساعة 12:52 PM.
شذى الريحان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس